* يسأل حسام كمال من القاهرة: من مكان لآخر نري بعض الناس يقول رأيا من الآراء ونفاجأ بأن بعض الناس قد التفوا حوله وهتفوا معه أتباعا للهوي فما حكم الإسلام في أمثال هؤلاء؟ ** يقول د. صبري عبدالرءوف - أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: جاء في سنن الترمذي وسيدنا حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطئوا أنفسهم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا" وهذا الحديث النبوي الشريف يؤكد لنا أنه لا يجوز للمسلم أن يكون ضعيف الشخصية لأن ضعيف الشخصية لا يستطيع أن يكون عضوا ناجحا في المجتمع الذي يعيش فيه. وقيل: هو الذي يقول لكل إنسان يراه: أنا معك وهو لا يدري هل هو علي حق أو باطل قال ابن مسعود رضي الله عنه: ألا لا يقلدن أحدكم دين رجل إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشر ولهذا نقول: إن الاتباع الأعمي سبب كل بلاء وشر بل هو أحد أسباب دخول النار فعلي الإنسان العاقل أن يكون عالما ومتعلما ولا يجوز له أن يكون إمعة. يجب للإنسان أن يكون له شخصية فيشعر بالعزة والكرامة وأن يكون له رأيه الشخصي ولا يكون إمعة لأن العاقل هو الذي ينظر تصرفات الناس إن رآهم اجتمعوا علي خير كان معهم وأعانهم وإن كانوا علي باطل نصحهم وأرشدهم فإن استجابوا له كان معهم وإن لم يستجيبوا له تركهم واعتزلهم حتي يعلم الجميع أن فلانا يتمتع بشخصية ورجولة تميز عن غيره حتي لا يكون إمعة ورحم الله الفضيل بن عياض الذي قال ناصحا لأمثال هؤلاء الإمعة: اتبع طريق الهدي ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة السالكين. وثبت أن سيدنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لو أن رجلا أدرك السلف الأول ثم بعث اليوم ما عرف من الإسلام شيئا ثم وضع يده علي خده وقال: الا هذه الصلاة فيا إخواني كونوا رجالا ولا تكونوا أتباعا.