ما تعيشه مصر الآن من فوضي لا علاقة له بالثورة التاريخية التي قام بها شباب مصر الشجاع لتخليص البلد من ظلم وقهر وفساد .. فما يحدث الآن من بلطجة واستغلال وسوء أدب وقلة ذوق هو من صنع أناس لا علاقة لهم بالثورة من قريب أو بعيد ولا ينبغي لهم أن يتحدثوا بإسمها ولا أن يرفعوا شعاراتها ولا أن يجنوا ثمارها .. بل ينبغي علي كل الشرفاء في البلد - وهم كثيرون والحمد لله- أن يتصدوا لهم وأن يوقفوهم عند حدهم . فالبلد لا يمتلكها هؤلاء الذين لا خلاق لهم ولا ينبغي أن يتركوا يشيعون فيها الفساد والانحراف والفوضي تحت شعارات زائفة . ما يحدث علي أرض مصر الآن من الفوضويين والبلطجية ينبغي أن يواجه بسيف القانون وصلابة وشجاعة المصريين الشرفاء الذين يرفضون الاسفاف ويدينون قلة الأدب . ولا يستسلمون للفاشلين الذين لا يجيدون عملا ولا يستطيعون تحمل مسؤولية وليست لديهم قدرة علي تحقيق العدل بين الناس ولا علي الارتقاء بالبلد التي حرمت سنوات طويلة من جهود الأكفاء وخلاصة كفاح المخلصين . مصر ليست ملكا لجماعة أوفئة ولن تكون عزبة لأحد ومكاسب ثورة شبابها حق لكل المصريين .. حق لكل من تظاهر في ميدان التحرير وفي كل شوارع وميادين مصر ولكل من دعم الثورة بقلمه وقلبه ووجدانه ولكل من خانه التقدير الصحيح وخاف علي بلده من الانهيار والضياع . الغالبية العظمي من المصريين تضررت من النظام السابق ولحق بها الظلم والأذي من فساده والتغيير كان حلما لكل المصريين وقد أسهموا جميعا فيه . ولذلك ليس من حق أحد الآن أن يتهم أحدا بالخيانة أو العمالة للنظام السابق . وإلا فكلنا عملاء وخونة فقد قضينا معظم عمرنا في عهد مبارك ومعظم الكبار الذين يهاجمونه الآن كانوا يتطلعون الي نظرة رضا منه أو من أحد إبنيه ! أحوالنا وصراعاتنا وحماقتنا الآن تدعو الي الشفقة والعطف وتفرض علينا جميعا أن نتوجه الي الخالق عزوجل ونتضرع إليه بدعاء " اللهم إرفع مقتك وغضبك عنا " . فما نعاني منه الآن من عنف وقسوة واستغلال وغياب للأمن وتوقف عن العمل والانتاج والتفرغ لمشاجرات وصراعات يومية علي منافع ومكاسب زائلة هو غضب من الله . ما تشهده شوارعنا من فوضي وبلطجه وما تشهده كل أجهزة الدولة من إسفاف وقلة ذوق وسوء أدب في التعامل مع رؤساء العمل هوغضب من الله . مصر لن يعيد لها الأمان والاستقرار إلا العمل والانتاج وتطبيق القانون العادل علي كل إنسان رئيسا كان أو مرؤسا .. وزيرا كان أو خفيرا ومعظم ما يصدر عنا من سلوكيات وتصرفات غريبة وشاذة بعد نجاح الثورة يقع تحت طائلة القانون فضلا عن انه يجلب لنا غضب الله وعقابه . اللهم إرفع مقتك وغضبك عنا .. اللهم إرفع مقتك وغضبك عنا .. اللهم إرفع مقتك وغضبك عنا . يارب اللهم إني أسألك الثبات في الأمر. وأسألك العزيمة في الرشد. وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. وأسألك لسانا صادقا. وقلبا سليما. وأعوذ بك من شر ما تعلم. وأسألك من خير ما تعلم. واستغفرك مما تعلم إنك أنت علام الغيوب. " من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم "