يقول الله تعالي "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون" 27 الأنفال. لا يحل لمن لا يعلم دين الله أن يتكلم فيه وان يقول لا أعلم فيما لا يعلم ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم "الاسوة الحسنة" فقد جاءه يوما من يسأله عن خير بقاع الأرض وشر بقاع الأرض قال رسول الله لا أعلم حتي أسأل جبريل فلما سئل جبريل قال لا أعلم. حتي أسأل رب العالمين فإذا كان رسول الله يقول لا أعلم حتي أسأل ربي. فكيف يتكلم في دين الله من لا يعرف عنه شيئا فقد كان كبار الصحابة يتخوفون من الافتاء في الدين إلا بحجج وبراهين فهذا ابن عمر رضي الله عنهما يسأل يوما في يسألة فيقول لا أعلم فينظر اليه الناس نظرة تعجب فيقول الحمد لله سئل ابن عمر. فيما لا يعلم فقال لا أعلم وهذا أنس رضي الله عنه يقول لكبار التابعين انكم تتكلمون في أشياء لو كانت في زمان عمر لجامع لها أهل بدر. والذي يتكلم في دين الله بغير علم ضال ومضل يقول رسول الله "ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ولكنه يقبضه بموت العلماء حتي إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" فالذي يتصدر للافتاء في الدين لابد أن يكون متخصصا في أصوله وفروعه. 1- أن يكون عالما بكتاب الله بأن يعلم المحكم والمتشابه منه وان يعلم الناسخ والمنسوخ وان يعلم اسباب نزول القرآن. 2- ان يكون عالما بسنة رسول الله بأن يعلم الناسخ والمنسوخ منها وان يعلم السنة القولية والفعلية والتقريرة وان يكون عالما بالحلال والحرام. 3- أن يكون عالما بأقوال الصحابة والتابعين في المسألة التي يتكلم فيها. 4- أن يكون عالما بأصول اللغة العربية أما من لا يعلم من هذه الأمور شيئا فلا يحل له أبدا أن يفتي في دين الله وهو حينئذ يكون قد اقترف بهتانا وإثما عظيما لأنه يتقول علي الله ورسوله بغير علم وكذلك يجب علي من يريد أن يفقه أمر دينه أن يسأل العلماء الصادقين المتخصصين. في علوم الدين فالعجب كل العجب ممن يبحث عن التخصص في أمور الدنيا ويتجاهل ذلك في أمور الدين فإذا مرض الانسان. فإنه يذهب إلي طبيب متخصص وإذا أراد أن يقيم بناء فإنه يذهب إلي مهندس متخصص فلما نبحث عن أهل التخصص في الأمور الدنيوية ونتحري الدقة في ذلك أما في أمر الدين فلا نبالي ونسأل أي انسان المهم أن نرضي أنفسنا فقط فعلينا أن نسأل أهل العلم. كما قال رب العالمين "فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون" "النحل 43" ونسأل الله أن يبصر المسلمين بأمر دينهم وأن يرفع عنهم الجهل ويرزقهم العلم النافع.