عرض اللحوم فى الشوارع الفقراء: نلجأ إلي شرائها لرخص أسعارها تسرب القلق إلي قطاع عريض من المواطنين بعد إعلان الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة عن سرقة أختام المجازر في ست محافظات علي مستوي الجمهورية، قبل تغييرها فورا قبل أيام، فمع انتشار شوادر بيع اللحوم في بعض الشوارع بالعاصمة والمحافظات، ربط البعض بين سرقة الأختام واحتمال استخدامها في ختم لحوم فاسدة أو لحوم حيوانات محظورة الذبح مثل الحمير والكلاب. (آخر ساعة) قامت بجولة لترصد عدستها عمليات ذبح وبيع اللحوم في الشوارع بشكل غير قانوني.. التفاصيل في السياق. بدأت عدسة »آخر ساعة« جولتها من محافظة الجيزة وقبل المدبح الرئيسي بالبساتين وعلي نواصي الشوارع تجد الأكشاك مصفوفة علي الطرقات ومجموعة من الشباب يقومون بالذبح وآخرين يتولون تقطيع وبيع الحوم للزبائن فور ذبحها متجاهلين ما إذا كانت الذبيحة تصلح للاستهلاك الآدمي أم لا وبالاقتراب من إحدي السيدات المتهافتات علي شراء لحوم النواصي تقول عائشة فوزي ربة منزل ولديها خمسة أطفال، أضطر للشراء من اللحوم المعلقة بالشوادر أو علي النواصي لأن أسعارها تتوافق مع يومية زوجي الذي يعمل نقاشا فلا نستطيع الاقتراب من لحوم الجزارين المختومة التي يصل سعرها إلي 60 و80 جنيهاً في الوقت الذي تتوافر فيه لحوم النواصي ب35 جنيهاً . ويقول عبد القادر محمود صاحب أحد أكشاك بيع اللحوم بشارع المدبح الرئيسي بالبساتين: الذبيحة التي يتم بيعها نظيفة جدا وتخلو من جميع الأمراض تربي لدي الفلاحين الموثوق بهم ونقدمها خدمة للزبائن بأسعار أقل من لحوم الجزارين فيبدأ سعر كيلو الكندوز ب 35 جنيهاً في الوقت الذي تباع فيه لدي الجزارين ب60 جنيهاً . ويلتقط منه طرف الحديث حسنين بائع أحشاء الذبائح قائلا: أنا مش فاهم الحكومة عايزة إيه ولا عارفة تخفض الأسعار ولا عايزة الشعب ياكل يعني نعمل إيه عاوزين نسترزق. أما فهمي رزق، صاحب شادر آخر بمنطقة البساتين، فيقول إنه يبيع جميع أنواع اللحوم البلدية بسعر موحد هو 37 جنيها للكيلو الواحد وعلي كل 5 كيلو لحمة كيلو هدية »وبعدين خلي الشعب ياكل«. ويقول خالد إدريس أحد سكان المنطقة: أفضل شراء اللحوم من الشوادر العشوائية فهي أرخص ثمنا من اللحوم التي يبيعها أصحاب المجازر فليس هناك مقارنة فحتي لو كانت الحوم مريضة أو منتهية الصلاحية وذلك مستبعد لأنها تدبح أمام أعين الزبائن كما أننا لانحتاج إلي أختام المجازر منذ زمن بعيد ونحن نعتاد شراء اللحوم من الشوادر وقبل أن تفكر الحكومة في منع بيع الشوادر ومدي صلاحية هذه اللحوم تفكر كيف تخفض ثمن لحوم المجازر ولاّ عايزين يعيشونا علي الفول والطعمية فأسعار اللحوم أصبحت نارا وتصل إلي 60 و65 جنيها للكيلو عند محلات الجزارة. يخالفه في الرأي إمام محمود (مهندس)، حيث يري أن فكرة الشوادر العشوائية لم تنتشر بكثرة إلا بعد ثورة 25 يناير وانتشار الفوضي في المحافظات وغياب الأجهزة الرقابية فعلي الرغم من رخص اللحوم بها إلا أنها لاتصلح للاستهلاك الآدامي ورائحتها تدل علي ذلك وكذلك لونها الغامق ومعظم أصحاب هذه الشوادر ليس لديهم شهادة صحية ولا أي تصاريح صحية. وتشكك نادية حسن ربة منزل، في لافتات أصحاب تلك الأكشاك والشوادر خاصة أن الفرق الكبير بين أسعار لحوم الشوادر والمجازر وهي بالأساس ليست لحوما بلدية ولاعليها رقابة من أحد ولاتدبح بطريقة قانونية كما أن عرضها بالشوارع يعرضها للأتربة والتلوث خاصة لحوم طرق السفر. وينتقد فرغلي حسن، (أحد أصحاب المجازر)، بيع لحوم الأكشاك او الشوادر مؤكدا أنها لاتخضع للمواصفات ولاتتوافر بها شروط الصحة العامة وفيما يخص موضوع سرقة الأختام فيشير إلي أن هيئة الرقابة البيطرية قررت تغيير الأختام وسوف نتجاوز هذه الأزمة وفي نفس الوقت نطالب شرطة المرافق بمنع هذه الشوادر وضبط اللحوم المجهولة الذي يتم ذبحها بطريقة غير مشروعة خارج المجازر ولا تخضع للكشف الطبي . ويقاطعه الحديث عاشور عبد الفتاح (موظف): رواتب الحكومة بقت متأكلش عيش حاف ومضطرين لشراء اللحوم مجهولة المصدر بسبب غلاء الأسعار ونعلم جيدا أنها من المحتمل أن تحمل أمراضا "وربنا هوه اللي بيستر". وعندما ذهبنا إلي منطقة كوبري الخشب ببولاق الدكرور، وجدنا بائعي اللحوم في الشوارع مصطفين علي الطرقات والزبائن يلتفون حولهم يتصارعون علي الشراء في مشهد درامي وبالاقتراب من أحد التجار الذي تلتف حوله الماعز والخرفان، يقول نبيع كيلو الماعز ب 37 جنيهاً والخرفان 50 جنيهاً ولحوم بتعتنا زي الفل ومش محتاجة مجازر ولا أختام وبعدين إحنا طول عمرنا بندبح اللحوم ونبيعها في الشوارع قبل موضوع سرقة الأختام والجزارين أنفسهم يقومون بدبح البهائم أمام المحلات لجذب الزبائن علي أساس أنها لحوم طازجة. وعلي طريق المنوفية كوبري شمة، تقول أمينة عبدالدايم (ربة منزل): بعد موضوع سرقة الأختام وانتشار الفوضي في البلاد كل حاجة بقت ممكن خاصة مع اختفاء الأجهزة الرقابية علي السلع والمأكولات فدائماً الطرق تشهد عمليات ذبح للماشية في الأكشاك ويتم عرضها علي الطرق بأسعار أقل من المعلنة في المجازر ولكن بعد خبر سرقة الأختام أصبح الأمر مقلقا فلا نستطيع الشراء إلا من أشخاص موثوق بهم لحين انتهاء الأزمة. ونفس المشهد يتكرر بالاقتراب من محافظة القليوبية حيث تنتشر شوادر اللحوم مجهولة المصدر علي الطرق العامة وتباع بأسعار أقل من محلات الجزارين 20 جنيهاً ولا يعرف أحد هويتها، وعن ذلك يقول فتحي عبدالعاطي، أحد المسافرين إلي القناطر، لا يخلو طريق عام بالمحافظات من تلك الشوادر التي تقوم ببيع اللحوم مجهولة المصدر التي تحدد سعر البيع كيفما تشاء مستغلة في ذلك الغلاء الذي وصل إليه سعر اللحوم لدي الجزارين الذي يصل في بعض الأحيان إلي 80 جنيهاً للكيلو. ومن علي نفس الطريق تقول سعدية محمد، (معلمة): ليست الشوادر فقط أو أكشاك بيع اللحوم علي النواصي هي مجهولة المصدر بل إن الخوف الأكثر من أن هناك بعض الجزارين يبيعون اللحوم المريضة ومنتهية الصلاحية ومن الممكن أن يستغلوا سرقة الأختام ويقومون بالترويج للحومهم الفاسدة. وتوافقها الرأي سميحة رضا، وتقول: معظم الأهالي لا يعرفون مصدر هذه اللحوم خصوصا أن شكلها غير مطمئن حيث إن عظامها طويلة وضخمة بشكل لم نألفه في عظام الأبقار والجاموس بل واللحوم الجملي من قبل وأضافت أن اللحوم غير الصالحة أثناء وضعها علي النار وتسويتها تظل أكثر من ثلاث ساعات لحين تسويتها مما يؤكد أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي.. وعلي طريق السفر لمحافظة سوهاج تتكرر مشاهد بيع لحوم الأكشاك والشوادر وعندما توقفنا بالسيارة لسؤال أحد البائعين عن نوعية اللحوم قال حسن جمال: أليست كل اللحوم التي يتم بيعها علي طرق السفر آمنة وكل واحد يراعي ضميره أمام الله فمثلا أنا أبيع العجول الكندوز ب37 جنيهاً للكيلو. وداخل محافظة القاهرة بمنطقة السيدة زينب ينتقد ابراهيم الدسوقي (أحد سكان الحي)، ظاهرة بيع اللحوم في الشوارع ويؤكد علي أنها قديمة ولكن الخوف الأكثر من سرقة اختام المجازر يصبح الأمر مثيرا للرعب خاصة مع غياب الهيئات الرقابية كوزارة الصحة والتموين والطب البيطري شجع علي انتشار بائعي اللحوم مجهولة المصدر فمن أول نظرة لهذه اللحوم تعرف أنها غير صالحة للاستخدام الآدمي فتظهر الألياف بلون أبيض واضح ورائحتها تكون مختلفة عن الطبيعية علاوة علي عدم وجود ثلاجات داخل تلك الشوادر لحفظ اللحوم .