قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- "المرء علي دين خليله. فلينظر أحدكم من يخالل" صدق رسول الله -صلي الله عليه وسلم- آخرجه أبوداود والترمذي قرناء السوء هم أضر الناس علي إيمان الشخص وسلوكه وأخلاقه. فمخالطتهم ومصاحبتهم سبب عظيم من أسباب نقص الايمان وضعفه.. والنهي في هذا الحديث عن مخالطة قرناء السوء والتحذير من مجالستهم لأن طباع الانسان مجبوله علي الاقتداء والتشبه بمن يقارن. فمجالسة طلاب العلم تحرك في النفس الحرص علي طلب العلم ومجالسة الزهاد تزهد في الدنيا ومجالسة المبتدعة وأهل الأهواء تردي في مهاوي البدع والفتن ومجالسة الحريص علي الدنيا تحرك في النفس الحرص علي الدنيا لهذا لزم المرء ان يختار من القرناء والخلطاء من يكون له خلطتهم خير ونفع وان يحذر أشد الحذر من قرناء السوء.. ومن تأمل حال السلف وتدبر سيرهم علم ذلك ورأي شدة حذرهم وتحذيرهم من رفقاء السوء.. وصدق الشاعر حيث يقول: عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه.. فإن القرين بالمقارن يقتدي فأنت تري الرجل مستقيماً عفيفاً صالحاً. فإذا قارن وخالط أهل السوء والفسق وصحبهم أصبح فاسقاً فاجراً مثلهم وهذه سنة الله في خلقه. الصاحب ساحب. فمخالطة الفساق وأهل السوء من أعظم أسباب نقص الايمان وضعفه بل وربما تلاشيه تماماً وذلك بحسب حال هؤلاء في السوء وبحسب مخالطتهم لهم. ومما استجد في زماننا وهو داخل في حكم الصاحب- الجلوس أمام المواقع المنحرفة والقنوات الاباحية حيث تمكن أعداء الدين من خلال هذا المجال الدخول الي المساكن والبيوت يحملون فتنهم وسمومهم وينشرون رذائلهم وفجورهم والواجب علي كل مسلم ان يصون نفسه وبيته عن معاول الهدم وطرق الشر التي يحاول أعداء الإسلام بثها بيننا لتغزي العقول والأفكار فيتزايد الشر والفساد.