لم تتوقف ظاهرة الثنائيات الفنية،منذ عرفت مصر فن المسرح ثم السينما مع بدايات القرن التاسع عشر،والثنائيات الفنية تتكرر بأشكال وأنماط،تختلف الأسماء والأزمنة،أحيانا تقتصر علي ثنائي متوافق فنيا وإنسانيا،وأحيانا تتوسع الظاهرة لتصبح الأعمال الفنية مرتبطة بشلة متكاملة تضم عددا من الفنانين ، في المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان انتشرت هذه الظاهرة حيث استعانت يسرا بطاقم عملها في مسلسل " شربات لوز " الذي قدمته العام الماضي وقدمت معهم فريق عمل متكاملا هذا العام من خلال مسلسل " نكدب لو قلنا مابنحبش " وهو الأمر الذي تكرر أيضا مع الفنانة غادة عبد الرازق هذا العام في مسلسل " حكاية حياة " بعد أن قدمت معهم العام الماضي مسلسل " مع سبق الإصرار " وأرجع البعض إلي أن هذا التوافق والكيميا من أهم أسباب نجاح العمل الفني،والأمر لم يختلف كثيرا في السينما التي شهدت منذ بداية انتشارها فكرة الدويتو الفني وقدمت سلسلة من الأفلام تحمل اسم ثنائي في أجزاء عدة مثل " عمر وسلمي " لتامر حسني ومي عز الدين،حتي في أعمال الست كوم كان للدويتو دور كبير في نجاحه حيث قدم الفنان أشرف عبدالباقي 8 أجزاء من " راجل وست ستات " كما قدم أيضا الفنان أحمد مكي ثلاثة أجزاء من ست كوم " الكبير قوي " وقدم ثنائيا مميزا مع الفنانة دنيا سمير غانم،وما زالت تتوالي الثنائيات الفنية سواء في السينما أو التليفزيون والمسرح حتي الأغنية نفسها انتقلت إليها فكرة الثنائيات سواء مطرب وملحن أو مطرب موزع أو مطرب وشاعر غنائي،ولم تأت فكرة الثنائيات الفنية من فراغ ولكن نجاحها منذ زمن الفن الجميل هو الذي أدي إلي استمرارها وتطورها فمنذ أربعينات القرن الماضي وفكرة الدويتو الفني تمثل عامل جذب للجمهور،ومن خلال هذا الملف نلقي الضوء علي أهم الثنائيات الفنية منذ زمن الأبيض والأسود وحتي وقتنا الحالي ام كلثوم والسنباطي
ففي مجال الأغنية والتلحين بلغ السنباطي أوج شهرته بعدما لحن لأم كلثوم وظل لسنوات طويلة الملحن الوحيد لها،واقترب مشوار تلحينه لها ما يقرب من 40 عاما،وكان السنباطي عبقرياً استطاع استغلال إمكانات صوت أم كلثوم التي وجدت فيه الملحن المناسب لطموحاتها الفنية ولحن لها حوالي107 أغنيات،وهو ما حدث أيضاً بين العندليب ومحمد الموجي حيث التقي الموجي مع عبد الحليم حافظ فيما يقارب 54 أغنية عاطفية،ووطنية،ودينية،أو بين المؤلف والمطرب كما حدث بين أم كلثوم وأحمد رامي فقدم لأم كلثوم110 أغنيات،وكما حدث بين العندليب الأسمر وبين محمد حمزة الذي كتب له حوالي 37 أغنية المنولوج الرومانسي والكوميدي
مابين عامي 1949 و1954 قدمت الفنانة القديرة والمعتزلة شادية أشهر أعمالها الفنية مع الراحل إسماعيل ياسين ووصلت حصيلة أعمالهما في هذه الفترة القصيرة مايقرب من 23 فيلما،وكان أول لقاء جمع بينهما عام 49 في فيلم "كلام الناس" ثم فيلم "صاحبة الملاليم" واستمر هذا الدويتو في أفلام "الستات ما يعرفوش يكدبوا "، " في الهوا سوا " ، " حماتي قنبلة ذرية "،وفي عام 1951 شاركت معه أفلام "مغامرات إسماعيل يس" و"الظلم حرام " وآخر لقاء جمع بينهما كان في عام 1954 فيلم "الحقوني بالمأذون" . بلبع ووردة ألمظ وعبده الحامولي كان بداية التعارف بين الراحلة وردة والراحل بليغ حمدي من خلال أغنية " يا نخلتين في العلالي ثم تلاها بعد ذلك أغنية " أحبك فوق ما تتصور " ثم غابت بعدها وردة عن الأنظار لمدة عشر سنوات تزوجت واعتزلت الحياة الفنية،إلي أن تلعب الصدفة دورا في إعادتها للحياة الفنية مرة أخري عندما قام بليغ حمدي بتلحين أغنية في عيد الاستقلال الجزائري بتكليف من وزارة الاعلام الجزائرية ولم يكن لديه علم بمن سوف يغنيها ولكن فوجئ بوردة هي التي تقوم بعمل بروفات لها لتقديمها علي المسرح ومن هنا طلب منها العودة إلي مصر وهو الأمر الذي عجل بانفصالها من زوجها الذي كان معارضا لفكرة استمرارها في المجال الفني،وغادرت وردة الجزائر لتستكمل مشوارها الفني بمصر وتزوجت من بليغ لمدة سنوات بداية من العام 73 وحتي نهاية عام 79 وفي هذه الفترة شكلت معه دويتو فنيا غنت من خلاله أشهر ألحانه قبل رحيله منها،حكايتي مع الزمان والعيون السود واشتروني وبلاش تفارق وباودعك وطب وأنا مالي ووحشتوني وخليك هنا وقاعدين في بيتنا وغيرها. ولا يمكن أن ننسي لحن الموسيقار الخالد فريد الأطرش كلمة عتاب،الذي قام بليغ حمدي بتوزيعه وإضافة بعض اللمسات الفنية عليه،وذلك بإدخال مقاطع من أشهر الحان فريد،في مقدمته الموسيقية،ولقد أدته وردة في حفل حي مع الجماهير. وأيضا لاتنسي الجماهير العربية العريضة،الحوارية الغنائية التلفزيونية بين بليغ ووردة دندنة والتي عبرت عن صدق ورقة وعمق حساسيتهما العاطفية المشتركة والمتبادلة الحلوة عزيزة الثنائيات الفنية لم تقتصر علي النجم والنجمة فقط بل امتدت أيضا إلي النجم والمخرج وهو ماحدث مع الفنانة الراحلة هند رستم عندما لعبت الصدفة دورا كبيرا في دخولها عالم الفن،عام 1946 عندما قدمت دورا صغيرا في فيلم " أزهار وأشواك " أمام النجم يحيي شاهين الأمر الذي جذب إليها أنظار المخرج حسن الإمام وأعاد اكتشافها بعد أن اسند اليها 11 عملا من إخراجه أشهرها "بنات الليل " و" الجسد " ، " امرأة علي الهامش " ، " شفيقة القبطية " ، " الراهبة " ، " وكان عام 1969 هو نهاية هذا التعاون بفيلم " الحلوة عزيزة"..