يتذكر د. زغلول النجار يوم وفاة الامام الراحل الشيخ محمد الغزالي فيقول: كانت امنية الشيخ الغزالي أن يدفن بجوار رسول الله صلي الله عليه وسلم. وشاءت قدرة الله أن يدعي الشيخ لمؤتمر في الرياض بالسعودية في مارس 1996. رغم نصائح الأطباء له بعدم الاجهاد إلا أنه أصر علي السفر للمشاركة في المؤتمر رغم الخوف من أي تطاول عليه من قبل البعض بعد معركته في أهل الحديث في كتابه "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث". وفي المؤتمر انفصل كثيراً خاصة بعد أن اتهمه البعض بمعادته للسنة النبوية. وعلي أثر ذلك أصيب بأزمة قلبية. وفاضت روحه إلي بارئها. ويضيف د. زغلول النجار: وعلي الفور أمر ولي عهد السعودية بنقل الجثمان من الرياض إلي المدينةالمنورة بتوجهات الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي السعودية وقتها وفي المدينة نزلت طائرات عديدة من دول مختلفة لنقل المحبين وتلاميذ للشيخ الغزالي جاءوا من مختلف الدول للصلاة عليه. وبالفعل كان مشهداً مهيباً داخل الحرم النبوي. حيث امتلأ المسجد عن بكرة أبيه من المصلين الذي وفدوا من كل بقاع الأرض. وصلينا جميعاً صلاة الجنازة علي الشيخ الغزالي. جاءت لحظة الدفن في البقيع. حيث أخبرنا الرجل القائم بعملية الدفن. فقال: إن صاحبكم أمره غريب يقصد الشيخ الغزالي كلما شرعت في حفر حفرة أجد الأرض لا تلين معي. حتي جئت إلي هنا فلانت معي الأرض بين قبري نافع مولي عبدالله بن عمر. وأنس بن مالك ولذلك سمي بصاحب "الميتة المخرصة" أي دفن بين أهل الفقه وأهل الحديث وكأن هذا الموقف رد علي اتهامه ببراءة أهل الفقه وأهل الحديث منه.