* من الأسئلة التي وصلت لدار الإفتاء هذا السؤال: هل يجوز شرعاً صرف أموال الزكاة لبناء مستشفي السرطان للأطفال وكذا دعم قسم القلب المجاني بقصر العيني.. وما توجيهات فضيلتكم في هذا الشهر الكريم لنا وللمسلمين؟ ** يجيب الدكتور علي جمعة محمد مفتي الجمهورية: تقرر عند علماء المسلمين أن هناك حقاً في المال سوي الزكاة فمنه الصدقة المطلقة ومنه الصدقة الجارية ومنه الوقف. تصديقاً لقوله تعالي: "وفي أموالهم حق للسائل والمحروم" "الذاريات: 19". وفي مقابلة قوله تعالي: "والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" "المعارج: 24 25". وكل ذلك من باب فعل الخير الذي لا يتم التزام المسلم بركوعه وسجوده وعبادة ربه إلا به. قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون" "الحج: 77". وقال صلي الله عليه وسلم: "الصدقة تطفيء الخطيئة كما تطفيء الماء النار". والزكاة التي هي فرض وركن من أركان الإسلام قد حددت مصارفها علي سبيل الحصر في سورة التوبة: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم" "التوبة: 60". والذي تنصح به دار الإفتاء الناس أن يبادروا إلي التبرع لبناء مستشفي سرطان الأطفال وأن ينشأ كذلك صناديق ثلاثة. الصندوق الأول: يكون للوقف. فيوقف فيه الناس أموالهم ويجعلون ريعها وثمرتها لصالح هذا المستشفي وعلاج المترددين عليها أبد الدهر. والصندوق الثاني: يكون للصدقات. ويتصدق منه علي البناء والتأسيس والصيانة وإظهار هذا المبني بصورة لائقة بالمسلمين إنشائياً وفنياً. والصندوق الثالث: يكون للزكاة يصرف منه علي الآلات وعلي الأدوية وعلي مصاريف العلاج والإقامة والأكل والشرب المتعلقة بالمرضي بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة. كمرتبات الموظفين وأجور الأطباء ومصاريف العملية الجراحية والإشاعات ونحو ذلك... ودار الإفتاء تهيب بالمسلمين في كل مكان داخل مصر وخارجها المساهمة في هذا العمل الجليل الذي يخفف فرط الألم عن أطفال الناس جميعاً. مصدقاً لقوله صلي الله عليه وسلم : "الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". وعلي الجهات المعنية بشأن إنشاء المستشفي توضيح ما ذكرناه والعمل علي إبرازه في أرض الواقع بمجموعة من الإجراءات اللازمة لذلك حتي تحقق النتائج المرجوة بإخراج هذا العمل الجليل إلي دنيا الناس من ناحية. والالتزام بالقواعد الشرعية المرعية بشأن الزكاة والصدقات والأوقاف من ناحية أخري وكذا دعم قسم القلب بقصر العيني أو غيره. والله سبحانه وتعالي يجازي خيراً من يسعي في عمارة الأرض وفي مصلحة الناس.