واصلت الأجهزة الأمنية جهودها في محاربة عناصر الإرهاب في سيناء، فبعد 42 يوماً من وقوع مذبحة رفح الثانية، التي نفذها مسلحون في رفح أغسطس الماضي، وأودت بحياة 26 جندياً تابعين للأمن المركزي، سقط "عادل حبارة" العقل المدبر للجريمة في شباك قوات الأمن، واعترف بمؤامرته لقتل الجنود. والحبار هو زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي في سيناء، وسبق أن اتهم في تفجيرات دهب وطابا، والغريب أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم كشف أخيراً أن الرئيس المعزول محمد مرسي طلب عفواً عن المتهمين في هذه التفجيرات، حيث تم الإفراج عن عناصر إرهابية عديدة قبل توليه الوزارة، مؤكداً أنه عرض عليه أسماء عناصر إرهابية للعفو عنها، لكنه رفض. حبارة زعيم "القاعدة" في سيناء محكوم بالإعدام ومتهم في تفجيرات طابا تمكنت قوات الأمن، السبت الماضي، من ضبط زعيم تنظيم القاعدة في سيناء عادل محمد إبراهيم الشهير ب"حبارة"، الذي يعتبر العقل المدبر لمذبحة رفح الثانية، واعترف أمام الجهات المعنية بقتل الجنود، وأكدت مصادر أمنية أن قوات من الشرطة والجيش، تمكنت من ضبط حبارة، ومعه اثنان من مساعديه وهم أحمد مصبح سليمان (26 عاماً) وعلي مصبح سليمان (24 عاماً)، داخل مخبأ بمدينة العريش، واعترف الحبار، بأنه هو من قاد عملية قتل الجنود، بينما قامت الأجهزة الأمنية الأحد الماضي بترحيله ومرافقيه إلي خارج شمال سيناء. وكانت قوات الشرطة قد أعدت كميناً للمتهمين بعد تتبعهم علي مدار يومين، إلي أن تم إلقاء القبض عليهم وسط مدينة العريش، وبحوزتهم قنبلتان يدويتان إلي جانب الأسلحة الآلية التي استخدموها في قتل الجنود، ولم يتمكن المتهمون من استخدام الأسلحة في التعامل مع قوات الأمن التي فاجأتهم بالضبط. وعبّر الشارع المصري عن ارتياحه للقبض علي الحبار، بعد حالة الاستنكار الواسعة للجريمة التي وقعت في أغسطس الماضي، وقام خلالها مسلحون بقتل جنود الأمن المركزي خلال عودتهم من إجازتهم، لتسلم شهادات تأدية الخدمة العسكرية، حيث ذكرت معلومات صحفية وقتذاك أن الجنود كانوا يستقلون حافلتين، تعرضتا لكمين في منطقة "السادوت" علي طريق رفح الدولي، وأمر المسلحون الذين كانوا يرصدون الحافلتين، الجنود بالنزول منهما والانبطاح أرضاً قبل أن يصبوا النار باتجاههم ويردوهم قتلي. وحبارة من مواليد محافظة الشرقية، ويعد من أخطر أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي في مصر بعد إقناعه باعتناق الفكر التكفيري والمشاركة في البداية للقيام بأعمال استهداف ضد قوات الأمن، من بينها قتله شرطياً في الشرقية، وبحسب مصدر أمني فإن حبارة، محكوم عليه بالإعدام في قضية قتل ضابط شرطة، ومطلوب القبض عليه أيضاً في قضية تفجيرات طابا عام 2004، كما أنه محكوم عليه ب10 سنوات سجناً في قضية استهداف جنود شرطة. ونقلت تقارير إعلامية ما يشير إلي شمول الحبار بعفو رئاسي كان قد أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي إبان فترة توليه حكم البلاد، وعزز هذا التصور تصريحات أدلي بها وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، مطلع الأسبوع الجاري، حيث قال إنه بات مقتنعاً في شهر مارس الماضي بأن نظام الرئيس المعزول محمد مرسي لن يستمر، لأن الأفعال السياسية التي كانت تمارس لم تكن تعمل في صالح المجتمع، مشيراً في مقابلة تليفزيونية، إلي أن الرئيس المعزول طلب عفواً شاملاً عن متهمين في تفجيرات طابا ودهب، حيث تم الإفراج عن عناصر إرهابية عديدة قبل توليه الوزارة، مؤكداً أنه عرض عليه أسماء عناصر إرهابية للعفو عنها من رئيس الوزراء ثم الرئاسة، لكنه رفض ذلك لأنه حارب الإرهاب في الثمانينيات ويعرف جيداً خطورته، بحسب قوله. في سياق ذي صلة، شهدت سيناء عمليات نفذتها قوات الشرطة والجيش لمواجهة عناصر الإرهاب، حيث تم إلقاء القبض علي 42 عنصراً من الجماعات الجهادية والمتسللين الأفارقة بشمال سيناء مطلع الأسبوع الجاري، بينهم خمسة فلسطينيين، وذلك خلال حملات المداهمات الأمنية التي قامت بها قوات التأمين التابعة للقوات المسلحة بالتعاون مع قوات الشرطة. وأكدت مصادر أمنية، أن المتهمين تم ضبطهم في مخابئ في منطقة جنوبالعريش، وكان بحوزتهم كمية من الأسلحة والطلقات النارية وبعض المعدات الخاصة بالجيش والشرطة. وفي اليوم ذاته، تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض علي اثنين من مهاجمي بنك القاهرةبالعريش اللذين استهدفوا البنك بقذائف "آر بي جي"، وقامت القوات بمطاردة المتهمين، حيث أصيبا، بعد مطاردتهما من جانب قوات الأمن. وتم نقل المتهمين إلي المستشفي واعترفا بأنه كان بصحبتهما شخص ثالث شاركهما عملية الهجوم علي البنك، إلا أنه تمكن من الهرب. من جهة أخري، داهمت قوات الأمن إحدي الشقق السكنية جنوبالعريش بعد توافر معلومات عن وجود مسلحين بداخلها، وبالفعل تم ضبط خمسة مسلحين، وبحوزتهم كمية كبيرة من المتفجرات والأحزمة الناسفة، في حين أطلق مسلحون مجهولون يستقلون سيارة دفع رباعي قذيفة "آر بي جي" علي مدرعة للشرطة أثناء قيامها بعملية تمشيط أمني في منطقة "حي الكرامة، جنوبالعريش، وسقطت القذيفة بعيداً عن المدرعة، ولم تقع أي إصابات في صفوف قوات الأمن. في الأثناء، أصيب 17 جندياً بإصابات متنوعة في حادث انقلاب سيارة بمنطقة وسط سيناء، وتلقت الأجهزة الأمنية بلاغاً بانقلاب سيارة بمنطقة "الجدي" ما أسفر عن إصابة المجندين السبعة عشر، قبل نقلهم إلي مستشفي السويس العسكري.