في ظل موجة الغلاء التي ضربت الأسواق منذ ثورة يناير، أصبح المواطن البسيط في صراع دائم للهروب من هذا الغلاء، فأصبح يبحث دائما عن الأقل تكلفة، فبعد أن ضرب الغلاء سوق اللحوم بدأ رحلة البحث عن البديل، فلجأ إلي الأسماك، لكن الحال بدا أكثر سوءا بعد أن طالها الغلاء، فضلا عن ظهور أنواع جديدة من الأسماك مسممة تصيب بالموت في الحال. آخر ساعة تجولت في سوق الأسماك بالمطرية، يشهد السوق إقبالا كبيراً من المواطنين علي الرغم من ارتفاع أسعار السمك، والذي اتخذه المواطن البسيط بديلا للحوم والدواجن، إلا أن ارتفاع الأسعار يأتي ليلتهم جيب المواطن، وعلي الرغم من تأكيد المواطنين بانعدام الثقة في مدي صحة الأسماك وسلامتها، إلا أنهم يلجأون إلي أوسط الحلول بعد ارتفاع الأسعار، بعد أن خلت مائدة المواطن من معظم الوجبات الرئيسية نتيجة لارتفاع الأسعار، وتفادياَ لذلك أكد المواطنون أنهم عادة ما يلجأون للأنواع المعروفة من الأسماك تجنباَ للإشاعات المستمرة عن تسمم البعض منها. وعلي الجانب الآخر تنتشر طاولات الأسماك علي طول جانبي السوق بأنواع كثيرة ورغم تنوع المعروض في السوق إلا أنها لم تلق رواجاً كبيرا في البيع سوي المعروفة لدي المواطن وعلي الرغم من حدة الهلع والخوف لدي المواطنين نفي تجار السمك وجود أي حالات تسمم نتيجة لتناول الأسماك وأن ما يقال لا يخرج عن نطاق الإشاعات، وأن كل ما يواجه السوق من أزمات يتمثل في ارتفاع الأسعار لمواكبة ارتفاع أسعار الدولار وأزمة نقص السولار. رصدنا موجة من ارتفاع أسعار الأسماك، خاصة السمك المجمد كما حكي لنا محمد أحمد قائلا" الوضع الاقتصادي بات صعبا، وأصبحنا لا نجاري ارتفاع أسعار الأسماك، فبحثنا عن الأسماك كبديل، لكن أسعار الأسماك أيضا ارتفعت بشكل كبير خاصة السمك المجمد حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 50٪. وأشار إلي أنه انتشر في الآونة الأخيرة أنباء عن تسمم بعض أنواع السمك، أنا لا أعرف مدي صحة هذا الكلام من عدمه، لكني حتي الأسماك هربت من شرائها، فلم أعد أعرف ماالبديل ؟!. بينما تقول أم إسلام الأسعار باتت غالية جدا، والوضع الاقتصادي مترد جدا، "الناس مش لاقية لقمة العيش "، حتي السمك أصابه الغلاء، كما سمعنا عن انتشار السمك المسمم، ونحن أصبحنا نخاف علي حياتنا في ظل الفوضي التي يعيشها الشارع المصري وعدم وجود رقابة في حين تقول أم أحمد إن أسعار الأسماك ارتفعت بنسبة أكثر من 50٪ فأسعار السمك البلطي بعد أن كان ب10جنيهات وصل الي 18-19جنيهاً الآن، والبليمي تحول من 8 جنيهات إلي 15 جنيهاً أما الأسماك المستوردة فقد ارتفعت ل20 جنيها.ً فضلا عن ارتفاع أسعار الجمبري من 60 إلي 95 جنيها ومن 80 إلي 100 جنيه الوسط والكبير من 100 إلي 130 جنيها، أما سعر كيلو البوري فبلغ 40 جنيها، والسبيط 60 جنيها، والدنيس سجل 70 جنيهات، والثعابين 130 جنيها. فيما يقول أحمد إبراهيم (بائع سمك) إن أسعار الأسماك ارتفعت بسبب ارتفاع أسعار الدولار، وانتشار السمك الملوث يأتي بسبب تلوث الأسماك نظراً لأنها تربي علي مياه ملوثة ،فغالباً ما تكون هذه المياه تحمل معدلات عالية جداً، مما يؤدي إلي تسمم الأسماك الموجودة بالبحيرة، وأصبحت تهدد صحة المواطنين الذين يشترونها، لافتا إلي أن أزمة السولار ألقت بظلالها علي الأسواق مما أعلن عن تراجع حجم المبيعات بنسبة 70٪ مسببا ركودا غير معهود. في حين قال محمد مختار (39 سنة موظف بإحدي الشركات) أنه كان يقوم بشراء السمك نظرا لارتفاع أسعار اللحوم ولكنه الآن امتنع عن شراء الاثنين وظل نباتيا في تناول وجباته مطالبا الحكومة بخفض الأسعار حتي تكون الأسماك في متناول الجميع بعد ارتفاع أسعارها من 13 للبلطي إلي 19 جنيها والسردين والماكريل من 14 إلي 20 جنيها وتتفق معه في الرأي مديحة الحسيني 45 سنة ربه منزل قائلة " حسبنا الله ونعم الوكيل" في الحكومة والتجار الجشعين الذين جعلوا الناس تمشي تكلم بعضها في العمل والشارع التي لاتراعي الظروف السيئة للموظفين من ارتفاع الأسعار في اللحوم والأسماك إلي متي الارتفاع الفاحش في الأسعار مطالبة الأجهزة المعنية بالضرب بيد من حديدعلي هؤلاء الجشعين من أصحاب النفوس الضعيفة وقالت إنها لم تسمع عن حالات تسمم من تناولها الأسماك بسوق المطرية ضاحكة هي الناس لقيه تشتري عشان تتسسم. وعلي صعيد آخر، هناك بعض الأنواع من الأسماك والتي نشرت حالة من الهلع في السوق المصري بعد وقوع وفيات إثر تناول نوع من الأسماك يطلق عليه اسم سمكة "الأرنب" او "القراض. وقال مراقب الأسواق بهيئة الثروة السمكية ماجد مصطفي إن ستة أشخاص علي الأقل ماتوا بعدما أكلوا السمك في 2012 مما يرفع العدد إلي 24 خلال السنوات الثلاث الماضية. وأضاف أنه "تم رصد انتشار كبير لسمكة الأرنب في الأسواق المصرية بالإضافة لرصد حالات تسمم غذائي ووفيات جراء تناولها في الإسكندرية والإسماعيلية والسويس. وأكد أن هذا النوع من الأسماك الذي يطلق عليه الصياديون اسم الأرنب لامتلاكه "سنتين" في مقدمة الفم مثل الأرنب، ممنوع من الصيد لخطورته الغذائية إلا أن بعض الصيادين يقومون بصيده وبيعه في الأسواق في شكل سمك مخلي، وهذا مخالف للقانون، ولكن لا يوجد رقابة بالأسواق خلال الفترة الحالية في ظل حالة الفوضي التي نعيشها الآن، هذا النوع من السمك تكاثر بشكل كبير منذ العام 2007 في البحار المحيطة بمصر وفترة الصيف هي فترة تكاثرها، ولهذا فإن أخبار التسمم بسببها تطل منذ عامين في نفس التوقيت. فيما أكد الدكتور عصام فخري أخصائي صحة عامة وحالات التسمم إن بعض المعتقدات الخاطئة يتم تناقلها حول سمكة الأرنب أو القراض بالنسبة لسمومها، فالسمكة ليست سامة بكاملها " أي بعظامها ولحمها" بل يتركز السم في الكبد والأحشاء والجلد. وبسبب تغذيتها عن طريق الطحالب السامة وبقايا الأسماك والقشريات التي تتفاعل مع بكتيريا موجودة فيها لا تتأثر إطلاقا بالطهي، ولهذا فإن غالبية حالات التسمم بسببها تكون لتناولها مطهية. فيما قال أستاذ الأسماك بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، محمد الجندي، إن الكثير من الأسماك التي يتم اصطيادها علي الشواطئ المصرية سامة، إلا أن القراض أو الأرنب هو الأكثر تناسلا وانتشارا وهو يفضل العيش في الأعماق. وأضاف أن أي خطأ خلال التنظيف يؤدي إلي تسرب السم إلي باقي أجزاء السمكة والتسمم عند الأكل، كما أنه من الممكن إصابة من يقوم بالتنظيف بالتسمم إذا كان لديه أي جرح مفتوح. وأشار إلي أن السم، ورغم تعافي المصاب منه ومن أعراضه، إلا أنه قد يبقي طويلا في الجسم قبل أن يتم التخلص منه بشكل نهائي. أما عن المزارع السمكية أشار إلي أن تلوث المياه وتربية السمك علي مياه الصرف الصحي ينذر بكارثة بيئية، بسبب احتمالية تدمير المياه إلي أنواع كثيرة من الأسماك كما أنها تتسبب في تسمم المواطنين. وقد كشف التقرير الاقتصادي الذي أصدرته الغرفة التجارية بالجيزة مؤخراعن توقعات بزيادة جديدة في أسعار الأسماك قد تصل إلي 40٪ مع اختفاء بعض الأصناف من الأسماك خاصة الغالية الثمن خلال الفترة القادمة وذلك بسبب قرار زيادة الجمارك علي الأسماك المستوردة من الخارج. ويوضح مختار الجمل رئيس شعبة صناعة الأسماك في غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية بأنه بلغت قيمة استيرادنا من الأسماك حوالي 385 مليون دولارفي عام 2010 وبذلك جاءت مصر في المرتبة الأولي عالميا في الاستيراد من الأسماك المختلفة مثل الماكريل والسردين والباسا والهارينج. وبصفة عامة فإن مصر تحتل المركز الأول في استيراد الأسماك المجمدة.