أهم الإنجازات التي حققتها ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013 تجلت في كشف المستور عن كافة التساؤلات الغامضة التي ظلت دون إجابة واضحة محددة طيلة العامين الماضيين وأوضحت الأمور وأصبح الآن اللعب علي المكشوف وسقطت الأقنعة عن كثير من الوجوه علي المسرح الداخلي للأحداث وأدركنا من هو العدو ومن هو الصديق في الخارج وقد صدق القول: رب ضارة نافعة، ففي المحن تتضح الأمور والحقائق ومن هنا نبدأ الطريق السليم بشفافية لرسم ملامح مصر الدولة العصرية الحديثة بسواعد كافة أبنائها المخلصين المستعدين دائما للذود عنها بأرواحهم من أجل حمايتها من كل سوء ودرء الأخطار عنها. إن كافة الأنظار تتجه الآن نحو مصر تلك الدولة الفتية التي استطاعت بقوة وإيمان شعبها وعزيمة رموزها الوطنية إفشال مشروع الشرق الأوسط الاستعماري الذي ظلت قوي بعينها تروج له طيلة العقود السابقة والذي يهدف إلي إعادة رسم ملامح جديدة للمنطقة بما يتناسب مع مصالح هذه القوي التي تتزعمها الولاياتالمتحدة دون اكتراث بمصالح وآمال شعوب المنطقة. إن ثورة 30 يونيو التي كان من نتائجها عودة حميدة للتضامن العربي تجلت في موقف المملكة العربية السعودية القوي والمؤازر لمصر وفي مساندة العديد من الدول العربية لنا في المحنة الراهنة ونحن نحارب قوي الإرهاب الأسود لخير دليل علي أن مصر ستتعافي وتعود مرة أخري لممارسة دورها العربي الرائد وسوف تظل نقطة الارتكاز المحورية لحماية الأمن القومي العربي. ويجب أن يعلم الجميع أن تدويل الشأن المصري أو التدخل في الشأن الداخلي هو أمر مرفوض بكل المقاييس ولن يقبل به أي مواطن مصري شريف علي أرض المحروسة.. لقد باتت كل الأمور واضحة للعيان ومصر ماضية في تنفيذ خارطة الطريق التي أعلنت عنها بكل جدية وسيتحدد مستقبل مصر بسواعد أبنائها كما سيتم رسم ملامح الشرق الأوسط الجديد بالعقول العربية وبما يخدم مصالح دول وشعوب المنطقة.