يقول الله تعالي - "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيراً" "جزء من الآية 34 سورة النساء" بعض الناس يقول إن ضرب النساء هو نوع من الوحشية والتطرف والخروج عن المألوف فلماذا يأمر الله به هذا فهم خاطئ وبعيداً عن الحقيقة والواقع فالله تعالي لم يأمر بضرب النساء ولم يلزم احداً بذلك وإنما أباحه شرعاً والفهم المستقيم يعلم ويعرف ان الأمر غير الاباحة فالأمر إلزام عليك ان تفعل وتنفذه أما المباح فلك ان تفعله ولك ان لا تفعله وعلينا ان نعرف ونتدبر ان الامر المباح بالضرب مرحلة ثالثة بعد الموعظة بالتي هي أحسن وبيان الضرر وما هو النافع وما هو الضار وما هو الحسن وما هو القبيح فإذا لم تتبع الموعظة وما هو الحسن وما هو القبيح فيكون الأمر الثاني وهو الهجر في المضاجع فإذا لم ينفع ولم يعد الأمر الثاني يكون الأمر الثالث وهو الضرب أي أباح الموعظة ثم اباح الهجر ثم اباح الضرب والضرب غير المبرح أي إيلام خفيف بعد عدم نفع الأمرين السابقين وهو الموعظة والهجر. لأن علي المرأة طاعة زوجها وعدم إهانته وتنفيذ ما يريد في حدود شرع الله لأنه هو الذي يقوم بالانفاق عليها وعلي اولادها ويتحمل الكثير والكثير ويبذل كثيراً من العرق وكثيراً من الجهد والمصاعب والمتاعب والمشاق ولا يجوز للمرأة أن تحمله أكثرو وأكثر فلابد من الحنية والشفقة والتعاون للذي يجلب الخير للطرفين معاً وأن يكون سكنا ومودة ورحمة - ولابد ان نفهم ونعلم ان الضرب ليس معناه الكراهية ولكن معناه ان الزوج غير راض عما حصل وغير مقتنع بما كان والدليل علي ذلك ان الأب يضرب ابنه إذا ما رأي في أفعال ابنه ما يناقض الخط المستقيم وأنه سائر علي غير الطريق المستقيم فيضرب الأب ابنه فيرجعه إلي الطريق المستقيم الحسن. والحق يقال إن الله تعالي يريد ان تكون المرأة والزوج بين الاثنين المودة والرحمة مصداقا لقوله تعالي: "ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجاً ليسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتذكرون". وخلاصة القول ان الأمر غير المباح فالأمر لزام والمباح فيه اختيار وأن الضرب إيلام خفيف بعد المرحلتين السابقين الهجر بعد الموعظة الحسنة ثم الأمر الثالث وهو الضرب المباح ولا يدل علي الكراهية والحرمة وانما هو في اطار ضرب الاب لابنه للاصلاح والتقويم. والله الهادي إلي سواء السبيل