يقول الدكتور عبدالحميد أباظة مساعد وزير الصحة والسكان واستشاري الجهاز الهضمي والكبد إن فيروس كورونا ظهرت منه 5 سلالات منها "سارس " وتمثل عدة صور متحورة من الفيروس التاجي "الشبيه بالتاج تحت الميكروسكوب"وأوضح د.أباظة أن الفيروس في صورته الأولية كان يسبب بردا عاديا أو إسهالا بسيطا للمصاب بالعدوي ومع تحوره إلي سلالة جديدة تسمي "سارس " خلال الفترة من 2003 حتي 2005 صار أكثر خطورة وانتقل من هونج كونج إلي كندا وغيرها من البلاد ليصيب نحو 8 آلاف شخص توفي منهم حوالي 800 مصاب خلال تلك الفترة وأخيرا تم اكتشاف نوع أو سلالة متحورة "كورونا نوفل " منتصف 2012 بعدة دول منها السعودية وقطر ربما تسبب التهابا حادا بأغشية الأنف والرئة وقد تصل الي التهاب شديد بالجهاز التنفسي. وأكد مساعد الوزير أنه لم تظهر مؤشرات مؤكدة لدخول الفيروس مصر حتي الآن حيث يتطلب اكتشافها إمكانيات معملية مركزية وخبرات خاصة، ما يستلزم التحقق من ظهور الفيروس من خلال معامل وزارة الصحة أو الهيئة العامة للمصل واللقاح وهو مالم يعلن بعد حيث كشفت نتائج التحاليل بالوزارة أن العينات المأخوذة من القادمين من بلاد ظهر بها الفيروس سلبية . وأشار د. أباظة إلي أنه لايوجد مصل شاف من هذه الفيروسات ولكن هناك إجراءات للعلاج من خلال عزل المصاب وإعطائه سوائل ومضادات حيوية وأكسجين لتوسيع الرئة وطرد البلغم والراحة وإن الوزارة أخذت عينات من 200 شخص قادمين من الدول التي يوجد بها فيروس كورونا ، وجاءت نتائجها جميعا سلبية ، مشيراً إلي وجود ترصد وبائي لجميع الحالات المشتبهة القادمة من الدول التي يوجد بها الفيروس. في حين نفي أنباء وجود مصابين بفيروس كورونا داخل مصر، مؤكداً أن مصر خالية من هذا المرض تماما حتي الآن. مشددا أن حوالي "70٪ من الحالات المصابة بهذا الفيروس حدثت بالمملكة العربية السعودية،" مشيراً إلي أن هذا المرض أسبابه مجهولة. وأوضح أباظة أن منظمة الصحة العالمية دعت مواطني البلدان التي ظهر فيها الفيروس إلي الحفاظ علي الهدوء وعدم إثقال كاهل العاملين في المجال الصحي بسبب الخوف، حتي يتمكنوا من تقديم العلاج المناسب لمن هم مصابون بالفعل ب"كورونا". وبحسب المتحدث باسم المنظمة تم الإبلاغ حتي الآن عن 34 حالة إصابة في جميع أنحاء العالم منذ الكشف عن الفيروس الجديد في سبتمبر 2012 توفي منهم 18 مصابا، بينهم 15 شخصا قضوا في السعودية. وأضاف أباظة ، أن الوزارة أخذت عينات عشوائية العام الماضي من الحجاج العائدين من السعودية ، وجاءت نتائج جميع العينات سلبية لفيروس الكورونا ، فيما جاءت إيجابية ل 18٪ من الحالات للأنفلونزا العادية. وأشار " مساعد الوزير " إلي وجود نظام ترصد وبائي للأنفلونزا في أكثر من 450 مستشفي علي مستوي الجمهورية ، إضافة إلي وجود نظام ترصد لأمراض الجهاز التنفسي الشديد حيث قامت الوزارة بفحص حوالي 1400 عينة لم يظهر بهم أي حالة مصابة بفيروس الكورونا. وأكد أن الوزارة أنها ستعطي جميع المسافرين لأداء الحج والعمرة والمسافرين للدول التي يوجد بها إصابة تطعيمات للوقاية من الفيروس. كما أعلن قطاع الطب الوقائي بالوزارة حالة الطوارئ وأنشأ نظاما لرصد جميع حالات الإصابة بأمراض التنفس الشديدة، مؤكدًا عدم تسجيل أي حالة إصابة في مصر حتي الآن. من جانبه قال رئيس قطاع الشئون الوقائية بالوزارة ، الدكتور عمرو قنديل ان فيروس الكورونا هو أحد الفيروسات المسببة لنزلات البرد ويصيب الجهاز التنفسي وأحيانا الجهاز الهضمي. وتتشابه أعراضه مع أعراض الأنفلونزا ، وفي معظم الحالات تكون الأعراض بسيطة، ونادرا ما يتسبب في بعض المضاعفات في صورة التهاب رئوي خاصة عند كبار السن " أكبر من 65 عاما " أو مرضي القلب والرئة أو ذوي المناعة الضعيفة وذوي الأمراض المزمنة وتابع " قنديل " تتمثل أعراض المرض في ارتفاع في درجة الحرارة ، وصداع ، وسعال ، واحتقان بالحلق ، ورشح بالأنف وألم بالعضلات وقد تصل إلي التهاب شديد بالجهاز التنفسي ، مشيراً إلي أن المرض قد ينتقل الي الشخص المخالط المباشر للحالة ولكن لايوجد انتقال مستمر. وقال لايوجد إجراءات وقائية خاصة للمعتمرين أو الحجاج في هذا الشأن ولكن يتم اتباع الإجراءات الوقائية العامة ، مثل استشارة الحجاج من كبار السن وذوي الأمراض المزمنة للطبيب المعالج قبل السفر مباشرة لتحديد التعليمات الواجب اتباعها كما ينصح بالتطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية قبل السفر وذلك للمجموعات الأكثر خطورة مثل كبار السن (أكبر من 65 عاما)، ذوي الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والجهاز التنفسي، وأمراض الكبد والكلي، والذين يعانون من نقص المناعة، إضافة إلي ضرورة التطعيم ضد مرض الالتهاب السحائي الوبائي والتطعيم متوفر بمكاتب الصحة الخاصة بتطعيم الحجاج والمعتمرين والتطعيم ساري المفعول حتي ثلاث سنوات. ومن جانبه قال الدكتور جمال عبد السلام أمين عام نقابة الأطباء، إن فيروس سارس يشبه فيروس الأنفلونزا، لكنه يتحول بشكل يؤثر علي صحة الإنسان، مما قد يسبب الوفاة بشكل عاجل، مشيراً إلي وجود حالة من الهلع التي تجتاح المنطقة الشرقية لدولة السعودية بسبب انتشار المرض. وطالب عبد السلام وزارة الصحة والسكان باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة استعدادا لظهور الفيروس في مصر خاصة بعد انتشاره في عدد من الدول العربية، مشيراً إلي ضرورة توفير جميع الأجهزة الخاصة بالفحوصات الطبية والكشف عن الإصابة بمرض "السارس"، لافتاً إلي أن الوزارة لم تعلن حتي الآن عن حالات إصابة داخل القاهرة أو المحافظات. وأشار عبد السلام إلي أن الفحوصات الخاصة بالفيروس موجودة، وتعد مشابهة لفحوصات أنفلونزا الخنازير، كما أن القدرة علي التشخيص والتعامل مع المرض جيدة، لافتاً إلي أن فيروس "الكورونا أو السارس" يعد مماثلاً لفيروس الأنفلونزا، لكنه متحور ويظهر أعراضا جديدة أخري ربما تسبب الوفاة. وشدد عبد السلام علي ضرورة فحص جميع القادمين من الخارج أو إخضاعهم لعمليات كشف مبكر عن المرض للحيلولة دون انتشاره، مطالباً وزارة الصحة بوضع خطة قومية لمكافحة المرض في حال انتشاره أو اكتشافه بين المواطنين. بينما يعتقد د.مجدي بدران استشاري الحساسية والمناعة أن الاكتشافات المبكرة والأجهزة الحديثة تسهم في حصار الفيروس الجديد المسبب لنزلات البرد خاصة مع ضعف قابليته للانتشار السريع، محذرا من خطورة أمراض الجهاز التنفسي علي الصغار باعتبارها من أبرز أسباب وفيات الأطفال في الدول النامية و المتقدمة ما يتطلب تنظيم حملات للتوعية داخل الأسرة وينصح د.بدران بتجنب الاتصال المباشر بالمرضي والتعرض الي الرذاذ الملوث من المريض حتي لاينتقل الفيروس للجهاز التنفسي للشخص السليم عن طريق الأنف والفم واللمس ، داعيا الي استعمال أقنعة الأنف وغسل الأيدي بالماء والصابون والتهوية الجيدة مع مراعاة التغذية المتوازنة والإكثار من شرب الماء من أجل الوقاية من الفيروسات المهاجمة للجهاز التنفسي بما فيها فيروس الكورونا الجديد.