إذا كان هناك من يهاجم الإسلام بقلب أسود.. وعقل مظلم.. فإن هناك أيضا من ينظر للإسلام بموضوعية.. ويدافع عن الإسلام بقلب نقي.. وعقل متفتح.. وإذا شاهدنا القس الأمريكي الذي يريد حرق كتاب الله الكريم.. فإننا اليوم مع امرأة وقفت في حشد غفير جمع الأمريكيين في مسرح كبير.. وقفت لتدافع عن الإسلام وهي مسيحية.. ولكنها كانت موضوعية جدا في حديثها أو دفاعها عن الإسلام والمسلمين. قالت: من عدة جوانب أمريكا في حاجة ماسة هذه الأيام لجرعة كبيرة من التسامح الديني.. فهناك عدد كبير من الناس يقضون الكثير من الوقت أمام التلفاز.. ويدعون أن المسيحية ديانة مبجلة.. ويحتقرون المعتقدات الدينية الأخري.. وخاصة المعتقدات الإسلامية.. ويا أصدقائي هذ الأسلوب يجب أن يتوقف.. وعلينا أن نعلم أن هناك من أشعل فتنة عدم التسامح.. وهو الإعلام.. وكلكم علم عن خطة لبناء مركز اجتماعي إسلامي علي بعد حيين من برج التجارة العالمي.. وسيحتوي هذا المركز علي مسجد وصالة عرض ومسبح.. حاله كحال جمعية الشباب المسيحيين.. ومراكز المجتمع اليهودي بكل أنحاء البلاد.. وحسب معلوماتي يحتوي المركز علي أشياء تفيد المجتمع ومنها رعاية الأطفال. أضافت: ولأكون صريحة معكم فإن هناك من يرفض بناء هذا المركز بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر.. إلا أن هذا لا يبرر موجة الخوف والشك التي أغرقت هذا البلد خلال الأيام الماضية.. ويقول الإعلام الآن إن هذه موجة الخوف من الإسلام وتنتشر في كل مكان بأمريكا.. وشاهدت هذا الأسبوع قصة علي السي. إن. إن عن قسيس بمدينة جينزفيل بولاية فلوريدا أعلن أن الحادي عشر من سبتمبر هذا العام هو يوم حرق القرآن.. وهذا القس يترأس كنيسة محايدة باسم مركز حمامة السلام.. وتلفظ بجميع الألفاظ المنحطة والمسيئة وغير الدقيقة عن الإسلام.. ولن أذكر هذه الألفاظ.. فرسالته عبارة عن كره وخوف.. وأنا أؤكد لكم أنه لا يوجد بالإنجيل وتعاليم المسيح أي شيء عن حرق النصوص المقدسة للديانات الأخري.. ولا وجود لأي من أقواله.. إن طلبه حرق القرآن شيء سييء ولا علاقة له بالسلام.. ولا علاقة له بالتفاهم.. ولا علاقة له ببناء جسور التواصل مع الآخر.. وإنما هو الجنون بعينه. تضيف: والأخبار السارة أن هناك الكثير من الجماعات والكنائس.. وحتي الجمعية الوطنية للإنجليين يدينون هذا العمل.. ويحثون الكنيسة علي إلغاء هذا الحدث.. فالكلام عن الله يجب أن يتسم بالجلال.. وانفتاح العقل والرغبة في التعلم.. لتحدي أفكارنا ومساءله اتهاماتنا.. هذه هي سمات التواضع.. وعندما كنت بالمدرسة المسيحية قرأتر جملة كتبها شخض لا يحضرني اسمه وهي عندما تتكلم عن الله يجب أن يرتجف صوتك تعلمون أن المسيح لم يمتلك الوقت للتفاهات الدينية.. ولنتخيل ماذا سيقول المسيح للقسيس تري جونز وحملته لحرق القرآن.. أعتقد أنه سيقول له.. إن هذا الذي تسعي إليه يجب أن يتوقف. وقالت: المسلمون يؤمنون أن القرآن هو مجمع الوحي المنزل علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم من الله قبل حوالي 1400 سنة ويؤمنون أن محمد هو آخر الأنبياء والمعلمين والرسل والتي احتوت المجموعة آدم وموسي وعيسي وإبراهيم.. وكل ما ذكر بكتابنا المقدس.. أيضا كلمة إسلام معناها الاستسلام المسالم لرغبة الله.. لقد كتب القرآن في وقت كان المسلمون يسحبون فيه من بيوتهم ويتهمون ويقتلون.. وكتبت التوراة حينما كان يسحب اليهود من بيوتهم ويتهمون ويقتلون.. والمؤرخون سيخبرونكم أن معظم الكتب المقدسة تحتوي علي قصص حروب وصراعات في صفحاتهم.. وتحجج التابعون بهذه الأديان علي مر التاريخ بهذه القصص لتبرير العنف بها.. وأي شخص يشكك في كلامي هنا.. ويعتقد أنني علي خطأ يستطيع أن يرجع إلي الإنجيل والإنشودة ..147 وستجدون أن كتابنا الخاص يحتوي علي سطور تجعلنا قلقين.. ولكن وكما هو الحال في الإنجيل فإن الفكرة المهيمنة في القرآن هي السلام.. والاهتمام بالغير وحب الله والعدالة.. وحق الجار.. وحق الغرباء.. وفي الإنجيل.. الفتل محرم عليكم.. وفي القرآن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً وهذه الكلمات مسالمة مليئة بالإيمان.. كلمات يمكن أن تنقذ العالم إذا اعتنقناها بقلوبنا. أضافت: الشيء الثاني الذي تقومون به عندما يرسل لكم شخص ما رسالة تصور لكم الإسلام علي أنه دين شيطاني.. احذفوا الرسالة.. لا تنشروها.. ولا تشاركوا في العنصرية.. ولا تستسلموا للخوف.. ولا تشاركوا فيه.. ولا تركزوا علي هذه المجموعة الصغيرة من المتطرفين الذين يقومون بأعمال عنف.. ولكن ركزوا علي مئات الملايين من المسلمين الذين تحلوا بالإيمان.. الذين لا تختلف أولوياتهم ومخاوفهم وعائلاتهم عنكم بشكل كبير. تقول: ثالثا: عندما تفكرون بالمسلمين فكروا بالأفراد.. وبالبروفيسور في ولاية أوهايو.. فكروا بالمهندس.. بالمدرس في المدرسة الابتدائية المواجهة لبيتكم.. عندما تفكروا بالمسلمين تذكروا الذين ماتوا في 11 سبتمبر.. وأنا لا أتكلم عن المختطفين فعددهم كان يعد علي الأصابع.. ولكن تذكروا محمد سونها من هاماندي الذي ولدي بباكستان وأتي إلي أمريكا مع أبيه وهو طفل.. ولعب كرة القدم في الثانوية.. وذهب للجامعة وأصبح رجل اسعاف ومات هذا الشاب المسلم في 11 سبتمبر وهو يحاول انقاذ أرواح الناس.. عندما تفكرون بالمسلمين تذكروا محمد صلاح الدين قادري الذي كان يعمل بالمطعم في أعلي برج التجارة.. ومات في ذلك اليوم وأنجبت زوجته طفلهما بعد الحادث بيومين.. وتذكروا راما سالي وكان عمرها 28 سنة ووصفها جيرانها بأنها كانت متفتحة ومرحة وكريمة.. وماتت في الطائرة وهي في شعرها السابع من حملها الأول.. تذكروا منشيء دائرة مسلمي أمريكا الشمالية الذي كان يعمل ببرج التجارة ومات في يوم 11 سبتمبر.. كل هذه الفئات من المسلمين يعطون الآن عشرات الآلاف من نسخ القرآن للأمريكيين بقصد نشر كلمات السلام.. والإيمان.. والأمل.