ما كتبه الكاتب المبدع محمود صلاح في مقاله »شخصيات زبالة« أحب أن أزف إليه بشري قرار حكومة الببلاوي بالعمل علي نظافة القاهرة وتدوير الزبالة وهو أمل يداعب خيال كثير من المصريين بأن تصبح عاصمتهم نظيفة مغسولة لامعة براقة وأن ينسحب هذا علي باقي عواصم المحافظات والمدن والقري من شرقها لغربها مما زادت وتعالت في الشوارع وعلي الأرصفة.. كتب قائلا: الشخصيات الزبالة موجودة في كل مكان في حياتنا منهم جيران وزملاء في العمل أو رؤساء وسياسيون وغيرهم وإذا فتح الواحد منهم فمه وتكلم تنبعث رائحة الزبالة ويختنق الناس وإذا ظلت الشخصية الزبالة في مكانها طويلا يستشري فيها العفن وتختلط وتتحلل كل البقايا وتصبح أقرب إلي السموم.. وإن كان الكاتب قد تعجب من تعبير إيه الأشكال الزبالة دون أن يفندهم وهم كثر، لقد أشار إليهم بشكل عام وأقول: له إن من تحدث في غيبة من الناس زبالة، من لايحترم لقمة العيش والملح زبالة، من لايعترف بالجميل زبالة، من ينسي المعروف زبالة، من يطمع فيما في يد غيره زبالة، من يسيء إلي من أحسن إليه زبالة، من يتطاول علي زملائه زبالة، من لايحترم رئيسه زبالة من يتحدث في الأعراض زبالة، من يستحل ما ليس له زبالة، من يترك مسئوليته زبالة، من يستقوي علي الضعيف زبالة من يهن امرأة زبالة، من يستخدم لسانه شتما زبالة، من يتسبب في إيذاء جاره قولا أو فعلا زبالة، من يستغل زبالة، من يتعالي زبالة، من يغتر زبالة من يتعاجب زبالة، من يخطف ويهجم زبالة من ينصب زبالة، من يبخل زبالة من يتلصص وينصت زبالة، ومن ينافق زبالة من يبخل زبالة، من يكذب زبالة، ومن يتصيد زبالة، ومن يتنمر زبالة، من يعاير زبالة، ومن يتخلي زبالة بهذه الصورة نعيش وقد أحاطتنا زبالة الشوارع، وزبالة النفوس من جميع الجهات وأن كان الكاتب أراد أن يوصل المعني ببساطة بقوله: »إن بعض الناس يولدون في النظافة ويعيشون فيها فيصبحون هكذا والبعض يولد علي كوم زبالة ويعيش معظم حياته في نفس كوم الزبالة«، هو قول صدق لأن من لم يولد نظيفا ويعيش ويتربي نظيفا علي القيم والأخلاق والمباديء لايستطيع أن يكون غير هذا ولو حاول أن يختبيء داخل ملابس مستوردة وعربة فارهة وسكن رائع أو بإظهار التقوي أو بكلام معسول ورقة مصطنعة يداري بها نفاقه وكذبه وعدم إنسانيته أو ضياعها ولكنه مهما يتظاهر فلن يتمكن أو يستطيع الاستمرار فمن شب علي شيء شاب عليه وهو يجد لذة ومتعة في تعاملاته الزبالة تصورا منه بانتصاره وعلوه متناسي احتقاره.