* يسأل ج.ع.م - من الغربية : ما حكم الإسلام في الزوج الذي يسيء الظن بزوجته؟ وهل له من توبة؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: الحياة الزوجية السعيدة هي الحياة التي تبني علي حسن الظن بالطرف الآخر أما سوء الظن فليس من الإسلام في شيء لما له من أثر سييء علي الحياة الزوجية جاء في صحيح البخاري عن سيدنا أبي هريرة - رضي الله عنه - ان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "إياكم والظن فان الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا". وهذا الحديث النبوي الشريف فيه تحذير عن سوء الظن لان سوء الظن أكذب الحديث وقال سفيان الثوري: الظن نوعان.. ظن اثم وظن ليس باثم. فان الظن الذي هو اثم فالذي يظن ظنا سيئا بغيره ويتكلم به مع الناس أما الظن الذي ليس باثم فالذي يظن ولا يتكلم والظن في كثير من الأمور مذموم. وقد أجمع الفقهاء علي أن سوء الظن بالناس من الكبائر الباطنة لأن الله سبحانه وتعالي لا تخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء. جاء في صحيح البخاري عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: اجتمع عند البيت قرشيان وتقضي كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال أحدهم: أترون ان الله يسمع ما نقول؟ قال أحدهم يسمع ان جهرنا ولا يسمع ان أخفينا وقال الآخر: ان كان يسمع ما جهرنا فانه يسمع ما أخفينا فأنزل الله عز وجل "وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون" سورة فصلت. إن سوء الظن من غير سبب شرعي يعتبر كبيرة من الكبائر وهذا بالنسبة لعامة الناس ولكنه يكون اسوأ إذا وقع بين الزوج وزوجته من غير سبب شرعي. ولهذا لكان من فضل الله ورحمته انه قال في سورة الحجرات: "اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم" وهذا معناه ان بعض الظن ليس باثم إذا كان الطرف الثاني تصرف بما يجعل التصرف الآخر لا يحسن الظن به. وعلي كل حال فعلي الزوجين ان يحسنا العشرة وان يراقبا الله في كل قول وعمل وللزوج ان يتوب إلي الله عز وجل ما دام ظنه لم يصل إلي درجة اليقين وعليه أن يعتذر لزوجته لأن هذا من حقوق العباد التي لا تسقط إلا بالأداء أو الابراء.