إعلان أسماء الكليات الفائزة بجوائز مهرجان الفنون المسرحية لجامعة الإسكندرية    الجريدة الرسمية تنشر قرارين جمهوريين للرئيس السيسي (تفاصيل)    سويلم يلتقي وزير المياه السنغالي لبحث تعزيز التعاون بين البلدين    تباين أسعار العملات الاجنبية بداية تعاملات الخميس 23 مايو 2024    المالية: الاقتصادات العربية تتحمل تحديات ضخمة للتوترات الجيوسياسية والإقليمية    موسم الحج.. إجراءات عاجلة من السعودية بشأن تأشيرات الزيارة بداية من اليوم    وزيرة التخطيط تبحث تطورات الدورة الثالثة من المبادرة الخضراء الذكية    «الإسكان» تبحث التعاون مع شركات إيطالية لتنفيذ مشروعات المياه والصرف    تداول 15 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة في مواني البحر الأحمر    الضرائب: مستمرون في تقديم الدعم الفني للممولين للتعامل مع منظومة الإيصال الإلكتروني    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    إعلام عبري: زيادة كبيرة في عدد الجنود الإسرائيليين الجرحى بالمستشفيات    بعد يومين من اقتحامها.. قوات الاحتلال تنسحب من جنين ومخيمها    دفن جثمان الرئيس الإيراني الراحل في مدينة مشهد اليوم    رئيس كولومبيا يأمر بفتح سفارة للبلاد في مدينة رام الله الفلسطينية    البث العبرية: 70% من الإسرائيليين يؤيدون تبكير موعد الانتخابات العامة    ماكرون يبدأ زيارة إلى كاليدونيا الجديدة لضمان عودة السلام الهدوء    جدول مباريات اليوم.. الزمالك وفيوتشر.. طارق حامد أمام الاتحاد.. وشريف يتحدى موسيماني    هل يرحل الشناوي؟ أحمد شوبير يوضح حقيقة تفاوض الأهلي مع حارس مرمى جديد    حبس المتهم بقتل شقيقته في القليوبية    رفض يغششه .. القبض على طالب بالشهادة الإعدادية لشروعه في قتل زميله    الحماية المدنية تنقذ مواطنا احتجز داخل مصعد كهربائي بالفيوم    تفاصيل الحالة المرورية اليوم.. كثافات متفرقة في شوارع القاهرة والجيزة    اليوم.. النقض تنظر طعن المتهمين بقضية ولاية السودان    "سكران طينة".. فيديو صادم ل أحمد الفيشاوي يثير الجدل    نوادي المسرح معمل التأسيس، في العدد الجديد من «مسرحنا»    أول تعليق من دانا حمدان على حادث شقيقتها مي سليم.. ماذا قالت؟    إيرادات فيلم «تاني تاني» لغادة عبد الرازق تحقق 54 ألف جنيه في يوم    فضل الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة في الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    "علق نفسه في سقف الأوضة".. نزيل بفندق شعبي ينهي حياته في الأقصر    «الرعاية الصحية»: اعتماد مستشفى طابا وسانت كاترين بجنوب سيناء    "محاط بالحمقى".. رسالة غامضة من محمد صلاح تثير الجدل    طلاب الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ يؤدون آخر أيام الامتحانات اليوم    تحركات غاضبة للاحتلال الإسرائيلي بعد اعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين.. ماذا يحدث؟    أخبار مصر: منع دخول الزائرين مكة، قصة مقال مشبوه ل CNN ضد مصر، لبيب يتحدث عن إمام عاشور، أسعار الشقق بعد بيع أراض للأجانب    اللعب للزمالك.. تريزيجيه يحسم الجدل: لن ألعب في مصر إلا للأهلي (فيديو)    رحيل نجم الزمالك عن الفريق: يتقاضى 900 ألف دولار سنويا    استحملوا النهارده، ماذا قالت الأرصاد عن طقس اليوم ولماذا حذرت من بقية الأسبوع    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    رئيس الزمالك: جوميز مدرب عنيد لا يسمع لأحد    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 23 مايو.. «طاقة كبيرة وحيوية تتمتع بها»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كفر وهب .. قرية مصرية بملامح الريف الأوربي!
نهار برائحة زهر البرتقال ومساء يفوح بمسك الليل:
نشر في آخر ساعة يوم 16 - 04 - 2013

اليونسكو اختارتها كأفضل القري العربية والأهالي: توحدنا سر جمالنا!
الدكتور مجدي عبد المقصود غرس أول شجرة.. والمسجد يخلو من السياسة وعامر بالحلول!
يقول الراوي إن " وهب" في الأصل من ديرب نجم بالشرقية عاش كما يعيش الناس حوله في زمن المماليك، تحت رحمة الله وقسوة الملتزم، وأنه كان يواظب علي قراءة القرآن، ويكثر من الذكر والتسبيح، وكلما ذهب لينام وجد في فراشه رؤيا واحدة تتكرر كل ليلة يشاهد فيها نفسه وحيدا علي أرض خالية، وكلما خطا خطوة ونظر خلفه شاهد في مكانها نبتة إذا نظر إليها تحولت إلي شجرة مثمرة تجذب رائحتها العطرة ناسا يأتون إليه من كل مكان، فيفرق عليهم الخير ويأتنس بهم من وحدته..انشغل »وهب« بهذا الحلم، قصه علي أصدقائه فسخروا منه، وحكاه لإمام المسجد – والده - فأمره بالذهاب لتحقيق حلمه!
قال له: يا بني إن الله أودع فيك سرا، أوصيك ألا تضيعه، اذهب إلي حيث شاء الله، لتجد ما وعدك به! .. اصطحب "وهب" دعوات أبيه، وودع أهله، امتطي حماره، وسار في طريقه إلي مكان لا يعلم عنه شيئا!
ساعات طويلة زادتها حرارة الشمس إرهاقا و»وهب« علي ظهر حماره يمضي به فيمر ببلاد وبلاد، حتي إذا حل المساء لعب النوم برأسه، وقيد التعب أرجل الدابة، فنزل منها ليستريح كلاهما، والظلام يحيط به من كل جانب، نام كأنه لم ينم من قبل، واستيقظ علي من يغرس في جنبه عصا ويطلب منه تفسيرا لوجوده في هذا المكان المقفر!
وكانت المفاجأة حين فتح وهب عينيه، لم يصدق نفسه وهو يجد أن الأرض التي يضطجع عليها ويراها من حوله هي التي شاهدها في حلمه عشرات المرات، ابتسم، وشكر الله، لكن حراس الملتزم الذين يقفون فوق رأسه لم يتركوه يهنأ بالوصول إلي غايته. أمره كبيرهم بمغادرة المكان فورا، وحين رفض، جروه خلفهم وفي السجن انهالوا عليه ضربا بالسياط فإذا نال منه الألم حملوه وألقوا بجسده المنهك في الخارج!
يقول الراوي: إن وهب لم يأبه، وواصل السير علي أقدامه إلي نفس المكان، فاستشاط كبير الحرس غضبا، وفعل به نفس الشيء، وفي المرة الثالثة دعا عليه »وهب« فمرض الحارس وبعدها بأيام فارق الحياة، وشاع الأمر بين الجنود فكانوا كلما مروا به لا يقتربون منه خوفا من أن تنالهم دعوته بسوء!
وفي يوم من الأيام ذهب »وهب« ليصلي الجمعة في البحيرة وحين رآه الجنود في المسجد تفرقوا عنه، ولم يمنعوا أنفسهم من النظر إليه، سألهم الملتزم عن قصته فأخبروه.. اقترب منه وسأله بماذا دعوت علي كبير الحراس فأجابه وهب: قلت حسبي الله ونعم الوكيل.. فقال له الملتزم اذهب حيث تشاء واقم في المكان الذي تختاره ولك منا الأمان..
يقول الراوي: إن وهب بني بيتا صغيرا من الطين، وزرع حوله أشجارا كلما مر من أمامها أحد جلس ليستريح تحت ظلها، فيعرض عليه »وهب« الإقامة معه إلي أن نمت القرية وظلت ترحب بزائريها وتعرض علي الشباب القادم إليها العمل وتمنح الواحد منهم قطعة أرض وزوجة!
التهمت السيارة الطريق في دقائق قليلة، عشرة كيلو مترات تقريبا هي المسافة بين مركز قويسنا بمحافظة المنوفية وقرية "كفر وهب" التي استقبلتنا برائحة زهر البرتقال، وهدوء، وأشجار زينة مقصوصة، وشوارع نظيفة، وورود تنعكس علي ألوانها المختلفة أشعة الشمس.
بيوت قصيرة منسجمة بعضها مغلق الأبواب، وبعضها يجلس أمامه الأهل علي دكك مفروشة بسجاد، يحتسون الشاي، ويتحدثون بصوت منخفض يرتفع قليلا حين يردون السلام علي المارة.
وإذا كانت العادة المصرية المتبعة في القري هي الفضول، وملاحقة الغرباء لسؤالهم عن وجهتهم، فإن أهالي "كفر وهب" لا يفسدون علي الزائرين متعتهم بتأمل الجمال من حولهم، يمنعهم الأدب من الاقتراب، وتحميهم وصايا الآباء من التلصص علي شئون الغير.
أما إذا نظرت للقرية من فوق أحد المباني العالية، فستجدها أشبه بماكيت لمدينة صغيرة، كل شيء فيها منظم، شجرة أمام كل بيت، وحديقة مستطيلة مسورة تفصل بين الطريق الرئيسي الذي يمر بالقرية، مركز شباب مجهز بملعب نموذجي لكرة القدم وصالة "جيم"، وخلف الملعب تطل مئذنة بهلال، بجوارها كنيسة تحمل صليبا، بينما الشوارع الجانبية للقرية ضيقة بالكاد تتسع لسيارتين متجاورتين إلا أنها تخلو من القمامة وتشهد علي نظافة مكان تم التخطيط له بعناية ودقة.
بترحاب يقابلنا المهندس فتحي وهب فنعرض عليه أن يكون دليلنا لاكتشاف سر قريته التي اختارتها اليونسكو كأفضل قرية عربية، فيذهب بنا إلي عشرين عاما مضت!
يشير بيده إلي ما حوله ويقول: كل ما تشاهدونه أمامكم كان في الماضي مجرد فكرة داخل رأس الدكتور مجدي عبد المقصود حين كان في أوائل الثمانينيات طالبا في كلية الطب، وأراد أن تصبح قريته مثالا يحتذي به، فقام بغرس أول شجرة ودعا الشباب للعمل معه علي تجميل المكان، فتحمس له القليلون، وسخر منه الأكثرية!
لم يتقبل الناس ما يفعله، ونجح بإصراره وعزيمة من معه، وبدأ في زراعة الأشجار علي خطوط مستقيمة وفي أماكن معينة، وفق منظومة محددة لا تخضع للعشوائية، وتضع المستقبل في حساباتها، حتي وصل العدد الآن إلي 2000شجرة وشجيرة؛ فيكس، ونخل، ووبورتشاردي، ومسك ليل، وسرو ليمون، ونيم، زهور حولية، وجهنمية بأصناف وألوان متعددة وغيرها من أشجار الزينة.
كان عبد المقصود مهتما بعملية التناسق والتفت إلي أهمية الاستفادة بالمياه الجوفية في قرية تعاني من عدم وجود صرف صحي، ناشدنا المسئولين لإقامته في القرية وخاطبنا كل الجهات المعنية ولكننا لم نحصد منهم سوي الوعود.
ما تفعله هذه الأشجار أنها تقوم بالصرف المؤقت لمياه المجاري، فتختفي الروائح الكريهة التي تصيب سكان الدور الأول بالرطوبة والروائح المنفرة نظرا لمنسوب المياه الجوفية المرتفع، وهو ما جعل أهالي القرية يستخدمون الطابق الأول في المعيشة دون مشكلة.
لا ينفي فتحي أن صيانة الأشجار تكلفهم مبلغا يقترب من ال 5 آلاف جنيه سنويا، يتم جمعه من الجهود الذاتية لأبناء القرية الذين لا يدخرون وسعا للارتقاء بحياتهم.
ويفاخر بطرق القرية ومداخلها المرصوفة، والمضاءة بإضاءة حديثة (صوديوم، وهولجين، وميتالايت) فضلا عن أن القرية تعتمد علي خطة نظافة تقوم عليها جمعية تنمية المجتمع عن طريق تحصيل أجر زهيد لا يذكر.
أما مساجد القرية الخمسة فهي لا تقتصر علي استقبال الأهالي أثناء الصلاة فقط، ولكنها دور خدمة للقرية، يتم بداخلها حل الخلافات، وجمع التبرعات برقابة من أفراد القرية، وميكروفون المسجد لا يجعلنا ننتظر المسئولين لحل مشكلة بسيطة مثل إصلاح عطل في محول الكهرباء أو تغيير سلك تالف أو ماسورة مياه مكسورة، فقط ننادي الناس للاجتماع ونجمع المبلغ المراد تحصيله ونذهب علي الفور لموقع المشكلة وإصلاحها.
يشدد المهندس فتحي علي أن المساجد بعيدة كل البعد عن السياسة، وأن أهالي القرية لا يسمحون لخطيب أو لأحد أيا كان بممارسة السياسة داخل الجامع الذي يتحول في بعض الأحيان لغرفة عمليات يتم بداخله تلقي المساعدات للبلاد الإسلامية المنكوبة مثل الصومال وغزة في أوقات الحرب عليها، فإذا كانت التبرعات نقدية يتم تسليمها بإيصال وإذا كانت عينية تحمل عن طريق مندوب إلي القوافل الذاهبة إلي هناك.
أما مشكلة البوتاجاز التي تهدد المواطنين بين الحين والآخر فيقول إنهم تغلبوا عليها منذ زمن ولا يشعرون بأي أزمة مثلما يشعر بها غيرهم، وذلك عن طريق " الكارت الذهبي" وقيمته 6 جنيهات لتصل الأنبوبة إلي صاحبها في أقل من 24ساعة.
ويرجع فتحي السلام الذي يخيم علي القرية إلي أنهم أبناء عمومة ينتمون لجد واحد، ويعملون دائما علي نبذ العنف فيما بينهم، وغرس القيم النبيلة التي تتفوق علي الأشجار في طرحها!
يتذكر جده الأكبر »وهب« وكيف كان يعرض علي الشباب القادمين إلي القرية قطعة أرض وزوجة في مقابل الإقامة فيها، حتي أنشأ هذا العمار الذي وجد من أبنائه من يستغله ويحوله إلي قطعة من الجمال تتفوق علي الريف الأوربي!
ولا ينسي أن يذكر مدرسة كفر وهب التي حصلت علي شهادة الجودة في مرحلتيها الابتدائية والإعدادية وهو ما لم يحدث مع أي مدرسة من مدارس الجمهورية، ويتسابقون هذا الأسبوع للحصول علي الجودة في رياض الأطفال.
أسأله عن الحديقة المستطيلة التي تقسم الشارع الرئيسي بالقرية فيقول إنها كانت في السابق مجرد مصرف مليء بالقاذورات، والحيوانات الميتة، وأكوام الزبالة التي تغطي سطحه، فكان مصدرا من مصادر التلوث وجاذبا للناموس والحشرات، فقمنا بردمه بمساعدة المسئولين وإقامة صفين من الأشجار علي جانبيه وزراعة النجيل والزهور بداخله ليتحول إلي هذه الحديقة المسورة التي تراها تفيض بالبهاء.
أما الشكوي الوحيدة التي وجدناها في القرية فكانت صاحبتها هالة عبد الفتاح علي -موظفة بالجمعية الزراعية- واشتكت من الناموس الذي ينتشر في ليل الصيف دون أن يجد من يردعه!
إلا أن المهندس فتحي ينفي الأمر قائلا: إن أشجار النيم وسرو الليمون تقاوم الناموس وتطرده عن طريق إصدار روائح كريهة لا يتقبلها ولا يشعر بها الناس، أما مسك الليل فهو يفرز عطره ليستنشقه جميع أهالي القرية التي تبلغ مساحتها 103 أفدنة، وهي قرية مستطيلة عرضها حوالي 300متر علي طول كيلو متر، وتشتهر بزراعة الموالح، وتصديرها.
لا يوجد لدينا أمي واحد، وأول بيت في القرية يوجد به 8 أساتذة جامعة، وبالتالي فإننا نمتلك فكرا مستنيرا، أما جمال القرية فيجذب إليه شباب القري المجاورة الذين يتسكعون في ساعات النهار ويتشاجرون مع شبابنا المسالم.
ويوضح أن جمعية تنمية المجتمع تعمل علي جمع القمامة يوميا من الشوارع، وهذه الجمعية مقامة علي ثلاثة طوابق وتحتوي علي شهادات ودروع من مختلف الأنحاء منها درع رجل البيئة للدكتور مجدي عبد المقصود، إلا أن عبد المقصود رفض تسلمه، وأخطر المحافظ رسميا بامتناعه عن مقابلة السفير الأمريكي لأن أمريكا في ذلك الحين كانت تجتاح العراق، وحين ضغط عليه الناس أرسل مندوبا بالنيابة عنه ولم يذهب بنفسه!
وقبل أن يختتم كلامه يتحدث فتحي عن مركز الشباب وملعبه الذي يضاهي ملاعب الأندية الكبري ويؤكد أننا حين ندخله سنظن أننا بداخل أحد الأندية الخاصة!
في طريقنا إلي مركز الشباب وجدنا جمعية تنمية التي استقبلنا علي بابها رئيس مجلس إدارتها أحمد حسن وهب رئيس جمعية تنمية المجتمع وأصر علي أن نتجول داخل المكان لنشاهده عن قرب.
يعدد حسن خدمات الجمعية فيذكر منها مكتب تحفيظ القرآن ومركزا للتكنولوجيا متصلا بالإنترنت أقيم منذ عشر سنوات إلا أن الطلب ضعف عليه الآن بعد أن غزت أجهزة الكمبيوتر المنازل وأصبحت وصلات النت في كل بيت. أما النادي النسائي فهو يقوم بعمل مخبوزات وفطائر و كعك وبسكويت كما يوجد أيضا مشغل للتطريز ويتم البيع بسعر رمزي.
وعن رد فعله باختيار اليونسكو لقريته كفر وهب كأفضل قرية عربية يقول: لم نقم بأفعال خارقة!.. وكل ما فعلناه ونفعله هو الواجب.. إننا نتحدي الأزمات عن طريق توحد الكلمة وحضور الضمير!.. فمشكلة الخبز مثلا تم حلها عن طريق إقامة الجمعية لمخبز نصف آلي منذ سنين عديدة، وفصلنا الإنتاج عن التوزيع فحصل كل بيت علي ما يكفيه وزيادة، ونفس الشيء حصل مع الأنابيب التي لم يزد سعرها في أوقات الأزمات عن 6 جنيهات.
عدد أفراد الجمعية العمومية 150 فردا وخدماتها تصل لجميع أهالي القرية البالغ عددهم ما يقرب من 3000 مواطن.
نحن نعمل من أجل أهلنا ولا ننتظر المديح، لا ننظف شوارعنا بهدف المنظرة أو الحصول علي شهادة استحسان من المسئولين، ولا نعاني من أزمة ضمير وتوحدنا سر جمالنا!
بجانب الجهود الذاتية فإننا نتلقي مساعدات من الجهات الرسمية.. وأكد أن ما تحتاجه القرية هو دخول الصرف الصحي مثل غيرها من القري المجاورة: أجهور الرمل وعرب الرمل ومنشية دملو وكفر أشليم وقد تحدثنا كثيرا مع كثير من المسئولين ولم نتلق إلا الوعود!
وعن الأسر الفقيرة قال إن الأهالي يجمعون تبرعات لمساعدتهم وتخفيف الحمل عنهم.
وداخل ملعب كرة القدم وجدنا الكابتن صلاح وهب رئيس مجلس إدارة مركز شباب كفر عبده وكفر وهب يتفقد أرضيته مع موظفين يقومون بأنفسهم بنظافة المكان الذي لا يوجد به سوي عامل نظافة واحد معاق.
يقدم لنا صلاح الموظفين ويطلب منا تدوين أسمائهم بوصفهم الجنود البواسل الذين لا يدخرون وسعا لتنمية المركز واعتباره بيتهم، وهو ما يجعلهم يخلعون ملابسهم ويقومون بتنظيفه بأيديهم، فضلا عن نشاطهم الدءوب الذي جعل المركز يحصد بطولات عديدة ويصبح مزارا لأطفال المدارس لمشاهدة جماله وتناسقه.
يعرفنا مدير المركز مخلص محمد سليمان، علي العاملين معه: بكري سليمان مشرف إداري، ومصطفي محمد أحمد الزيات مشرف مكتبة، وأحمد طه مشرف مالي، ومصطفي ترك، أمين مكتبة، وصفاء محمد مشرفة إدارية إضافة إلي العامل فيصل عبدالعزيز بيومي.
وأثناء متابعته لأطفال يلعبون الكرة بجانبه يحدثنا صلاح عن إنجازات المركز وحصوله علي المركز الأول في كرة السلة وفي اللجنة الثقافية علي مستوي محافظة المنوفية، ويجعلنا نشاهد ملعب الكرة الطائرة قبل أن يدخلنا صالة "الجيم" المقامة بالجهود الذاتية، ومركز تكنولوجيا .
ويناشد رئيس مجلس إدارة المركز المسئولين لإقامة ملعب كرة قدم خماسي وقاعة للأفراح حتي يتمكن من توفير إيرادات بإمكانها الارتقاء وتطوير المكان.
وقبل أن نغادر القرية يصر المهندس فتحي وهب علي أن يصطحبنا إلي مزرعته لنقطف البرتقال من شجر قصير تشابكت أغصانه في جمال أجبرنا علي الانحاء له ونحن نمر من تحته ونتسابق لقطف الثمار.
ساعات طويلة زادتها حرارة الشمس إرهاقا و»وهب« علي ظهر حماره يمضي به فيمر ببلاد وبلاد، حتي إذا حل المساء لعب النوم برأسه، وقيد التعب أرجل الدابة، فنزل منها ليستريح كلاهما، والظلام يحيط به من كل جانب، نام كأنه لم ينم من قبل، واستيقظ علي من يغرس في جنبه عصا ويطلب منه تفسيرا لوجوده في هذا المكان المقفر!
وكانت المفاجأة حين فتح وهب عينيه، لم يصدق نفسه وهو يجد أن الأرض التي يضطجع عليها ويراها من حوله هي التي شاهدها في حلمه عشرات المرات، ابتسم، وشكر الله، لكن حراس الملتزم الذين يقفون فوق رأسه لم يتركوه يهنأ بالوصول إلي غايته. أمره كبيرهم بمغادرة المكان فورا، وحين رفض، جروه خلفهم وفي السجن انهالوا عليه ضربا بالسياط فإذا نال منه الألم حملوه وألقوا بجسده المنهك في الخارج!
يقول الراوي: إن وهب لم يأبه، وواصل السير علي أقدامه إلي نفس المكان، فاستشاط كبير الحرس غضبا، وفعل به نفس الشيء، وفي المرة الثالثة دعا عليه »وهب« فمرض الحارس وبعدها بأيام فارق الحياة، وشاع الأمر بين الجنود فكانوا كلما مروا به لا يقتربون منه خوفا من أن تنالهم دعوته بسوء!
وفي يوم من الأيام ذهب »وهب« ليصلي الجمعة في البحيرة وحين رآه الجنود في المسجد تفرقوا عنه، ولم يمنعوا أنفسهم من النظر إليه، سألهم الملتزم عن قصته فأخبروه.. اقترب منه وسأله بماذا دعوت علي كبير الحراس فأجابه وهب: قلت حسبي الله ونعم الوكيل.. فقال له الملتزم اذهب حيث تشاء واقم في المكان الذي تختاره ولك منا الأمان..
يقول الراوي: إن وهب بني بيتا صغيرا من الطين، وزرع حوله أشجارا كلما مر من أمامها أحد جلس ليستريح تحت ظلها، فيعرض عليه »وهب« الإقامة معه إلي أن نمت القرية وظلت ترحب بزائريها وتعرض علي الشباب القادم إليها العمل وتمنح الواحد منهم قطعة أرض وزوجة!
التهمت السيارة الطريق في دقائق قليلة، عشرة كيلو مترات تقريبا هي المسافة بين مركز قويسنا بمحافظة المنوفية وقرية "كفر وهب" التي استقبلتنا برائحة زهر البرتقال، وهدوء، وأشجار زينة مقصوصة، وشوارع نظيفة، وورود تنعكس علي ألوانها المختلفة أشعة الشمس.
بيوت قصيرة منسجمة بعضها مغلق الأبواب، وبعضها يجلس أمامه الأهل علي دكك مفروشة بسجاد، يحتسون الشاي، ويتحدثون بصوت منخفض يرتفع قليلا حين يردون السلام علي المارة.
وإذا كانت العادة المصرية المتبعة في القري هي الفضول، وملاحقة الغرباء لسؤالهم عن وجهتهم، فإن أهالي "كفر وهب" لا يفسدون علي الزائرين متعتهم بتأمل الجمال من حولهم، يمنعهم الأدب من الاقتراب، وتحميهم وصايا الآباء من التلصص علي شئون الغير.
أما إذا نظرت للقرية من فوق أحد المباني العالية، فستجدها أشبه بماكيت لمدينة صغيرة، كل شيء فيها منظم، شجرة أمام كل بيت، وحديقة مستطيلة مسورة تفصل بين الطريق الرئيسي الذي يمر بالقرية، مركز شباب مجهز بملعب نموذجي لكرة القدم وصالة "جيم"، وخلف الملعب تطل مئذنة بهلال، بجوارها كنيسة تحمل صليبا، بينما الشوارع الجانبية للقرية ضيقة بالكاد تتسع لسيارتين متجاورتين إلا أنها تخلو من القمامة وتشهد علي نظافة مكان تم التخطيط له بعناية ودقة.
بترحاب يقابلنا المهندس فتحي وهب فنعرض عليه أن يكون دليلنا لاكتشاف سر قريته التي اختارتها اليونسكو كأفضل قرية عربية، فيذهب بنا إلي عشرين عاما مضت!
يشير بيده إلي ما حوله ويقول: كل ما تشاهدونه أمامكم كان في الماضي مجرد فكرة داخل رأس الدكتور مجدي عبد المقصود حين كان في أوائل الثمانينيات طالبا في كلية الطب، وأراد أن تصبح قريته مثالا يحتذي به، فقام بغرس أول شجرة ودعا الشباب للعمل معه علي تجميل المكان، فتحمس له القليلون، وسخر منه الأكثرية!
لم يتقبل الناس ما يفعله، ونجح بإصراره وعزيمة من معه، وبدأ في زراعة الأشجار علي خطوط مستقيمة وفي أماكن معينة، وفق منظومة محددة لا تخضع للعشوائية، وتضع المستقبل في حساباتها، حتي وصل العدد الآن إلي 2000شجرة وشجيرة؛ فيكس، ونخل، ووبورتشاردي، ومسك ليل، وسرو ليمون، ونيم، زهور حولية، وجهنمية بأصناف وألوان متعددة وغيرها من أشجار الزينة.
كان عبد المقصود مهتما بعملية التناسق والتفت إلي أهمية الاستفادة بالمياه الجوفية في قرية تعاني من عدم وجود صرف صحي، ناشدنا المسئولين لإقامته في القرية وخاطبنا كل الجهات المعنية ولكننا لم نحصد منهم سوي الوعود.
ما تفعله هذه الأشجار أنها تقوم بالصرف المؤقت لمياه المجاري، فتختفي الروائح الكريهة التي تصيب سكان الدور الأول بالرطوبة والروائح المنفرة نظرا لمنسوب المياه الجوفية المرتفع، وهو ما جعل أهالي القرية يستخدمون الطابق الأول في المعيشة دون مشكلة.
لا ينفي فتحي أن صيانة الأشجار تكلفهم مبلغا يقترب من ال 5 آلاف جنيه سنويا، يتم جمعه من الجهود الذاتية لأبناء القرية الذين لا يدخرون وسعا للارتقاء بحياتهم.
ويفاخر بطرق القرية ومداخلها المرصوفة، والمضاءة بإضاءة حديثة (صوديوم، وهولجين، وميتالايت) فضلا عن أن القرية تعتمد علي خطة نظافة تقوم عليها جمعية تنمية المجتمع عن طريق تحصيل أجر زهيد لا يذكر.
أما مساجد القرية الخمسة فهي لا تقتصر علي استقبال الأهالي أثناء الصلاة فقط، ولكنها دور خدمة للقرية، يتم بداخلها حل الخلافات، وجمع التبرعات برقابة من أفراد القرية، وميكروفون المسجد لا يجعلنا ننتظر المسئولين لحل مشكلة بسيطة مثل إصلاح عطل في محول الكهرباء أو تغيير سلك تالف أو ماسورة مياه مكسورة، فقط ننادي الناس للاجتماع ونجمع المبلغ المراد تحصيله ونذهب علي الفور لموقع المشكلة وإصلاحها.
يشدد المهندس فتحي علي أن المساجد بعيدة كل البعد عن السياسة، وأن أهالي القرية لا يسمحون لخطيب أو لأحد أيا كان بممارسة السياسة داخل الجامع الذي يتحول في بعض الأحيان لغرفة عمليات يتم بداخله تلقي المساعدات للبلاد الإسلامية المنكوبة مثل الصومال وغزة في أوقات الحرب عليها، فإذا كانت التبرعات نقدية يتم تسليمها بإيصال وإذا كانت عينية تحمل عن طريق مندوب إلي القوافل الذاهبة إلي هناك.
أما مشكلة البوتاجاز التي تهدد المواطنين بين الحين والآخر فيقول إنهم تغلبوا عليها منذ زمن ولا يشعرون بأي أزمة مثلما يشعر بها غيرهم، وذلك عن طريق " الكارت الذهبي" وقيمته 6 جنيهات لتصل الأنبوبة إلي صاحبها في أقل من 24ساعة.
ويرجع فتحي السلام الذي يخيم علي القرية إلي أنهم أبناء عمومة ينتمون لجد واحد، ويعملون دائما علي نبذ العنف فيما بينهم، وغرس القيم النبيلة التي تتفوق علي الأشجار في طرحها!
يتذكر جده الأكبر »وهب« وكيف كان يعرض علي الشباب القادمين إلي القرية قطعة أرض وزوجة في مقابل الإقامة فيها، حتي أنشأ هذا العمار الذي وجد من أبنائه من يستغله ويحوله إلي قطعة من الجمال تتفوق علي الريف الأوربي!
ولا ينسي أن يذكر مدرسة كفر وهب التي حصلت علي شهادة الجودة في مرحلتيها الابتدائية والإعدادية وهو ما لم يحدث مع أي مدرسة من مدارس الجمهورية، ويتسابقون هذا الأسبوع للحصول علي الجودة في رياض الأطفال.
أسأله عن الحديقة المستطيلة التي تقسم الشارع الرئيسي بالقرية فيقول إنها كانت في السابق مجرد مصرف مليء بالقاذورات، والحيوانات الميتة، وأكوام الزبالة التي تغطي سطحه، فكان مصدرا من مصادر التلوث وجاذبا للناموس والحشرات، فقمنا بردمه بمساعدة المسئولين وإقامة صفين من الأشجار علي جانبيه وزراعة النجيل والزهور بداخله ليتحول إلي هذه الحديقة المسورة التي تراها تفيض بالبهاء.
أما الشكوي الوحيدة التي وجدناها في القرية فكانت صاحبتها هالة عبد الفتاح علي -موظفة بالجمعية الزراعية- واشتكت من الناموس الذي ينتشر في ليل الصيف دون أن يجد من يردعه!
إلا أن المهندس فتحي ينفي الأمر قائلا: إن أشجار النيم وسرو الليمون تقاوم الناموس وتطرده عن طريق إصدار روائح كريهة لا يتقبلها ولا يشعر بها الناس، أما مسك الليل فهو يفرز عطره ليستنشقه جميع أهالي القرية التي تبلغ مساحتها 103 أفدنة، وهي قرية مستطيلة عرضها حوالي 300متر علي طول كيلو متر، وتشتهر بزراعة الموالح، وتصديرها.
لا يوجد لدينا أمي واحد، وأول بيت في القرية يوجد به 8 أساتذة جامعة، وبالتالي فإننا نمتلك فكرا مستنيرا، أما جمال القرية فيجذب إليه شباب القري المجاورة الذين يتسكعون في ساعات النهار ويتشاجرون مع شبابنا المسالم.
ويوضح أن جمعية تنمية المجتمع تعمل علي جمع القمامة يوميا من الشوارع، وهذه الجمعية مقامة علي ثلاثة طوابق وتحتوي علي شهادات ودروع من مختلف الأنحاء منها درع رجل البيئة للدكتور مجدي عبد المقصود، إلا أن عبد المقصود رفض تسلمه، وأخطر المحافظ رسميا بامتناعه عن مقابلة السفير الأمريكي لأن أمريكا في ذلك الحين كانت تجتاح العراق، وحين ضغط عليه الناس أرسل مندوبا بالنيابة عنه ولم يذهب بنفسه!
وقبل أن يختتم كلامه يتحدث فتحي عن مركز الشباب وملعبه الذي يضاهي ملاعب الأندية الكبري ويؤكد أننا حين ندخله سنظن أننا بداخل أحد الأندية الخاصة!
في طريقنا إلي مركز الشباب وجدنا جمعية تنمية التي استقبلنا علي بابها رئيس مجلس إدارتها أحمد حسن وهب رئيس جمعية تنمية المجتمع وأصر علي أن نتجول داخل المكان لنشاهده عن قرب.
يعدد حسن خدمات الجمعية فيذكر منها مكتب تحفيظ القرآن ومركزا للتكنولوجيا متصلا بالإنترنت أقيم منذ عشر سنوات إلا أن الطلب ضعف عليه الآن بعد أن غزت أجهزة الكمبيوتر المنازل وأصبحت وصلات النت في كل بيت. أما النادي النسائي فهو يقوم بعمل مخبوزات وفطائر و كعك وبسكويت كما يوجد أيضا مشغل للتطريز ويتم البيع بسعر رمزي.
وعن رد فعله باختيار اليونسكو لقريته كفر وهب كأفضل قرية عربية يقول: لم نقم بأفعال خارقة!.. وكل ما فعلناه ونفعله هو الواجب.. إننا نتحدي الأزمات عن طريق توحد الكلمة وحضور الضمير!.. فمشكلة الخبز مثلا تم حلها عن طريق إقامة الجمعية لمخبز نصف آلي منذ سنين عديدة، وفصلنا الإنتاج عن التوزيع فحصل كل بيت علي ما يكفيه وزيادة، ونفس الشيء حصل مع الأنابيب التي لم يزد سعرها في أوقات الأزمات عن 6 جنيهات.
عدد أفراد الجمعية العمومية 150 فردا وخدماتها تصل لجميع أهالي القرية البالغ عددهم ما يقرب من 3000 مواطن.
نحن نعمل من أجل أهلنا ولا ننتظر المديح، لا ننظف شوارعنا بهدف المنظرة أو الحصول علي شهادة استحسان من المسئولين، ولا نعاني من أزمة ضمير وتوحدنا سر جمالنا!
بجانب الجهود الذاتية فإننا نتلقي مساعدات من الجهات الرسمية.. وأكد أن ما تحتاجه القرية هو دخول الصرف الصحي مثل غيرها من القري المجاورة: أجهور الرمل وعرب الرمل ومنشية دملو وكفر أشليم وقد تحدثنا كثيرا مع كثير من المسئولين ولم نتلق إلا الوعود!
وعن الأسر الفقيرة قال إن الأهالي يجمعون تبرعات لمساعدتهم وتخفيف الحمل عنهم.
وداخل ملعب كرة القدم وجدنا الكابتن صلاح وهب رئيس مجلس إدارة مركز شباب كفر عبده وكفر وهب يتفقد أرضيته مع موظفين يقومون بأنفسهم بنظافة المكان الذي لا يوجد به سوي عامل نظافة واحد معاق.
يقدم لنا صلاح الموظفين ويطلب منا تدوين أسمائهم بوصفهم الجنود البواسل الذين لا يدخرون وسعا لتنمية المركز واعتباره بيتهم، وهو ما يجعلهم يخلعون ملابسهم ويقومون بتنظيفه بأيديهم، فضلا عن نشاطهم الدءوب الذي جعل المركز يحصد بطولات عديدة ويصبح مزارا لأطفال المدارس لمشاهدة جماله وتناسقه.
يعرفنا مدير المركز مخلص محمد سليمان، علي العاملين معه: بكري سليمان مشرف إداري، ومصطفي محمد أحمد الزيات مشرف مكتبة، وأحمد طه مشرف مالي، ومصطفي ترك، أمين مكتبة، وصفاء محمد مشرفة إدارية إضافة إلي العامل فيصل عبدالعزيز بيومي.
وأثناء متابعته لأطفال يلعبون الكرة بجانبه يحدثنا صلاح عن إنجازات المركز وحصوله علي المركز الأول في كرة السلة وفي اللجنة الثقافية علي مستوي محافظة المنوفية، ويجعلنا نشاهد ملعب الكرة الطائرة قبل أن يدخلنا صالة "الجيم" المقامة بالجهود الذاتية، ومركز تكنولوجيا .
ويناشد رئيس مجلس إدارة المركز المسئولين لإقامة ملعب كرة قدم خماسي وقاعة للأفراح حتي يتمكن من توفير إيرادات بإمكانها الارتقاء وتطوير المكان.
وقبل أن نغادر القرية يصر المهندس فتحي وهب علي أن يصطحبنا إلي مزرعته لنقطف البرتقال من شجر قصير تشابكت أغصانه في جمال أجبرنا علي الانحاء له ونحن نمر من تحته ونتسابق لقطف الثمار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.