في كتاب "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" ص"281" ذكر ابن قيم الجوزية ما نصه: فإن المحب يستأنس بسواه. فهو مستوحش ممن يشغله عنه. وحدثني تقي الدين بن شقير قال: خرج شيخ الإسلام ابن تيمية يوماً فخرجت خلفه. فلما انتهي إلي الصحراء وانفرد عن الناس بحيث لا يراه أحد سمعته يتمثل بقول الشاعر: واخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنكم القلب بالسر خالياً كرامات ابن تيمية!! ذكر عمر بن علي البزار "في الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية" ص"56" ما نصه: الفصل التاسع: في ذكر بعض كراماته وفراسته: أخبرني غير واحد من الثقات ببعض ما شاهده من كراماته وأنا أذكر بعضها علي سبيل الاختصار. وأبداً من ذلك ببعض ما شاهدته: فمنها اثنان: جري بيني وبين بعض الفضلاء منازعة في عدة مسائل وطال كلامنا فيها: وجعلنا نقطع الكلام في كل مسألة بأن نرجع إلي الشيخ وما يرجحه من القول فيها. ثم إن الشيخ رضي الله عنه حضر. فلما هممنا بسؤاله عن ذلك سبقنا هو وشرع يذكر لنا مسألة كما كنا فيه وجعل يذكر غالب ما أوردناه في كل مسألة. ويذكر أقوال العلماء ثم يرجح منها ما يرجحه الدليل. حتي أتي علي آخر ما أردنا أن نسأله عنه. وبين لنا قصدنا أن نستعمله منه. فبقيت أنا وصاحبي ومن حضرنا أولاً مبهوتين متعجبين مما كاشفنا به وأظهره الله عليه مما كان في خواطرنا. وكنت في خلال الأيام التي صحبته فيها إذا بحث مسألة يحضر لي إيراد فما يستتم خاطري به حتي يشرع فيورده. ويذكر الجواب من عدة وجوه. وحدثني الشيخ الصالح المقرئ أحمد بن الحريمي أنه سافر إلي دمشق قال: اتفق أني لما قدمتها لم يكن معي شيء من النفقة البتة وأنا لا أعرف أحداً من أهلها. فجعلت أمشي في زقاق منها كالحائر. فإذا بشيخ قد أقبل نحوي مسرعاً فسلم وهش في وجهي ووضعپفي يدي صرة فيها دراهم صالحة. وقال لي: أنفق هذه الآن وخلي خاطرك مما أنت فيه. فإن الله لا يضيعك. ثم رد علي أثره كأنه ما جاء إلا من أجلي. فدعوت له وفرحت بذلك. وقلت لبعض من رأيته من الناس: من هذا الشيخ؟ فقال: وكأنك لا تعرفه. هذا ابن تيمية. لي مدة طويلة لم أره اجتاز بهذا الدرب. وللحديث بقية إن شاء الله تعالي عن كرامات ابن تيمية.