استجرت بك منك إلهي إن كان قل زادي في المسير إليك فلقد حسن ظني بالتوكل عليك.. وإن كان جرمي قد أخافني من عقوبتك فإن رجائي قد أشعرني بالأمن من نقمتك.. إلهي.. ها أنا فار من سخطك إلي رضاك هارب منك إليك.. إلهي ما بدأت به من فضلك فتممه. وما وهبت لي من كرمك فلا تسلبه. وما سترته علي بحلمك فلا تهتكه. وما علمته من قبيح فعلي فاغفره.. إلهي.. استشفعت بك إليك واستجرت بك منك.. فافعل بي ما أنت أهله من المغفرة والرحمة ولا تفعل بي ما أنت أهله من العذاب والنقمة. برحمتك يا أرحم الراحمين. ¢ من مناجاة الراغبين ¢ قلائد لا تُحَل إلهي.. تصاغر عند تعاظم آلائك شكري.. وتضاءل في جنب إكرامك إياي ثنائي و نشري.. حللتني نعمك من أنوار الإيمان حللاً . وضربت علي لطائف برك من العز كللاً . وقلدتني منك قلائد لا تُحَل . وطوقتني أطواقاً لا تُفَل . فآلاؤك جمة ضعف لساني عن إحصائها . ونعماؤك كثيرة قَصُر فهمي عن إدراكها.. فكيف لي بتحصيل الشكر . وشكري إياك يفتقر إلي شكر.. فكلما قلت لك الحمد . وجب علي لذلك أن أقول : لك الحمد.. لك الحمد علي حسن بلائك وسبوغ نعمائك حمداً يوافق رضاك. ¢ من مناجاة الشاكرين ¢ تجمع مصر حروف اسمها الجميل وتعيد تطريزه علي أطراف منديلها المعطر بالإيمان.. تكتب اسمها بالخط الكوفي العريض علي جدار التقوي.. مقتبسة روح حروفه من قطرات الندي المتساقطة علي قباب ومآذن مساجد أهل البيت.. فتنبت الزهور والخضرة والروعة والسماحة في قلوب الناس فيها.. يأخذ الاسم من محبة أهل البيت حرف الميم.. ويأخذ من صبرهم علي الشدائد التي تعرضوا لها حرف الصاد.. ويأخذ من رأفتهم بالعباد العاشقين لهم حرف الراء.. وفجأة يتدلي الاسم بعد أن تلصق حروفه بعضها البعض علي هذا النحو نجفة من الزمرد الأخضر في سقف العالم الإسلامي.. تنير قلبه.. وتكشف الظلام عنه.. وتسحب رواسب الغل من عروقه وشرايينه.. وتفتح أقفاله التي غلَّقها الشيطان بالغواية والخطيئة والمعصية. لقد تعرفت مصر علي وجهها في مقام سيدنا الحسين.. وقرأت كتاب الشهادة في مقام السيدة زينب.. وعرفت مزامير الاستقرار في سيرة السيدة نفيسة.. وتنفست عطر الجنة في مسيرة أبنائهم وأحفادهم من أولياء الله الصالحين.. وبقيت راضية مرضية بوجودهم علي أرضها.. دعائم وركائز. لكن.. من هم أهل البيت؟ وهل الأهلية تضئ فقط بالقرابة؟ إن الإجابة علي هذا السؤال هي التي ستحدد لنا التعريف الشامل لأهل البيت.. لقد سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم : يا رسول الله هل لله أهلون؟ قال: ¢ نعم أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ¢ فلو كانت الأهلية تعني القرابة لقال الرسول الكريم أقرباء الله وأقرباء القرآن.. ويقول الله سبحانه وتعالي: ¢ يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ¢ لم يقل يا أقرباء يثرب.. وفي قصة سيدنا نوح يقول سبحانه وتعالي إلي سيدنا نوح : ¢ قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن ¢.. فلما أبي ابن نوح عليه السلام أن يركب السفينة عندما قال له أبوه: يا بني اركب معنا ¢.. ولما رست السفينة علي الجودي "اليابسة" قال سيدنا نوح مخاطباً ربه : "ربي إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق ¢ قال الله تعالي : ¢ إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ¢ من هنا نفهم أن للأهلية معني يسمو علي القرابة.. وهي مقدمة ضرورية ونحن نعرف من هم أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم.. إن كل من ينتسب إلي النبي صلي الله عليه وسلم عن طريق القرابة من ذرية السيدة فاطمة الزهراء "ابنته" يسمون ذرية.. ولا يسمون أهل.. ومن صلح من الذرية يسمي العترة لقوله صلي الله عليه وسلم : ¢ وعترتي أهل بيتي ¢ ومن صلح من العترة يسمي الأهل.. وهم ذوو الأهلية المؤهلون للانتساب للنبي صلي الله عليه وسلم نسباً إيمانياً.. وهذا ليس لرسول الله فقط وإنما لكل المؤمنين لقوله سبحانه تعالي : ¢ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ¢. إذن شرط الإلحاق هو الاتباع.. فلم يلحق ابن سيدنا نوح بأبيه لأنه فقدَ شرط الإلحاق والاتباع.. ¢ يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين قال سآوي إلي جبل يعصمني من الماء ¢ فطالما فقد شرط الاتباع فإنه يفقد الأهلية.. وكأن الأهلية تأتي بعد التصفية علي مرحلتين : - المرحلة الأولي : من صلح من الذرية أو علي الأقل لم يخالف ما أمر به الله ورسوله.. ثم.. المرحلة الثانية : من صلح من العترة.. هؤلاء هم أهل بيت النبي المؤهلون لحمل الأمانة وإبلاغ الرسالة.. وكذلك أهل كل مهنة المؤهلون للقيام بها. يقول سبحانه وتعالي : ¢ وكانوا أحق بها وأهلها ¢ ويقول سبحانه وتعالي : ¢ جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ¢ هنا يستفيد الابن من صلاح أبيه ويلحق به إذا اتبعه لأنه عندئذي يكون أهلاً لذلك.. أما غير المتبع فإنه يفقد الأهلية.. لا أهلية له مهما كان موقعه من الذرية.. لذلك لا تحزن لو لم يكن في جيبك بطاقة من جمعية الأشراف.. فهناك طريق آخر للانتساب لأهل البيت وهو طريق الإيمان.. فالنبي صلي الله عليه وسلم لا يمكن أن يقصر هذا الشرف علي أعضاء هذه الجمعية فربما فسق بعضهم.. وربما أساءوا للذرية.. كلنا أبناء آدم. وآدم نبي. فهل كل من خرج من ذريته له شرف النبوة ؟. وللحديث بقية العدد القادم بمشيئة الله تعالياستجرت بك منك إلهي إن كان قل زادي في المسير إليك فلقد حسن ظني بالتوكل عليك.. وإن كان جرمي قد أخافني من عقوبتك فإن رجائي قد أشعرني بالأمن من نقمتك.. إلهي.. ها أنا فار من سخطك إلي رضاك هارب منك إليك.. إلهي ما بدأت به من فضلك فتممه. وما وهبت لي من كرمك فلا تسلبه. وما سترته علي بحلمك فلا تهتكه. وما علمته من قبيح فعلي فاغفره.. إلهي.. استشفعت بك إليك واستجرت بك منك.. فافعل بي ما أنت أهله من المغفرة والرحمة ولا تفعل بي ما أنت أهله من العذاب والنقمة. برحمتك يا أرحم الراحمين. ¢ من مناجاة الراغبين ¢ قلائد لا تُحَل إلهي.. تصاغر عند تعاظم آلائك شكري.. وتضاءل في جنب إكرامك إياي ثنائي و نشري.. حللتني نعمك من أنوار الإيمان حللاً . وضربت علي لطائف برك من العز كللاً . وقلدتني منك قلائد لا تُحَل . وطوقتني أطواقاً لا تُفَل . فآلاؤك جمة ضعف لساني عن إحصائها . ونعماؤك كثيرة قَصُر فهمي عن إدراكها.. فكيف لي بتحصيل الشكر . وشكري إياك يفتقر إلي شكر.. فكلما قلت لك الحمد . وجب علي لذلك أن أقول : لك الحمد.. لك الحمد علي حسن بلائك وسبوغ نعمائك حمداً يوافق رضاك. ¢ من مناجاة الشاكرين ¢ تجمع مصر حروف اسمها الجميل وتعيد تطريزه علي أطراف منديلها المعطر بالإيمان.. تكتب اسمها بالخط الكوفي العريض علي جدار التقوي.. مقتبسة روح حروفه من قطرات الندي المتساقطة علي قباب ومآذن مساجد أهل البيت.. فتنبت الزهور والخضرة والروعة والسماحة في قلوب الناس فيها.. يأخذ الاسم من محبة أهل البيت حرف الميم.. ويأخذ من صبرهم علي الشدائد التي تعرضوا لها حرف الصاد.. ويأخذ من رأفتهم بالعباد العاشقين لهم حرف الراء.. وفجأة يتدلي الاسم بعد أن تلصق حروفه بعضها البعض علي هذا النحو نجفة من الزمرد الأخضر في سقف العالم الإسلامي.. تنير قلبه.. وتكشف الظلام عنه.. وتسحب رواسب الغل من عروقه وشرايينه.. وتفتح أقفاله التي غلَّقها الشيطان بالغواية والخطيئة والمعصية. لقد تعرفت مصر علي وجهها في مقام سيدنا الحسين.. وقرأت كتاب الشهادة في مقام السيدة زينب.. وعرفت مزامير الاستقرار في سيرة السيدة نفيسة.. وتنفست عطر الجنة في مسيرة أبنائهم وأحفادهم من أولياء الله الصالحين.. وبقيت راضية مرضية بوجودهم علي أرضها.. دعائم وركائز. لكن.. من هم أهل البيت؟ وهل الأهلية تضئ فقط بالقرابة؟ إن الإجابة علي هذا السؤال هي التي ستحدد لنا التعريف الشامل لأهل البيت.. لقد سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم : يا رسول الله هل لله أهلون؟ قال: ¢ نعم أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ¢ فلو كانت الأهلية تعني القرابة لقال الرسول الكريم أقرباء الله وأقرباء القرآن.. ويقول الله سبحانه وتعالي: ¢ يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ¢ لم يقل يا أقرباء يثرب.. وفي قصة سيدنا نوح يقول سبحانه وتعالي إلي سيدنا نوح : ¢ قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن ¢.. فلما أبي ابن نوح عليه السلام أن يركب السفينة عندما قال له أبوه: يا بني اركب معنا ¢.. ولما رست السفينة علي الجودي "اليابسة" قال سيدنا نوح مخاطباً ربه : "ربي إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق ¢ قال الله تعالي : ¢ إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ¢ من هنا نفهم أن للأهلية معني يسمو علي القرابة.. وهي مقدمة ضرورية ونحن نعرف من هم أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم.. إن كل من ينتسب إلي النبي صلي الله عليه وسلم عن طريق القرابة من ذرية السيدة فاطمة الزهراء "ابنته" يسمون ذرية.. ولا يسمون أهل.. ومن صلح من الذرية يسمي العترة لقوله صلي الله عليه وسلم : ¢ وعترتي أهل بيتي ¢ ومن صلح من العترة يسمي الأهل.. وهم ذوو الأهلية المؤهلون للانتساب للنبي صلي الله عليه وسلم نسباً إيمانياً.. وهذا ليس لرسول الله فقط وإنما لكل المؤمنين لقوله سبحانه تعالي : ¢ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ¢. إذن شرط الإلحاق هو الاتباع.. فلم يلحق ابن سيدنا نوح بأبيه لأنه فقدَ شرط الإلحاق والاتباع.. ¢ يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين قال سآوي إلي جبل يعصمني من الماء ¢ فطالما فقد شرط الاتباع فإنه يفقد الأهلية.. وكأن الأهلية تأتي بعد التصفية علي مرحلتين : - المرحلة الأولي : من صلح من الذرية أو علي الأقل لم يخالف ما أمر به الله ورسوله.. ثم.. المرحلة الثانية : من صلح من العترة.. هؤلاء هم أهل بيت النبي المؤهلون لحمل الأمانة وإبلاغ الرسالة.. وكذلك أهل كل مهنة المؤهلون للقيام بها. يقول سبحانه وتعالي : ¢ وكانوا أحق بها وأهلها ¢ ويقول سبحانه وتعالي : ¢ جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ¢ هنا يستفيد الابن من صلاح أبيه ويلحق به إذا اتبعه لأنه عندئذي يكون أهلاً لذلك.. أما غير المتبع فإنه يفقد الأهلية.. لا أهلية له مهما كان موقعه من الذرية.. لذلك لا تحزن لو لم يكن في جيبك بطاقة من جمعية الأشراف.. فهناك طريق آخر للانتساب لأهل البيت وهو طريق الإيمان.. فالنبي صلي الله عليه وسلم لا يمكن أن يقصر هذا الشرف علي أعضاء هذه الجمعية فربما فسق بعضهم.. وربما أساءوا للذرية.. كلنا أبناء آدم. وآدم نبي. فهل كل من خرج من ذريته له شرف النبوة ؟. وللحديث بقية العدد القادم