ذكر ربنا- سبحانه- في القرآن الكريم عدداً من أسماء هذا الكتاب العزيز منها: القرآن- والكتاب- والذكر. والفرقان. والنبأ العظيم ولفظه "القرآن" مصدر من الفعل: "قرأ" "يقرأ" "قراءة" و"قرآنا".. ومعناها: ما تجب قراءته بعملية من "الجمع والضم". لأن المسلم عندما يقرأ الآية من القرآن فانه يجمع حروف كل كلمة من كلماتها ثم ينطق بها. ويحدث ذلك مع باقي كلمات الآية. ومع آيات السورة الواحدة حتي نفهم دلالاتها. ويتكرر ذلك مع القرآن كله. لأن القرآن يفسر بعضه بعضاً. وجاءت لفظه "القرآن" في كتاب الله سبعين "70" مرة. في أربعين "40" سورة من سور هذا الكتاب العزيز الذي نزلت أولي آياته أمراً بالقراءة باسم الله- تعالي- فقال عز من قائل آمراً خاتم أنبيائه ورسوله صلي الله عليه وسلم: "اقرا باسم ربك الذي خلق- خلق الانسان من علق- اقرأ وربك الأكرم- الذي علم بالقلم- علم الانسان ما لم يعلم" "العلق:1-5" أما لفظة "الكتاب" بمعني الوحي السماوي المنزل من عند الله- تعالي بما في ذلك القرآن الكريم وما سبق نزوله من كتب سماوية أخري. فقد جاءت مئة وأربعة وأربعين "144" مرة في كتاب الله. ومن ذلك تسمية أهل الرسالات السماوية السابقة باسم: "أهل الكتاب". والاشارة إلي القرآن الكريم بلفظ "الكتاب" جاء في عدد من الآيات التي منها قوله- تعالي: "الم- ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين" "البقرة: 1-2". * "الم- الله لا إله إلا هو الحي القيوم- نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والانجيل- من قبل هدي للناس وأنزل الفرقان" "آل عمران: 1-4" * "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدي ورحمة وبشري للمسلمين" "النحل: 89" أما لفظة "الذكر" بمعني الوحي السماوي المنزل من عند الله- تعالي- والذي أكمله وأتمه وحفظه في القرآن الكريم. فقد جاءت في أكثر من خمسين "50" موضعا من كتاب الله. منها قوله- تعالي: * "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" "الحجرات: 9" * "وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون" "الأنبياء:50 * "إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" "فصلت: 41-42" فالقرآن الكريم هو ذكر للخلق أجمعين بعد أن ضاعت كل صور الوحي السابقة. وتعرض ما بقي من ذكريات عن القليل منها إلي التحريف والتبديل والتغيير الذي أخرجها عن إطارها الرباني. وجعلها عاجز عن هداية أتباعها. أما لفظه "الفرقان" بمعني اوحي السماوي المنزل من عند الله- تعالي- والذي تكامل في القرآن الكريم فقد جاءت ست "6" مرات في كتاب الله بمعني الفارق بين الحق والباطل. ومن ذلك قوله- تعالي: * "تبارك الذي نزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيرا" "الفرقان 1" * "وإذ آتينا موسي الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون" "البقرة 53" * "ولقد آتينا موسي وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين" "الأنبياء 48" أما تعبير "النبأ العظيم" فقد جاء واصفاً للقرآن الكريم مرة واحدة في سورة "ص" علي النحو التالي: "قل هو نبأ عظيم- أنتم عنه معرضون" ص: 67-68 أي قل للمشركين- يا محمد- هذا الذي أنذرتكم به خبر عظيم أنتم عنه معرضون لأنكم لا تعرفون قدره. أما عن أوصاف القرآن في كلام الله- تعالي- فهي كثيرة منها: أنه نور. وهدي ورحمة. وبيان للخلق. وبلاغ مبين. وأنه روح. وشفاء. وبصائر. وأنه كلام عربي مبين. علي. حكيم. مبارك. عزيز. مهيمن علي ما سبقه من صور الوحي. قيم لا عوج فيه. قول فصل. وأنه أحسن الحديث.