لايقبل أن يوجه أحد اتهامات لزملائه العاملين معه في الإدارة من أفراد وأمناء وضباط شرطة، طبيعته الصعيدية المعروف عنها الكرم وحسن الضيافة وحب العمل لم تجعله فقط يؤمن بالرسالة الأمنية التي يؤديها بل امتدت لتجعله يحبب العاملين معه فيها ويقترب منهم ليعرف مشاكلهم ويعمل علي حلها، فهو يري أن الروح المعنوية لرجل الأمن أهم من أي شئ آخر، وطنيته تجعله شديد التعصب عندما يتحدث أحد عن مصر وشعبها بشكل غيرلائق، إنه اللواء عبدالرحيم حسان مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، فهو المسئول عن تأمين السائحين منذوصولهم مصر وحتي مغادرتهم وأيضاً المسئول عن الحفاظ علي الآثار المصرية ومكافحة جميع الجرائم التي تتعرض لها."آخرساعة" أجرت معه الحوارالتالي . ما دور وخطة الإدارة في تأمين السياح وحماية الآثار المصرية ؟ بالنسبة لتأمين الحركة السياحية فالإدارة بالتنسيق مع مديريات الأمن وجميع إدارات وزارة الداخلية معنية بتأمين السائح منذ وصوله مصر عبر الطرق والمنافذ الشرعية وحتي مغادرته، أما بالنسبة لقطاع الآثار فهو ملتصق بقطاع السياحة، فالسائح يأتي ويمر علي المناطق الأثرية المفتوحة للزيارة مثل المناطق الموجودة بالأقصر ووادي الملوك والملكات ومعبدالكرنك والأقصر ومعبد هابو والمسلة وأبوسمبل وكلها مقاصد سياحية ثقافية موجودة بجنوب الصعيد ونحن قائمون علي تأمينها، وتوجد المخازن المطورة التي تخزن بها وزارة الآثار القطع الأثرية الزائدة عن العرض بالمتاحف، هدف الإدارة في التأمين أن الخطط ليست موضوعة بشكل تلقائي لكنها خطط موضوعة بالتعاون مع جميع الجهات لتأمين هذه المناطق وتأمين السائح، كما إن خطة التأمين نهاراً أثناء تردد السائح عليها أكثر من تأمينها ليلاً، كما شهدت الفترة الأخيرة إدخال عوامل مساعدة في عمليات التأمين من بينها كاميرات المراقبة بالإضافة إلي دعم وزارة الداخلية لشرطة السياحة والآثار بأكثر من 70سيارة تم توزيعها علي بعض المناطق الأثرية كنجدة سريعة للأهداف السياحية، وأيضاً دعمتنا الوزارة بتجديد أجهزة الاتصالات واللاسلكي وكل ذلك من أهم عناصر التأمين وخاصة الاتصال، كما إن الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار بها أكثر من غرفة عمليات مرتبطة وعلي اتصال دائم بأجهزة الاتصال ورجال الأمن بجميع المحافظات . ماذا عن تأمين المواقع الأثرية المفتوحة كالمعابد والقلاع ؟ - تعبير المواقع الأثرية المفتوحة يطلق علي مئات الأفدنة من الأراضي المملوكة لوزارة الآثار لكن لا تبني عليها معابد أو قلاع، وتسمي مناطق غير معدة للزيارة، وهناك مئات المواقع بمئات الأفدنة مملوكة لوزارة الآثار وممنوع الحفر والتنقيب فيها، والقائم علي تأمينها حراسات خاصة تابعة لوزارة الآثار تحت إشراف مفتشي الآثار، وعندما توجد مخالفة يتم إخطارنا وننتقل نحن أو الشرطة المحلية ونقوم بتحرير محضر بالمخالفة، ويكون للمحضر اتجاهان الأول للنيابة العامة والثاني لوزارة أو المجلس الأعلي للآثار لاستصدار قرار إزالة، وبعد صدوره تقوم مديرية الأمن بإعداد دراسة أمنية وتنتقل وزارة الآثار للتنفيذ في تأمين كامل من أجهزة وزارة الداخلية . ما أبرز أنواع السياحات الموجودة بمصر؟ - السياحة الثقافية وهي تتركز بمحافظتي الأقصروأسوان وفي المنطقة المركزية بالهرم والمتحف القبطي والإسلامي والمصري وأيضاً منطقة القلعة، أما السياحة الشاطئية وتوجد في محافظتين فقط هما جنوبسيناء والبحرالأحمر، وهناك سياحة السفاري في الصحراء، وهناك سياحات جديدة ظهرت عام 2012 وذلك بعد دراسة كافة خطوط السير الموجودة بالمديريات وهي السياحات النيلية الطويلة من القاهرة إلي أسوان وكانت قبل ذلك موجودة من محافظة الأقصر إلي أسوان والعكس فقط وهذا النوع من السياحة كان ملغياً منذ عام 1994م وأعيد عام 2012م وذلك بعد بذل مجهود من قبل وزارة السياحة والأمن، وتوجد أيضاً سياحة المؤتمرات ونأمل من الله أن تنشط وتعود لأنها تحقق عائدا في الإشغالات في الفنادق، وتوجد السياحة العلاجية بسفاجا، وبذلك نستطيع القول بأنه لدينا كل عناصر الجذب السياحي، لذلك أناشد جميع المصريين مساعدة ومساندة السياحة بالشكل الذي يراه يخدم أمه مصر. هناك من يتاجر في الآثار ويجذب إليه عملاءه من خلال إيهامهم بأنه علي علاقة بالمسئولين ..ما تعليقك؟ - كل ذلك نصب وضبطنا عدة قضايا بهذا الشكل واتضح أن المتهمين نصابون، وأناشد أي مواطن يسمع عن أي شخص يدعي بأنه علي علاقة بمسئولين وأنهم يساعدونه في الاتجار في الآثار أو الممنوعات الإبلاغ الفوري عنه، وأتمني أن تحاسب جميع مؤسسات الدولة العاملين بها مثل وزارة الداخلية، فالوزارة بها أجهزة رقابة وتفتيش ومعلومات داخلية لا تسمح مطلقاً للمنحرف بالاستمرار فيها ولا تتستر علي أحد مطلقاً. نعيش زمن هوس التنقيب عن الآثار.. كيف تواجهون هذه الظاهرة ؟ - هوس التنقيب عن الآثار موجود منذ القدم لكنه يزداد وفقاً لما يتردد من شائعات، ومع محاولة البعض استغلال الآخرين من راغبي الثراء السريع، فالجريمة باقية والمهم أن يكون الضبط مستمرا، فهي جريمة موجودة ونحاربها وكذلك مديريات الأمن وهناك مجهودات جيدة في هذا المجال خلال الفترة من 2012/4/15م وحتي 2013/4/15م حيث تم ضبط 235قضية تنقيب عن آثار، وأؤكد أن معظم جرائم التنقيب يتم ضبطها لأنها ليست جريمة وقتية حيث أنها تأخذ عدة أيام وإن لم تأتني معلومات عنها في أول يوم للتنقيب ستأتيني في أي من الأيام التالية، وهذه الجريمة إما أن تكون داخل أحد البيوت أو في أرض مملوكة لوزارة الآثار، التنقيب داخل البيوت وهنا أناشد كل مواطن شريف الإبلاغ الفوري إذا توافرت لديه معلومات عن وجود تنقيب بمنزل أحد جيرانه لأنه أول المتضررين من هذا التنقيب حيث يتعرض منزله للانهيار في أي لحظة، كما إننا نأخذ منه المعلومات في سرية تامة ولا نذكر اسمه أو نأخذ أقواله في محضر، والحالة الثانية هي أراضي الآثار يبلغ عنها حراس الآثار ويتم اتخاذ الإجراءات المطلوبة حياتها، وهناك بعض القضايا عندما نتحرك إلي مكان التنقيب ونضبط المتهمين نجد شواهد أثرية ظهرت فتأتي اللجنة الثلاثية التي تنتدبها وزارة الآثار وتقول إن ذلك عبارة عن كشف أثري فتتولاه وزارة الآثار ويتم عمل حراسة عليه وتستكمل الوزارة التنقيب الشرعي عن الآثار، وليس بالضروري العثور علي تماثيل أو توابيت فالحوائط والرسومات الموجودة عليها تعتبر آثارا. ماذا عن مجهودات الإدارة في ضبط تجار الآثار ومخالفات الفنادق؟ - في الفترة من 2012/4/15م إلي 2013/4/15م ضبطنا 78 قضية حيازة آثار والاتجار بها و235 قضية تنقيب عن آثار و23 قضية عثور علي آثار وعدد3كشف أثري و161قطعة أثرية مبلغ بسرقتها و3111قضية ومخالفة بشركات السياحة و7471حالة اشتباه و1646جريمة آداب ومحال عامة و340مخالفة بالفنادق وتنفيذ1002حكم و539حالة سرقة وضبط المتهمين، فالإدارة بها أكفأ الضباط وخاصة إدارة المباحث لأن اللواء كمال القلاوي مديرمباحث السياحة والآثاريبذل جهداً كبيراً. ولكن هناك أشخاصا عاديين يقومون بالتنقيب..كيف تصلون إليهم؟ - إذا وردت إلينا معلومات أو تحريات عن هذا الشخص أو تم الإبلاغ عنه يتم استهدافه، وأيضاً إذا انهار عليه منزله فإننا ننتقل للتأكد من سبب الانهيار وما إذا كان يقوم بالتنقيب أم لا، وهناك وقائع كثيرة في عدة محافظات انهار المنزل علي أصحابه وكان السبب التنقيب عن الآثار . كم نسبة نجاح العصابات في التنقيب عن الآثار؟ - ليس لدينا عدد الذين قاموا بالحفر، فإذا كان معي هذا العدد لضبطتهم لذلك لا أستطيع أن أقول لك نسبة نجاح المنقبين عن الآثار، فمن يقوم بالتنقيب في المنزل تأتيني معلوماته إما من جيرانه أو من التحريات، ومن يكون في منطقة مفتوحة تتم مشاهدته. ما المناطق التي يكثر فيها التنقيب عن الآثار؟ - التنقيب موجود في جميع المحافظات ويكثر بمحافظات الصعيد، فحب الثراء السريع جعل الجميع يستمع إلي ما يتم ترديده من شائعات . ما هوية كبار مهربي الآثار الذين يتم ضبطهم.. مصريين أم أجانب؟ - عمليات التهريب ليست مقتصرة علي جنسية معينة، وخلال العام الماضي تتبعنا مواطنا تركيا بمطار القاهرة عثرنا معه علي 4 تماثيل فرعونية قبل مغادرته المطار، وللعلم توجد في جميع المنافذ والمعابر وحداث لشرطة الآثار لتفتيش كل المحتويات والطرود التي تخرج من مصر وتم ضبط قضايا تهريب قطع أثرية إلي خارج مصر كثيرة جداً منذ العام الماضي وصلت إلي 860 قطعة، لكن هذه العمليات ليست مقصورة علي جنسية معينة . ما أحدث طرق محاولة تهريب الآثار إلي الخارج؟ - المعتاد وما تعرفنا عليه من خلال المنافذ طريقة الإخفاء إما في الجيوب السرية داخل السيارات التي تخرج بالكامل عبر ميناء نويبع، وإما عن طريق قرية البضائع وهنا يتم وضع طلاء معين علي الأثر ليبين أنه حديث وقام بشرائه من منطقة خان الخليلي وهذه الطرق باتت معروفة لمفتشي الآثار ويقومون بضبط العديد من القضايا من هذا النوع . ينتشر في الصعيد دجالون يدعون أنهم من جنسيات مختلفة ويذهبون لمنازل معينة ويوهمون أصحابها بأن أسفل المنزل آثار وأنه جاء إليه من بلاد بعيدة لاستخراجها.. ما تعليقك؟ - مكافحة هذا الموضوع يأتي من المواطنين أنفسهم ومن كل من يذهب إليه هؤلاء المشايخ، لأن كل ما يقولونه إدعاءات وهم مشعوذون، وإذا كانت هناك وسيلة يعرف بها ما بباطن الأرض كان الأولي بمعرفتها وزارة الآثار، وأنصح المواطنين بالإبلاغ عن هؤلاء لأنهم سيستنزفونهم ويطلبون منهم أموالا ويقولون لهم هذا للبخور المغربي ..إلخ وهم في الأساس نصابون وفي النهاية بعد أخذ كل أموال المواطن الذي وقع ضحية قد يذهب هذا الشيخ ويبلغ عن صاحب المنزل وضبطنا عدة قضايا بهذا الشكل كانت معلوماتها والبلاغات من خلال هؤلاء المشايخ باعتبار أنه فاعل خير!. انتشرت رسائل نصية تصل للمواطنين من أرقام مجهولة تفيد بأن هناك آثارا وصاحب الرقم يطلب مقابلة من وصلته الرسالة ليبيعها له..ما تعليقك؟ - هذه حيلة يلجأ إليها نصابون من خلال تليفونات مجهولة، ويقوم بإرسال هذه الرسالة لعدة أشخاص عشوائياً، ثم تبدأ المساومات والاتصالات بين الطرفين وهناك من يقع ضحية في ذلك، وللعلم هذه الخطوط التليفونية يقوم هؤلاء النصابون بشرائها لأداء هذه المهمة فقط ثم يتخلصون منها، ومؤخراً ضبطنا مجموعة من هؤلاء الأشخاص واعترفوا أنهم بعد إرسال هذه الرسائل إذا وجدوا تجاوبا من الشخص فإنهم يقومون بتجريد المواطن الضحية مما معه من أموال مقابل اعطائه تمثالا أو اثنين علي أنه عينة ويفاجأ المواطن بأن التماثيل من الجبس أو الفخار ولا تساوي شيئا، لذلك أقول لكل من تصله هذه الرسالة أنها من نصاب فإذا وافقته وقابلته وحصلت علي هذه القطع سيكون أمامك حل من إثنين إما أن تأتي للإبلاغ عن أموالك فأنت متهم لأنك ذهبت لشراء آثار وإن لم تأت للإبلاغ فإنك خسرت أموالك، والحل الإبلاغ عند وصول مثل هذه الرسائل إليك رد عليه وقول له "إنت نصاب" وإذا رد كل من تصله هذه الرسالة بهذا الرد فإن ذلك سيكون أفضل نوع من المكافحة . ما دوركم في متابعة البعثات الأجنبية التي تعمل بالمواقع الأثرية ؟ عندما تأتي هذه البعثات تخطرنا بها وزارة الآثار ونحن نبلغ مديريات الأمن لتتولي تأمين مقر إقامتهم ومقر العمل ويكون مع البعثة مفتش آثار مستديم، وما يصلون إليه تشرف عليه وزارة الآثار لنقلها إلي المخازن. كم عدد القطع الأثرية التي سرقت من المتاحف عقب الثورة والمهربة إلي الخارج، وما تم استرداده؟ - أهم هذه القطع ما تم سرقته من المتحف المصري وعددهم 54 قطعة والإدارة ضبطت حوالي 30 قطعة، فشرطة السياحة الآثار لم تتوقف يوماً عن العمل منذ الثورة وحتي الآن حيث ضبطت أول قضية في شهر 2011/3م وكان يسبقها تحريات أخذت أكثر من 25يوما أي أواخر شهر فبراير في أصعب أوقات الانفلات، وبعد مجهود مكثف ضبطت الإدارة أول 12 قطعة أثرية من التي سرقت من المتحف المصري كانت بحوزة عصابة بغرض بيعها لأجنبي في هذا التوقيت وتم تقديم المتهمين للنيابة العسكرية وقتها، ولا يعمل بهذا الشكل والمجهود إلا شرطة وطنية مائة في المائة . ما أبرز المشاكل التي يتعرض لها السياح؟ - نناشد المواطن والبائعين بعدم مضايقة السائح الذي يشتري للإستمتاع به، وأكبر وأكثر ما يعاني منه السائح هو الإلحاح من البائعين في بيع السلع، وهناك مجهودات للإدارة في ضبط الفئات المضايقة للسائحين فخلال عام ضبطنا 1065فئة مضايقة للسائحين . ما حقيقة ما يشاع حول أن السياحة في مصر مهددة بالتوقف ؟ - السياحة في مصر لن تتوقف لأنها إرادة شعب، ونحن كمصريين بطبعنا نحب الضيف وبداخلنا يقين بأن السياحة توفر دخلا كبيرا لنا ولأولادنا . هل رصدتم تجاوزات من الفوج الإيراني الذي زار مصر مؤخراً ؟ - جميع الجنسيات تقصد مصر من أجل السياحة والاستمتاع بها، والمعني بإدخال السياحة الإيرانية إلي مصر من عدمه أجهزة الدولة، ونحن كشرطة سياحة نؤمن جميع من يفد إلي مصر بغض النظر عن جنسيته لكننا ننظر إلي أن السائح له دور كبير في تنمية اقتصاد مصر فتأمينه واجب علينا، والمجموعة الإيرانية التي زارات مصر ذهبت إلي الأقصروأسوان والهرم ثم غادرت إلي مطار خارجي ثم عادت إلي بلدها ولم يتم رصد أية تجاوزات لهم في أماكن زيارتهم .