اللهم احفظ مصر وشعبها ماجري خلال الأيام والأسابيع الماضية من أحداث في مصر جعل كافة المصريين يضعون أيديهم علي قلوبهم فلم يحدث في تاريخها مثل تلك الأحداث في ذلك الزمن القياسي، وجعل ذلك الجميع يتساءلون: إلي أين يمضي البلد وماهي آفاق المستقبل القريب قبل البعيد؟ الانقسام وصل لمدي بعيد وتصادم الثقافة المجتمعية في أقصي الحالات، ثم أضيف إلي المشهد سقوط العشرات والمئات من الضحايا جراء أحداث العنف سواء في حوادث الصدام أمام دار الحرس الجمهوري والمنصورة ومحافظات أخري ثم حادث المنصة المروع، ومابين تلك الأحداث والصدامات التي ينبغي أن تخضع لتحقيقات قضائية شفافة ونزيهة لكشف الفاعلين كانت المليونيات والأخري المضادة، وبدا أن الشارع المصري يعيش حالة هي الأسوأ في تاريخه! لكن ما لا أفهمه ردود الفعل الغريبة من سياسيين وإعلاميين وحتي من رجل الشارع تجاه من سقطوا ضحية أحداث العنف من شماتة وتشف وهي حالة غريبة علي بلدنا وشعبنا أمام لحظات صعبة كان ينبغي الوقوف أمامها في صمت ورهبة، فهناك أرواح تزهق من مصريين ليسوا من الدرجة الثانية أو أقل من مستوي البشر، فمنهم الشباب والنساء والأطفال وكبار السن، لم نكن نريد للخلافات والصراعات أن تنسينا إنسانيتنا، نكره من نشاء ولكن لا نصل للدرجة التي يتكلم البعض هنا وهناك علي طريقة »فليذهبوا للجحيم«، وعلي الجانب الآخر لم أستسغ لهجة التكفير لكل المخالفين والمعارضين لذلك الفريق، فتلك الدعوات تسهم في تعميق الشروخ واتساعها بين أبناء الشعب!! نحن أمام لحظات فارقة في تاريخ مصر وعلي كل القوي المحبة والمخلصة لهذا الوطن أن تبذل أقصي مافي وسعها للم الشمل وتضميد الجراح وردم الهوة الواسعة التي تفصل بين جماهير الأمة، وأن يعمل القائمون بإدارة شئون البلاد علي سرعة طمأنة كل الفصائل والتيارات أنها ليست في وارد الانحياز لفريق دون الآخر وأن الهدف الأخير هو صالح هذا البلد حتي يعود له استقراره والخروج من ذلك النفق الخطر بسلام حتي تستعيد مصر أمنها وأمانها في أقرب وقت. الوقت لم يفت بعد للخروج بسلام من تلك الأزمة إذا خلصت النوايا وصلحت النفوس وتلاقت القلوب في حب الوطن، وأن يتم تفعيل المبادرات المطروحة والوصول لحلول توافقية تخرجنا من ذلك المأزق والمنحدر الخطير، مصر تحتاج هذه الأيام لجهود المخلصين والمحبين لها لتنهض ثانية ببلدنا ويقف علي أقدامه مرة أخري، وألا نسمح لمثل ذلك الانقسام أن يدوم طويلا، نثق في قواتنا المسلحة وفي دورها الوطني في حماية أمن وسلامة الوطن ونثق في الشرفاء وهم كثيرون في كافة أجهزة الدولة في أن يواصلوا دورهم في الخروج من المأزق الحالي واستمرار المسيرة ، وليس من ضرر أن نختلف سياسيا وفكريا وعقائديا في حدود الخلاف المشروع دون أن نصل لمرحلة الاحتراب وطعن بعضنا البعض في الشوارع والميادين، وأن تكون لدينا قناعة راسخة أن الدم خط أحمر لاتقر سفكه شرائع السماء وقوانين الأرض، لأن »من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا«. اللهم احفظ مصر وشعبها واجعلها مستقرة وبلدا آمنا يعيش أبناؤها في سلام وحياة كريمة فهي ملك لكل المصريين الذين لايريدون لها سوي الخير ، لا نملك سوي الدعاء لله في تلك الأيام المباركة في العشر الأواخر من شهر رمضان أن يعود للمصريين حبهم لبعضهم البعض وصفاء النفوس وطهارة القلوب وأن ينتهي ذلك الانقسام والشق في الصفوف ويعود للشعب تلاحمه ووحدته من جديد من أجل غد مشرق لنا وللأجيال القادمة.