أكد الدكتور منتصر مجاهد- أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس- أن الهجرة النبوية من أهم الأحداث في التاريخ الاسلامي لما أرسته من قيم وعطاء لا ينقطع ودروس وعبر تنفع الأمة في حاضرها وتعينها علي تبصر مستقبلها. وقال في الندوة التي نظمها مركز طلعت حرب التابع لصندوق التنمية الثقافية تحت عنوان"الدروس المستفادة من الهجرة النبوية" وأدارتها إيمان عبد المحسن- مديرة المركز- إن الرسول- صلي الله عليه وسلم- ضرب لنا المثل والقدوة في الصبر والجلد والتفاني في خدمة الدعوة الإسلامية. مضيفا انه أدي الأمانة وقام بالتبليغ والإنذار بلا قتال فظل أربعة عشر عاما يدعو الناس إلي الإسلام من غير قتال فآمن برسالته البعض. وبقي علي الشرك الكثيرون وصاروا يؤذونه وأصحابه. فلما اشتد عليهم الأذي هاجر بعض أصحابه- عليه السلام- إلي الحبشة. وأضاف أن الرسول- صلي الله عليه وسلم- اتخذ قرار الهجرة بعد أن كثر أنصاره بالمدينة. وجاء أمر الله تعالي بالهجرة إليها. فأمر المسلمين بالخروج. وهاجر- عليه الصلاة والسلام عندما أذن له الله تعالي بالهجرة. ويقول إن الدروس التي نتعلهما من الهجرة النبوية أكثر من أن تحصي والأمة في أمس الحاجة إلي تمثلها والاستفادة من عطائها المتجدد لتغيير واقعها. موضحا أن أول هذه الدروس هو الثقة في الله تعالي وقدرته علي نصرة دين الحق. فيجب علي الإنسان المسلم ألا يفقد الأمل مها كانت الظروف والتحديات ويضع نصب عينيه قول الحق سبحانه:"إن مع العسر يسرا". وأيضا الرضا والقناعة والإخلاص فالله تعالي لايضيع أولياءه ومن ينصر دينه. ويؤكد أن الأخذ بالأسباب والبذل والعمل من أهم ما نتعلمه من هذه المناسبة الجليلة. وقال إن الإعداد للهجرة لم يكن غائبا عن فكر الرسول- صلي الله عليه وسلم- فقد كان حاضرا في ذهنه وقلبه. فحرصه علي الإعداد الجيد المنظم المتفاني ساعد علي انجاز هذا العمل التاريخي المشهود له بالجرآة والشجاعة والبطولة. ويوضح أن الرسول- صلي الله عليه وسلم- طبق الأوامر التي يحض عليها القرآن الكريم. والتي تعلمنا أن الإقدام علي الأفعال والتصريفات يحتاج إلي أخذ الرأي والاستعانة بأهل المشورة وأصحاب الخبرة المناسبة والتروي وعدم الاندفاع. واستنفاد كل الأسباب الممكنة التي يمكننا من النجاح. وهذا ما فعله- صلي الله عليه وسلم- في الهجرة بدقة وبراعة حتي يعلم الأمة عدم الركون والتواكل. وقال إن التوكل علي الله تعالي لا يعني القعود والاستكانة والاستسلام لما تأتي به الأقدار وجعل حياتنا رهينة للآخر وتحكماته. موضحا أن التوكل الحقيقي معناه التخطيط الجيد والأخذ بالأسباب والتوكل علي الخالق سبحانه والقيام بكل مايلزم من طلب علم وتحصيل معرفة وبذل المجهود والإقدام علي التضحيات. ويضيف أنه يجب علي الأمة إلا تتوقف فقط أمام قصة الهجرة وسرد تفاصيلها. دون الوقوف علي منهجها وفوائدها العقلية التي تعلم الأمة كيفية النهوض والتقدم الحضاري والتدافع من أجل نشر دعوة الإسلام وتحقيق العدل والخير والسلام لكل الإنسانية.