أعربت مصادر رسمية إسرائيلية رفيعة في تل أبيب عن قلقها البالغ علي مصير اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع مصر. وذلك بعد تولي قيادات مصرية جديدة الأوضاع في مصر. خاصة بعد تولي د. نبيل العربي منصب وزير الخارجية الذي اتهمته ب ¢معاداة السامية¢ وهو الاتهام نفسه الذي وجهته في السابق لرئيس الوزراء الجديد عصام شرف. وذكرت القناتان السابعة والعاشرة للتليفزيون الإسرائيلي وصحف ذا ماركر ومعاريف ويديعوت أحرونوت. في إطار التقارير التي بثتها لمتابعة أداء الحكومة المصرية الجديدة. أن ¢شرف المعروف بمواقفه المعارضة لإسرائيل وسياساتها تجاه الشعب الفلسطيني أصر علي إظهار معاداته للسامية. من خلال اختياره لشخص آخر معاد للسامية أيضاً. وهو وزير الخارجية نبيل العربي¢. وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلا عن مصادر رفيعة عن ¢الخطر¢ الذي يمثله شرف وحكومته الجديدة علي إسرائيل ومصالحها. خاصة مع مصر. مؤكدة أنه ليس صديقا لإسرائيل. بل ويتبني مواقف رافضة لتطبيع العلاقات معها. بسبب الممارسات الناتجة عن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. ولأسباب أخري لن يفصح عنها. كما وصفته بأنه الرجل ¢الثوري¢ الذي جاء بإرادة الشعب ونال شرعيته منه. ووفق وسائل الإعلام ذاتها:فقد تأكد موقف شرف المعادي لإسرائيل من خلال اختياره وزير الخارجية نبيل العربي الدبلوماسي المخضرم المعروف عنه كراهيته الشديدة لإسرائيل وسياساتها. خلال الفترة التي كان يمثل فيها مصر في محكمة العدل الدولية في لاهاي. واتضح ذلك من خلال إدانته ورفضه الشديد للجدار العازل. ووصفه بأنه ¢جدار عنصري¢. هذا بجانب هجومه الشديد علي ممارسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين. ووصفه لهذه الممارسات ب¢الجرائم التي يجب أن تعاقب عليها¢. وأخيراً مطالبته بمقاضاة إسرائيل وقادتها بتهمة قتل الشعب الفلسطيني. بحسب المصادر ذاتها. ومن المقرر أن يتوجه رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد إلي القاهرة لمناقشة التطورات مع الحكومة المصرية. ونقلت صحيفة ¢يديعوت أحرونوت¢ الصادرة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن تل أبيب باتت علي قناعة بأن عدم استئناف ضخ وإمداد الغاز الطبيعي المصري إلي إسرائيل نابع من موقف سياسي ولا يعود الأمر إلي مشاكل تقنية وفنية. وكشفت الصحيفة أن عاموس جلعاد. سيقوم قريبا بزيارة القاهرة لبحث هذه المسألة مع المسئولين المصريين. وكانت وزارة البنية التحتية الإسرائيلية أوضحت أن الغاز الطبيعي المصري يشكل 43% من الغاز الطبيعي المستخدم في إسرائيل وخصوصا الذي يغذي محطات الكهرباء. وعبرت إسرائيل عن قلقها علي إمدادات الغاز المقبلة من مصر. مع بدء الثورة التي أدت إلي سقوط الرئيس حسني مبارك. وكانت أربع شركات إسرائيلية وقعت في ديسمبر 2010 اتفاقات جديدة لشراء الغاز من مصر لمدة 20 عاماً لقاء مبلغ قدر بما بين 5 إلي 10 مليارات دولار. ونقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت عن وزير الدفاع إيهود باراك لصحيفة ¢وول ستريت جنرال¢ الأمريكية أنه علي ضوء المتغيرات الجارية في منطقة الشرق الأوسط تحتاج إسرائيل لمزيد من الدعم العسكري. وتابع باراك :صحيح أن إسرائيل اليوم قوية ولديها تفوق استراتيجي في المنطقة. ولكن المتغيرات تفرض المزيد من العمل خاصة أن الإدارة الأمريكية كانت تقوم بضخ 3 مليارات دولار سنويا لدعم إسرائيل عسكريا. وهذا كان في الظروف العادية ودون وجود تهديدات ضد إسرائيل. واليوم بعد المتغيرات في الشرق الأوسط فإنه يوجد إمكانية لظهور تهديدات جديدة لإسرائيل. وهذا يتطلب من الإدارة الأمريكية رفع قيمة الدعم العسكري. حيث سيكون لمصلحة أمريكا وكذلك إسرائيل أن تقدم الإدارة الأمريكية دعما عسكريا إضافيا بقيمة 20 مليار دولار¢. أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية قلقها من تعيين عصام شرف وزير النقل السابق رئيسا للوزراء بمصر. موضحة أن شرف معروف بعدائه للتطبيع بين القاهرة وتل أبيب. معتبرة ذلك نكسة سياسية قوية لن تصحو منها إسرائيل بسهولة. وقالت صحيفة جلوبز الإسرائيلية في تقرير لها الجمعة 4/3/2011 إن شرف يعارض بشدة التطبيع بين القاهرة وتل أبيب. مشيرة إلي أن تصريحاته التي نقلتها وسائل الإعلام المصرية مؤخرا قد أعلن فيها دعوته لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي قبل أي تطوير للعلاقات الاقتصادية بين مصر وإسرائيل. وبعنوان ¢رئيس وزراء معادي لإسرائيل¢. قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي في تقرير لها الجمعة إن عصام شرف رئيس الحكومة المصرية الجديد يعارض سياسة تطبيع العلاقات بين القاهرة وتل أبيب مضيفة أن هذا يأتي في الوقت الذي أصبح فيه من غير الواضح متي تجري انتخابات رئاسية وبرلمانية بمصر ومن سيكون المرشحون لتلك الانتخابات وفقا لتقرير الإذاعة العسكرية. وتحت عنوان ¢اعرضوا السلام علي 80 مليون مصري¢. دعت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تل أبيب بالتوجه إلي الشعب المصري رأسا للدعوة إلي السلام وذلك في وسط التخوفات من معارضة شرف للتطبيع مع تل أبيب. وقالت الصحيفة في تقرير لها ¢نحن نعيش في أيام تاريخية فالشرق الأوسط يتغير أمام أعيننا وهناك من يعتقدون في إسرائيل أن الأسوأ لم يأت بعد وعلينا أن نستعد له - علي تل أبيب أن تستغل الفرصة الآن وتتخذ عددا من الخطوات كي توضح للقاهرة أننا باحثون عن السلام ونهتم بمستقبل أبنائها وأبنائنا في المنطقة¢. وتحت عنوان ¢شرف ينتقل من ميدان التحرير لرئاسة الوزراء¢ قال تسيبي برئيل. كبير محللي صحيفة هآرتس الإسرائيلية السياسيين. إن شرف الحاصل علي شهادة الدكتوراه في هندسة الطرق كان وزيرا للنقل في حكومة أحمد نظيف السابقة عام 2004 لكن بعد 18 شهرا تم إقالته من وظيفته دون أن يوضح له أحد ما السبب وراء إقالته مضيفا في تقريره بالصحيفة أن شرف كان معارضا لسياسة الخصخصة التي اتبعها جمال مبارك نجل الرئيس السابق كما كانت لشرف خطة لإقامة شبكة طرق تربط أنحاء مصر ببعضها البعض وتساعد مواطني الضواحي للوصول إلي المدن المركزية مما يقلل أيضا من حوادث الطرق التي تسقط حوالي 12 ألف ضحية سنويا. وقال برئيل أن هذا المشروع الذي تقدم به شرف كان يتطلب تمويلا حكوميا لكن قيادات الحزب الوطني الحاكم وقتها وبالأخص رجال الأعمال رفضوا المبادرة. مضيفا أن شرف البالغ من العمر 59 عاما عاد إلي حياته الأكاديمية كمهندس وعندما اندلعت الثورة الشعبية المصرية والمظاهرات في ميدان التحرير انضم إليها وطالب رحيل النظام. اعتبر التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له أن نجاح الثوار المصريين في الإطاحة بالفريق أحمد شفيق وفرض شرف ليكون رئيسًا للوزراء يعد رسالة هامة إلي تل أبيب. وهي الرسالة التي لا يمكن الاستهانة بالتعامل مع محتواها خاصة. وأنها أثبتت قدرة الشباب المصري علي التغيير وفرض إرادتهم السياسية مهما كانت علي السلطات المصرية. وقال التقرير إن بعض ممن أسماهم بمسئولين سياسيين في تل أبيب اعتبروا أن ¢تولي شرف منصب رئيس الوزراء يعتبر نكسة سياسية قوية لن تصحو منها إسرائيل بسهولة . خاصة مع بروز المعارضة وتحولها إلي قوة سياسية وتستطيع فرض رأيها السياسي في القاهرة. وأشار التقرير إلي خطورة ودقة المرحلة التي تمر بها العلاقات المصرية الإسرائيلية والتي تعبر الآن مفترق طرق صعبا للغاية خاصة مع غموض وضبابية المشهد السياسي المصري حاليا. والأخطر من ذلك الجهل بالمواقف السياسية التي سيتخذها المجلس العسكري المصري الحاكم من تل أبيب. بحسب التلفزيون الإسرائيلي. ولفت التليفزيون إلي أن القضية لم تعد موقف شرف أو أي مسئول مصري من إسرائيل ولكن المهم الآن وفي هذه المرحلة هو استبيان موقف شباب الثورة المصرية من إسرائيل خاصة وأن هذه النقطة غامضة للغاية في إسرائيل ولم يعلن الشباب صراحة عن موقفهم من عملية السلام أو مسيرة التسوية سواء بالنسبة لإسرائيل أو حتي أي دولة خارجية أخري سواء أن كانت إيران أو حتي الدول الأخري المتواجدة بالمحيط الإقليمي في المنطقة.