قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة" صدق رسول الله رواه أبوداود أن التؤدة معناها التأني والتثبت وعدم العجلة ويقصد بها اتقان العمل وأداؤه علي الوجه الأكمل وعدم التسرع في انجازه كما يقصد بها عدم التسرع في انجازه كما يقصد بها عدم المبادرة بالتنفيذ وإعطاء مهلة لأدائه. واتقان العمل مطلوب شرعاً ومرغب فيه علي كل حال يقوي في ذلك عمل الدنيا المنظور فيه إلي الثواب المعجل. وعلي الأخرة المقصود به الثواب المؤجل. فقد روي عن النبي صلي الله عليه وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".. وقد تستلزم التؤدة لاتقان العمل مدة من الزمن قد تطول. سواء كان ذلك أثناء أدائه أم في التحضير والتمهيد له. كدراسة المشروع قبل تنفيذه والتحري وجمع الأدلة قبل إصدار حكم من الأحكام.. وعلي هذا يعمل قول القائل: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.. وقوله إذا أردت أمراً فتدبر عاقبته. فإن كان خيراً فامضي وإن كان غياً فامسك يقول الشاعر الحكيم قدر لرجلك قبل الخطو موضعها.. فمن علا زلقاً عن غرة زلجا. وأعمال الأخرة التي تمحض فيها المعني الديني وقصد بها ثواب الله الآجل فإنها لا تكون إلا حقاً لأنها أمر الله وشرعه فلا تحتاج إلي التثبت وإمهال وتأجيل ومن الخير التعجيل بأدائها وعدم التسويف فيها كالصلاة إذا حضر وقتها فمن الخير المبادرة بأدائها والزكاة إذا حان وقتها كان الخير في الاسراع في اخراجها وكذلك الأمر في التوبة إلي الله وسائر العبادات. وهذا الحديث يدعونا إلي التأني والتثبت قبل الشروع في أي عمل من الأعمال التي لم يثبت فيها وجه الصواب. وإذا تهيأت الظروف لانجازه فينبغي عدم الاهمال والتأجيل ففي القول المأثور: من فتح عليه باب من الخير فلينتهزه. فإنه لا يدري متي يغلق عليه.