فصائل عراقية تعلن استهداف مصفى حيفا النفطي بالمسيرات    4 شهداء جراء استهداف الاحتلال منزلًا لعائلة "الحلقاوي" وسط رفح الفلسطينية    رضا عبد العال: «حسام حسن كان عاوز يفوز بكأس عاصمة مصر عشان يستبعد محمد صلاح»    هدى الإتربي تفاجئ جمهورها بإطلالتها في مهرجان كان (صور)    رئيس تتارستان: 20 مليون مسلم داخل روسيا ولدينا خبرات فى تشييد الطائرات والسفن    بعد الارتفاع الجديد.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الخميس 16 مايو بالبورصة والأسواق    الانخفاض يسيطر.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس 16 مايو بالمصانع والأسواق    ارتفاع حصيلة العدوان على مدينة طولكرم بالضفة الغربية إلى 3 شهداء    نشرة التوك شو| :تفاصيل تخفيض قيمة التصالح حال السداد الفوري وأسباب تراجع سعر الدولار في البنوك    قدم الآن.. خطوات التقديم في مسابقة وزارة التربية والتعليم لتعيين 18 ألف معلم (رابط مباشر)    «بسمة».. فريسة نوبات الغضب    فوائد تعلم القراءة السريعة    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟ أمين الفتوى بجيب    وزير النقل يكشف موعد افتتاح محطة قطارات الصعيد الجديدة- فيديو    بقيادة الملك الغاضب أليجري.. يوفنتوس يتوج بلقب كأس إيطاليا على حساب أتالانتا    تين هاج: لا نفكر في نهائي كأس الاتحاد ضد مانشستر سيتي    رئيس الترجي يستقبل بعثة الأهلي في مطار قرطاج    موعد مباريات اليوم الخميس 16 مايو 2024| انفوجراف    4 سيارات لإخماد النيران.. حريق هائل يلتهم عدة محال داخل عقار في الدقهلية    رسميا.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya جميع الشعب مباشر الآن في محافظة القليوبية    أختي تعاني من انهيار عصبي.. شقيقة ضحية أوبر تكشف آخر تطورات القضية    بعد 40 يوما من دفنها، شقيقان وراء مقتل والدتهما بالدقهلية، والسر الزواج العرفي    تعرف على أسباب نقص معاش الضمان الاجتماعي 1445    طلعت فهمي: حكام العرب يحاولون تكرار نكبة فلسطين و"الطوفان" حطم أحلامهم    غارات إسرائيلية انتقامية تستهدف حزب الله شرقي لبنان (فيديو)    حظك اليوم برج العذراء الخميس 16-5-2024 مهنيا وعاطفيا    الرئيس السيسى يصل البحرين ويلتقى الملك حمد بن عيسى ويعقد لقاءات غدًا    ماذا قال نجل الوزير السابق هشام عرفات في نعي والده؟    طريقة عمل الدجاج المشوي بالفرن "زي المطاعم"    منها البتر والفشل الكلوي، 4 مضاعفات خطرة بسبب إهمال علاج مرض السكر    «فوزي» يناشد أطباء الإسكندرية: عند الاستدعاء للنيابة يجب أن تكون بحضور محامي النقابة    قمة البحرين: وزير الخارجية البحرينى يبحث مع مبعوث الرئيس الروسى التعاون وجهود وقف إطلاق النار بغزة    الدوري الفرنسي.. فوز صعب لباريس سان جيرمان.. وسقوط مارسيليا    أسما إبراهيم تعلن حصولها على الإقامة الذهبية من دولة الإمارات    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    مباشر الآن.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القليوبية    «البحوث الفلكية» يعلن عن حدوث ظاهرة تُرى في مصر 2024    عاجل - الاحنلال يداهم عددا من محلات الصرافة بمختلف المدن والبلدات في الضفة الغربية    أحذر تناول البطيخ بسبب تلك العلامة تسبب الوفاة    شريف عبد المنعم: مواجهة الترجي تحتاج لتركيز كبير.. والأهلي يعرف كيفية التحضير للنهائيات    «الخامس عشر».. يوفنتوس يحرز لقب كأس إيطاليا على حساب أتالانتا (فيديو)    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    ماجدة خير الله : منى زكي وضعت نفسها في تحدي لتقديم شخصية أم كلثوم ومش هتنجح (فيديو)    تعرف على رسوم تجديد الإقامة في السعودية 2024    بداية الموجه الحارة .. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم الخميس 16 مايو 2024    وزير النقل يكشف مفاجأة بشأن القطار الكهربائي السريع    هولندا تختار الأقصر لفعاليات احتفالات عيد ملكها    رئيس تعليم الكبار يشارك لقاء "كونفينتيا 7 إطار مراكش" بجامعة المنصورة    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    سعر الزيت والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الخميس 16 مايو 2024    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    انطلاق معسكر أبو بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية للأئمة والواعظات    جامعة كفر الشيخ تطلق قافلة طبية وبيطرية بقرى مطوبس    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    ب عروض مسرحية وأغاني بلغة الإشارة.. افتتاح مركز خدمات ذوي الإعاقة بجامعة جنوب الوادي    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طلاب مصر غاضبون
نشر في آخر ساعة يوم 09 - 04 - 2013

أعد الملف: : عبدالصبور بدر - مروة أنور - حسن حافظ علا نافع - ياسمين عبدالحميد
تسببت واقعة تسمم أكثر من550 طالبا في المدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر الأسبوع الماضي، في اندلاع ثورة غضب في صفوف طلاب الجامعات المصرية، اعتراضا علي الأوضاع المتردية للمدن الجامعية التي تنتشر فيها الحشرات والأمراض.
وتتصاعد أزمة الطالب في ضوء ارتفاع نسبة الزواج العرفي في الأوساط الطلابية بصورة مفزعة قدرتها بعض الدراسات بنحو 100 ألف حالة، بينما يدخل الجنس الناعم علي خط الأزمة مع الخلافات المستمرة التي تقع في المدن الجامعية للبنات بين الطالبات المتبرجات وغيرهن من المنتقبات.
إنه العالم الخاص بطلاب مصر في الجامعات والمدن التابعة لها. ترصده آخر ساعة في سياق الملف التالي..
بعد واقعة (تسمم الأزهر)
الجرذان تنتشر في أرجاء المدن واكتشاف إصابات بالسل
قبل حادث التسمم الأخير الذي وقع داخل المدينة الجامعية بالأزهر وأصيب فيها 550 طالبا كانت هناك مؤشرات تنذر بقدوم هذه الكارثة فقد نظمت مجموعة من الطالبات اعتصاما مفتوحا لاكتشاف حالات إصابة بمرض السل وانتشار الجرذان داخل المدينة مطالبين بتعقيمها وتطعيمهن خوفاً من تفشي الأمراض ولكن لاحياة لمن تنادي هذا في نفس الوقت الذي نظم فيه عدد من طلبة كليات جامعة عين شمس وقفة للتنديد بالإهمال والأمراض التي تفشت بالمدن الجامعية وخلال العام الماضي تم تقديم طلب إحاطة الي البرلمان طالب بضرورة النظر في الأحوال الصحية والإهمال المتدني الذي وصلت إليه المدن الجامعية.
(آخر ساعة) قامت بجولة داخل المدن الجامعية ومن علي ألسنة الطلاب نكشف واقع الأوضاع الصحية بداخلها، ومن داخل جامعة الأزهر تقول مني عبدالقادر (طالبة بالفرقة الرابعة كلية صيدلة)، قبل أن يقع حادث التسمم الذي أصيب فيه العديد من الطلبة سبق وظهرت حالات إصابة بمرض السل داخل المدينة ونظمت الطالبات إضراباً عاماً في ساحة المدينة للتنديد بالأوضاع السيئة وكانت هتافاتهن تحت عنوان "دي مش إشاعة.. دي حقيقة" وذلك بعد إصابة الطالبة " فوزية " بكلية الهندسة والتي كانت تسكن في مبني (ه) بمرض "السل" وتكتمت الإدارة علي خبر إصابتها بالمرض في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن ظهور أعراض المرض علي أربعة من الطالبات يقمن مع الطالبة المصابة ورفضت الإدارة الطبية بالمدينة الجامعية توقيع الكشف الطبي عليهن.
وتضيف مني الأوضاع الصحية والنظافة الخاصة بالمدينة سيئة للغاية ومن الواضح أنهم كانوا ينتظرون وقوع كارثة للشعور بالطلبة وهذا ليس علي مستوي المدن الجامعية الخاصة بالأزهر فقط وإنما علي مستوي المدن الجامعية عموما.
ووسط موجة الغضب العارمة التي نتجت عن إصابات طلبة الأزهر بالتسمم خرج الآلاف من طلبة المدن الجامعية مطالبين بإعادة النظر في الأوضاع التي وصلت إليها المدن، وداخل المدن الجامعية بعين شمس نظم الطلاب تظاهرة احتجاجية أطلقوا عليها انتفاضة المدن الجامعية ضد الإهمال والأمراض مطالبين بتحسين الأوضاع الصحية ونظافة الأغذية وتلبية الاحتياجات الأساسية. في هذا السياق يتحدث مدحت عبدالقوي طالب بالفرقة السادسة بكلية طب عين شمس قائلا العام الماضي وقبل أن يتولي الرئيس محمد مرسي الحكم سبق وقدم عددا من طلاب المدينة الجامعية بجامعة عين شمس طلب إحاطة إلي البرلمان يوضح حجم الإهمال الصحي والفساد الذي آلت إليه المدن الجامعية بعين شمس وكان هناك آمال لتحسين الأوضاع ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ومنذ ذلك الوقت نقدم طلبات إلي وزارة الصحة ولم تأت بجديد ومن الواضح أنهم كانوا في انتظار حادثه مثل التسمم الذي وقع داخل جامعة الأزهر لاكتشاف الأمراض والأوبئة المعدية بالمدن الجامعية .
وأضاف مدحت: وعندما نتحدث عن الإهمال الطبي في المدينة فحدث ولا حرج فالمركز الطبي بالمدينة لا يوجد به أطباء مؤهلون وإذا أصيب أي طالب فإن الطبيب يخبر الطلاب بأن يساعدوه أو يأتوا له بأي دواء دون أن يشخص المرض.
وتلتقط منه طرف الحديث عزة محمود طالبة بالمدينة الجامعية جامعة عين شمس، الاهتمام لايظهر إلا عند وقوع كارثة. أما غير ذلك فنحن لانشعر بآدميتنا داخل المدينة، الأغذية ملوثة والحشرات تجوب أركان الغرف والروائح الكريهة لاتفارق الأنف وغير ذلك لا تتواجد أجهزة كافية من الأمن داخل المدينة ونحن معرضون للسرقة في أي وقت كان الجميع يتوقع أن تتحسن الأوضاع بعد الثورة لكن العكس صحيح الأمر ازداد سوءاً.
وتقاطعها مها أحمد (طالبة بالمدينة الجامعية عين شمس وزميلتها بالغرفة): لا نشعر بآدميتنا داخل المدن الجامعية يكفي أن تري الأوضاع التي وصلت إليها دورات المياه والحجرات التي تسكن فيها الجرذان والحشرات قبل الطلبة والجو العام للمدينة يسبب الاكتئاب وهناك دائما نقص في العمالة سواء الخاصة بالتغذية أو الإسكان والنظافة مما يترتب عليه تردي الأوضاع داخل المطاعم وانتشار الحشرات بها .
ويقول موسي المحمدي (طالب بكلية الحاسبات والمعلومات)، بصراحة المسئولون في المدينة مش حارمينا من حاجة الوجبات بالحشرات والديدان، واللحوم والفراخ بدمها ومعظم الطلبة أصيب بأمراض مع العلم أن كل طالب يدفع 120 جنيها لتحسين الخدمات ولكن عندما يتعطل أي شيء من الحجرة يقوم الطالب بتصليحه علي حسابه الخاص سواء كانت لمبة أو كرسيا حيث لا توجد أي أعمال صيانة بجميع غرف المدينة ويضطر كل طالب أن يأتي من محافظته ومعه بطانية ومخدة ومفرش سرير خاصة به، مؤكدا وجود بطاطين ومخدات ومفارش ومراتب في المخازن بالمدينة ولا يستفيد بها الطلاب بالاضافة إلي أنهم لايقومون بتشغيل السخانات في الشتاء ولا تركيب المراوح في الصيف علي الرغم من وجود 4000 مروحة بمخازن المدينة وكل طالب يدفع 200 جنيه تأمين.
وتطالب نورا محمد (طالبة بجامعة عين شمس) بضرورة تغيير الأوضاع التي وصلت إليها المدن الجامعية من خلال الميزانية المخصصة لها والاهتمام الأكبر بالمراكز الصحية والإشراف علي الطعام وتوفير عربات إسعاف وأخري للمطافيء لتفادي حدوث كوراث جديدة، كما أن الأمن غير متوفر إلا علي البوابات الرئيسية فقط وهذا لايمنع وقوع حوادث بالداخل.
ويطالب محمود مصطفي (طالب بالمدينة الجامعية)، بتشكيل اتحاد طلاب للمدينة الجامعية للدفاع عن حقوق ومراقبة الميزانيات التي تصرف للمدينة دون استفادة طلاب المدينة المقيمين بها.
ويتابع: وسوف ننظم الآن اتحادا عرفيا داخليا يراعي حقوق الطلبة وطلباتهم.
من جانبه يوضح محمد حسانين رئيس لجنة التغذية بمجلس طلاب المدن الجامعية في جامعة القاهرة، أن الإهمال والأمراض أصبحا عنوان المدن الجامعية دون استثناء إلي جانب عدم وجود الأطباء وعدم توفير الأجهزة والأدوية اللازمة للعلاج داخل المراكز الصحية فعند شعور أحد الطلاب داخل المدينة بالإعياء يكون أمامه طريقان، أما أن يجد العيادة مغلقة معظم الوقت أو يجدها مفتوحة والأمر لايختلف كثيرا يقابله ممرض وليس طبيبا ويعطيه نوعين من الدواء يصفهما لجميع الأمراض
بعد نجاحهم في الثانوية العامة يشد الطلاب رحالهم إلي كلياتهم المختلفة، أصحاب المجاميع المرتفعة – من البلاد البعيدة - يتم قبولهم في المدن الجامعية. فيجدون أنفسهم داخل بيت كبير لا يشبه ذلك الذي أتوا منه، حيث لا وجود لأب وأم يتم استبدالهما بنظام دقيق، وقوانين صارمة يقوم بتطبيقها مشرفون لا يقبلون من أحد الخروج عليها أو العبث بها.
يعاني الطلاب – ولا سيما البنات – من الليلة الأولي التي يقضونها بعيدا عن الأهل، وينامون فيها بداخل غرف تحتوي علي أنماط مختلفة لبشر قادمين من بيئات متنوعة، وكل منهم يحمل ثقافته، ولهجته، وخبرة حياة قليلة لا توفر له الطمأنينة في التعامل مع الآخر، ليبدأ التعايش بمراحله المختلفة: جس النبض، وتبادل الأفكار، وتكوين صداقات قالوا لنا إنها تعتمد في كثير من الأحيان علي الإحساس، وتقوم علي العصبية، وتكتسب استمراريتها من التجربة.
وداخل مدينة الطلاب بجامعة حلوان جلست آخر ساعة إلي شباب في أعمار متقاربة، لتكشف كيف يتعايش هؤلاء الطلاب مع بعضهم البعض رغم حدود الثقافات، والبيئات، واللهجات، والدين!
في طريقنا إلي مدينة البنات تمني بهاء مختار أمين جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب وجود قانون في التنسيق يقضي بأن يشغل أبناء كل محافظة أماكن الكليات الموجود فيها، علي غرار ما يحدث لطلبة كليات التربية، قال إن ذلك سيوفر لأولياء الأمور الطمأنينة علي أولادهم ونفقات ذهابهم إلي المحافظات البعيدة، وتوفر للدولة مبالغ طائلة.
وأضاف بأن تكلفة الطالب الواحد في المدينة الجامعية تصل إلي 1450جنيها في الشهر، يدفع الطالب منها 60جنيها فقط مما يكلف الدولة في جميع المدن الجامعية أكثر من 3.2 مليار جنيه في العام الواحد!
فاذا تحقق ما أقول وتم توفير جامعة في كل محافظة فإن ذلك يعني أيضا تقليل عدد الطلاب في المدن الجامعية بنسبة 10٪ علي الأقل لن يكونوا في حاجه إلي المدينة الجامعية نتيجة لقرب إقامتهم من الجامعة، وبالتالي سنجد خدمة أفضل فضلا عن الجودة.
وقبل أن ندخل إلي مدينة البنات يؤكد مختار أن مشاكل الطالبات أقل بكثير من الطلبة ويرجع ذلك إلي وسيلة التربية التي تتبناها الأسر المصرية للبنت من حيث الاحتواء والحزم والالتزام.
وفي غرفة المشرفة وجدنا في انتظارنا فتيات من بيئات مختلفة حكت كل منهن عن حياتها داخل المدينة وإحساسها الصعب بقضاء اليوم الأول وطريقتها في اختيار الأصدقاء والتعامل معهن.
بدأت إيمان محمود طالبة الفرقة الثانية بكلية الصيدلة الحديث قائلة: أنا من البحيرة! الشعور الأصعب داخل المدينة كان في اليوم الأول الذي اجتزته باختيار من سيسكنون معي داخل الغرفة، اخترت من أشعر نحوهما براحة نفسية، كنا قد التقينا من قبل أمام مكتب التنسيق ووجدت فيهما اتفاقا في الطباع وتفاهما رغم أن الأولي من كفر الشيخ والأخري من الغربية.
لاحظت اختلاف اللهجات بيننا، وكانت هذه النقطة مصدرا لكثير من القفشات.
لا تنكر إيمان أن أهلها نصحوها كثيرا بعدم الاقتراب والاختلاط بدرجة كبيرة بالآخرين وأن يكون تعاملها في حدود المسموح به مع عدم الإفصاح بأسرارها لأي شخص مهما كان!
ذكرت وجود مشاحنات تحدث بين سكان الغرفة الواحدة نتيجة ضغط الامتحانات وافتقاد الأسرة، وهو ما يؤدي إلي العصبية أحيانا.
وتقول إنها استفادت من حياتها داخل المدينة: تعلمت الصبر والاعتماد علي النفس!
وتحذر زميلتها في نفس الفرقة والغرفة سهام يسري التي أتت من كفر الشيخ من أن العلاقة في المدن الجامعية تعتمد علي المصلحة بنسبة كبيرة!
وتتعجب من زميلاتها اللاتي يؤكدن أن العلاقات داخل المدينة لن تستمر وهدفها المذاكرة.. مع أنني كنت أحلم بتكوين صداقات حقيقية واعتقدت أن الغرفة هي بيتي ووجدت عكس ذلك تماما.. ففي الغرفة التي أسكنها لا أحد يشعر بحالي فأحس بالوحدة وحين أعاني من مشكلة لا أجد من أتحدث إليه وهو ما يجعلني أفتقد الأسرة.
وعن تكوين الصداقات والانتماء لشلة معينة تقول إيمان: الطيور علي أشكالها تقع بمعني اللي زي بعض بيتلموا علي بعض ولكن أهم شيء الطبع ولا يجب أن ننظر إلي ملابس الفتيات علي أنها عنوان لأخلاقهن.
وتقارن المشرفة هدي سعد بين سلوك البنات في الكليات العملية التي تحتاج إلي تركيز وغيرهن من بنات الكليات النظرية ممن يقوم اهتمامهن علي مظهرهن من لبس لمكياج علي مدار السنة.
وتكشف عن وجود فتيات يأتين من بيئات محافظة بملابس محتشمة يتم استبدالها في الجامعة بأخري أكثر انفتاحا علي الموضة، ولكن عند سفر الواحدة منهن إلي أسرتها تلبس نفس الرداء الذي أتت به حتي لا يتم توبيخها وانتقاد سلوكها.
وتركز الطالبة مها عباس من كفر الشيخ علي مسألة اللهجة واختلافها من بيئة لأخري وهو ما جعلها تغير من لكنتها لتتعامل بانسيابية مع المحيطين بها.
وترجع بذاكرتها إلي الليلة الأولي في المدينة والتي قالت إنها لن تنساها أبدا: كان لها تأثير صعب للغاية..لم أفعل أي شيء سوي البكاء! فلم أحتمل البعد عن أهلي واستمر ذلك الشعور فترة طويلة وصلت لشهر، فكنت أضغط علي نفسي حتي أتأقلم مع هذه الحياة الجديدة. ولكن وجود زميلاتي في هذه الغرفة خفف عني معاناتي فشعرت بعد ذلك بالراحة والأمان .
وتضيف بسمة عبد الحميد محمد بكالوريس هندسة من البحيرة أن بعض الفتيات من محافظات معينة من الصعب التعامل معهن!.. وهذا جعلني في حاجة إلي فهم قبول الآخر والتعايش معه.
وتحكي عن صعوبة وجدتها في البداية نظرا لبعدها عن الأهل: قبل أن آتي إلي هنا كان كل عالمي ينحصر في أسرتي ومدرستي، وجئت هنا لأجد عالما آخر يختلف في لهجاته وطريقة التعامل والثقافة ولكن مع مرور الوقت رضيت بالأمر الواقع.
وترفض سماح إبراهيم - طالبة منتقبة بالفرقة الأولي بكلية العلوم– السكن في غرفة واحدة مع المسيحيات وتفضل التعامل معهن في إطار الزمالة عن بعد.
ومن السعودية جاءت نورا فتحي البيومي الطالبة بكلية الصيدلة: نشأت بالدمام في أسرة مصرية ولم أنزل مصر من قبل وحين التحقت بالجامعة لم يكن لدي أي انطباع عن مصر وشعرت حقيقة باختلاف كبير في الحياة بينها وبين المملكة. في كل شيء سواء الملبس أو المعاملة أو اللهجة وحتي طريقة التفكير وكل ذلك في كفة وعدم رؤية الأهل في كفة أخري. والأصعب كان في التعامل مع الشباب داخل الحرم الجامعي .. لم أتعامل مع رجل من قبل باستثناء والدي.. في الدمام لا يوجد مدرسون ولكن مدرسات!
وتلخص فاطمة فرحات الطالبة بكلية الصيدلة أن المدينة الجامعية بالنسبة لها صدمة، وخبرة، واعتماد علي النفس.
قالت إن الصدمة في اختلاف الثقافات والتعامل وتبادل النظرات والخبرة في الدراسة والمذاكرة والأهم هنا الاعتماد علي النفس في كل شيء.
أما المدينة الجامعية بالنسبة لياسمين مصطفي ثانية صيدلة هي من أكثر الأشياء التي تكرهها في حياتها وترجع ذلك إلي صدمتها في كثير من الصديقات ممن سببن لها المشاكل.
مدينة الطلبة
وإذا كانت المدينة الجامعية بالنسبة للفتيات صدمة فإنها فرصة لتكوين مجتمع مثالي، بديل مناسب لأسرة يختارون فيها أفرادها!
يبدأ اسلام فارس محمد الطالب بكلية الهندسة الحديث: عندما جئت من بني سويف لألتحاق بجامعة حلوان فوجئت في العام الأول برحيل والدي ووالدتي مما أثر علي حياتي بشكل كبير في حين كنت علي أبواب الامتحانات ولكن أصدقائي هنا وقفوا بجانبي ولم يتركوني لحظة واحدة وكانوا يستذكرون لي دروسي بينما أقوم بالإصغاء لهم.
ويضيف: لقد حصلت علي تقدير جيد جدا مما جعل أواصر الصداقة تنمو بيني وبين زملائي فاعتبرتهم إخوتي، في حين أن العلاقة حاليا بيني وبين أهلي تقتصر علي السؤال بالتليفون.
ويري حسام حسين مصطفي ثانية هندسة أن الاختلاف في العادات والتقاليد يجعل الطالب في المدينة مؤهلا لاكتساب خبرة حياة ويقول: كان لدي الرغبة في التعرف علي أشخاص من محافظات أخري والتعامل معهم عن قرب ويؤكد أن الاختلاف في طبع الإنسان وليس البيئة القادم منها!
أما عادل فوزي بكلية الهندسة من محافظة الشرقية فيحكي عن وضع وصفه بالصعب في بداية التحاقه بالمدينة: لم يكن من السهل عليّ أن أترك بلدي وأهلي وأصدقائي ولكن مع مرور الوقت وجدت في الجامعة أصدقاء وفوجئت بأن الموضوع أبسط مما اتخيل وعلي الإنسان أن ينفتح علي العالم الآخر.
ويطالب محمد حسين رئيس اتحاد طلاب كلية الآداب إدارة الجامعة بالاهتمام بالمدينة خاصة من ناحية الأمن و النظافة لتوفير العيشة المتكاملة السليمة وحذر من أنه إن لم تستجب الإدارة فسيحدث انقلاب وتمرد من الطلاب علي إدارة الجامعة!.
وقال حسام الدين قطب رئيس اتحاد طلاب كلية العلوم: لا يوجد مكان يجتمع فيه شباب في مثل سننا ويخلو من المشاكل وأوضح أن السياسة لم تستطع إفساد الصداقة وكل ما يدور بيننا من نقاشات لا يتعدي الاختلاف في الرأي.
ومن جنوب السودان التقينا بالطالب ملوك مدين الذي قال: لم نكن في بلادنا نري المصريين سوي بالتليفزيون، والغالبية منا لا تفضل مصر لأن أهلها لا يفهمون لهجتنا
انتفاضة المنتقبات علي قيود الجامعة
»يا دعاة الحرية هل ثيابي رجعية«!!؟
"أقسمت بالله الذي برأ الوجود وما لنا رب سواه لن أخلعه وإن آذوني أو سبوني أو رموني في فلاة لن أخلعه، إني كعائشة المصونة أم عبدالله وحفصة وخديجة وسمية قدوات كل فتاة سأظل ألبسه ولن أخلعه ما بقيت حياة"، بتلك الكلمات صرخت منتقبات جامعات مصر ولم ينصت لهن أحد، فهن كغيرهن من الفتيات لهن الحرية الكاملة في الكشف عن وجوههن أو لا، تتزايد الاعتصامات والاحتجاجات وقت الامتحانات بيد أن المراقب يرفض إدخالهن للجان إلا بعد الكشف عن وجوههن، وهذا ما ترفضه بالطبع كل الفتيات .
اختلف الوضع الآن ليصبح الكشف عن وجه الفتاة صكا لابد من دفعه قبل الدخول لأي مكان حتي إلي المدينة الجامعية فيرفض رجال الأمن بالمدن دخول الفتاة قبل الكشف عن وجهها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد نظمت طالبات جامعة عين شمس وقفات احتجاجية للمطالبة بفصلهن عن الفتيات غير المسلمات حتي يتسني لهن خلع الحجاب داخل الغرف.
»أين الحرية يا دعاة الحرية هل ثيابي رجعية؟!« هذا ما قالته إحدي الطالبات المنتقبات، أثناء حديثنا معها لتؤكد أن غرفتها بالمدينة الجامعية لا تروق لها حيث تسكنها فتيات متبرجات - حسب قولها - وبالتالي لا تستطيع العيش بحرية وسماع القرآن وممارسة عباداتها التي اعتادت عليها، وتؤكد " ش .ح" أنها ترغب منذ بداية العام الدراسي في ترك تلك الغرفة لتنتقل مع زميلاتها المنتقبات ولكن " لا حياة لمن تنادي" .
»آخر ساعة« تجولت في مدينة الطالبات بالجيزة التابعة لجامعة القاهرة ورصدت مايدور بحجرات الطالبات المنتقبات ونقلت الصورة كاملة وواضحة عن تفاصيل حياتهن اليومية في المدينة الجامعية.
جولة جامعية
الحياة بالمدن الجامعية عادة تبدأ بعد الساعة الثامنة مساء وهو آخر ميعاد لدخول الطالبات إلي المدينة فبعدها يتم إغلاق الأبواب الرئيسية ولايسمح لأي طالبة بالدخول اللهم إلا بعد دفع المعلوم لمسئول الأمن الذي يختلف من شخص لآخر وكثيرا ماتهتم الطالبات بعدم التأخر تحاشيا "للفت النظر" وإرسال مايفيد تأخرها إلي والدها أو ولي أمرها مما قد يسبب لها مشكلات ناهيك عن الحرمان من سكني المدينة بالعام الدراسي القادم إذا تكرر التأخير.
وبعد "التمام" أو وقت مرور المشرفة علي الحجرات للاطمئنان علي تواجد جميع الطالبات بحجراتهن، تنطلق الفتيات ليعشن حياة صاخبة منطلقة بعيدا عن كل القيود الصارمة المفروضة عليهن داخل حرم المدينة وتبدأ جلسات النميمة والوشوشة التي غالبا ماتدور حول سلوك وطباع بعض المشرفات أو العلاقات العاطفية وغيرها من الأحاديث المحببة للنساء.
وقد يتطرقن إلي الحديث عن مواصفات فتي أحلامهن ذلك الشاب الوسيم الذي سيأتي ممتطيا جواده متقلدا سيفه المسلول ويرتدي أبهي حلله ليخطفها ويطير بها إلي عش العصفورة المليء بأجواء الدفء والحنان.
ولكن هناك أنماط مختلفة من الفتيات لايكرسن أوقاتهن في الحديث عن تلك الأحاديث، بل يقبعن بحجراتهن لاستذكار الدروس غير عابئات بما يدور حولهن
.
ممنوع الاقتراب
واذا كنا نتحدث عن البرنامج اليومي للفتيات السافرات أو المحجبات فإن هناك أيضا مجتمع المنتقبات وهو مجتمع أشبه بالجيتو الممنوع علي باقي الطالبات الاقتراب أو التصوير أو إشباع غريزة الفضول فهن محرومات من جنة "الأخوات" حتي يمن الله عليهن بالهداية وارتداء النقاب الذي هو عبادة وليس عادة كما يقول أئمتهن وأساتذتهن الذين ينتمون إلي التيار السلفي. يعشن بمعزل تام، يمارسن طقوسا حياتية مختلفة، يقسمن أوقاتهن مابين العبادات وقراءة القرآن وإعطاء الدروس الدينية لتابعاتهن بعد صلاة العشاء.
وتبدأ جلسات المنتقبات بالحديث عن مزايا النقاب من الوقاية من أشعة الشمس الحارقة مما يساعد الفتاة في الحفاظ علي نضارة وجهها وبشرتها وقد يكون أيضا وسيلة لإغراء الشباب الذي يتحرق شوقا لرؤية مايخبئه هذا النقاب من جمال أخاذ وحسن بارع فيكون إحدي وسائل اصطياد العريس المتدين والملتزم.
وإذا شعرن بميل الفتاة واقتناعها بتلك الأحاديث ولو بنسبة ضئيلة يقررن تكثيف الجلسات وتملق الفتاة ببعض الهدايا المحببة إلي قلبها كبعض مساحيق التجميل والإيشاربات شريطة أن تحفظها لزوجها المستقبلي حتي لاترتكب إثما بإظهار زينتها لغير زوجها وغالبا ماتكلل تلك المحاولات بالنجاح وتنضم الفتاة إلي صفوفهن.
كما يدعونها للانضمام إلي حلقات الدروس الدينية التي تقام بعد صلاة العشاء والفجر التي عادة ماتتناول القضايا الحياتية من منظور السلفيين وإسداء بعض النصائح والفتاوي المتشددة التي تترسخ في الأذهان مستعينات بكتب شيوخ السلفية كمحمد حسين يعقوب وأبي إسحاق الحويني وغيرهما من العلماء,والملاحظ انهن لايعتمدن أو يلقين بالا بمؤلفات الأزهر الشريف وعلمائه فهم آثمون من وجهة نظرهن لأنهم يدعون إلي مهادنة الأقباط والتسامح معهم ويسافرون لإلقاء المحاضرات العلمية ببلاد الفرنجة وهذا من شأنه تقويض أركان الاسلام من وجهة نظرهن.
والغريب أنهن يضعن نهجا يسرن عليه حتي في طرق إعداد الأطعمة والمشروبات فمشروباتهم المفضلة هي البردقوش والكركديه والتمر الهندي نظرا لفوائدها الصحية الجمة أما الأطعمة التي يقبلون عليها بنهم فتتنوع مابين "الكسكسي والأرز باللبن"كما يتفنن في إعداد الأطعمة الخليجية والسعودية "كالكبسة والبرياني"وغيرها.
ويعتبر مسجد "الاستقامة" بالجيزة الملاصق للمدينة الجامعية أكثر الأماكن المحببة إليهن ويرتدنه بأوقات العطلة والإجازات الرسمية فهذا المسجد يعتبر قبلة السلفيين وكعبة نسائهن كما يقوم أيضا بدور الخاطبة فقد استطاع توفيق عشرات الرؤوس في الحلال وما علي الاخت إلا أن تتفنن في ارتداء أحلي مالديها من ملابس وتوثق أواصر الثقة والصداقة مع أكبر الأخوات سنا والموكلة بتزويج الإخوة والاخوات .
وأكثر »الأخوات« لايجدن مانعا أو حرجا في أن يصبحن الزوجة الثانية أو حتي الرابعة فالله كرم الزوج وأباح له الجمع بين زوجات أربع بشرط العدل بينهن وهو أيضا حل سحري لمشكلة العنوسة التي استفحلت بمجتمعاتنا وأصبحت خطرا يهدده، وتأتي صور الشيخ محمد حسان ومحمود المصري لتداعب خيالهن ويتمنين من الله أن يرزقهن بزوج قريب الشبه من الشيخين لايختلف عنهما في شيء.
بالإضافة إلي رفضهن لمبدأ عمل المرأة منعا للاختلاط غير مأمون العواقب حتي لو حصلت علي أعلي الشهادات والدرجات العلمية فالله قد كرم المرأة ببيتها وزوجها وجعلها ربة هذه الأسرة والمسئولة إما عن نجاحها أو فشلها ويستمتن في إثناء مريداتهن عن فكرة العمل ويدللن علي صحة كلامهن بأحاديث شريفة ومقولات مأثورة عن بعض الشيوخ.
وحتي بعد انتهاء العام الدراسي لا تنقطع العلاقات بين الأخوات المنتقبات حيث يتبادلن الاتصالات التليفونية والرسائل البريدية وغيرها وعادة مايتبادلن الهدايا قبل انقضاء السن الدراسية والتي غالبا ماتكون عبارة عن بعض الكتب والأذكار يكتبن علي صدر صفحاتها عبارات الثناء والدعاء بسداد الخطي والسير علي درب الهدي ويتلهفن لبدأ سنة جديدة بأجندات مختلفة.
الزواج العرفي كارثة اجتماعية داخل أسوار الجامعة!
أزمات متكررة ومصائب مدمرة للأسر، وعار يوصم به كل من انجرف إلي هذا النفق المظلم، فالداخل فيه مفقود والخارج منه مولود، هذا ما يتسبب به "الزواج العرفي "، تلك الظاهرة التي لم تطرأ حديثاً علي مجتمعنا فالجميع يعرفها وقليل منا مر عليه تلك التجربة إما أقارب أو أصدقاء أو ما نسمع به كل فترة عن العواقب الوخيمة التي تنتج عنه .
هذه ليست المرة الأولي التي تطرق فيها "آخرساعة" أبواب الزواج العرفي لتعرف الكثير عن هذا العالم المحيط بالأسرار والغرائب، وقررنا أن نسلط الضوء علي طلبة الجامعات خاصة – ساكني المدينة الجامعية – فهم الأكثر عرضة لخطر "العرفي"، الذي بات سهلاً للغاية فبإمكان أي طالب في الجامعة أن يحصل علي العقد إما من المكتبات المجاورة للجامعة، أو بطبعه عبر الانترنت، وبذلك " يعيش حياته" ويمارس ما تهواه نفسه دون رقيب أو حسيب .
هذا النوع من الزواج لم يكن وليد اللحظة إنما انتشر في المجتمع منذ عشرات السنين حتي تفشي في المجتمع مثل الوباء وبعد أن كانت هذه الظاهرة المخيفة تنتشر بين طائفة عمرية واحدة مثل الأرامل والمطلقات اللائي يردن الحفاظ علي مكسب ما ربما يضيع عندما يصبح الزواج علي يد مأذون أصبح ينتشر بين طلبة وطالبات الجامعة مثل النار التي تسري في الهشيم فأصبحنا نسمع عن نسب مخيفة صادرة عن المراكز البحثية المختلفة وأرقام مزعجة بالآلاف تعلنها محاكم الأسرة من وقت لآخر أصحابها هم ضحايا هذا الزواج من النساء صغيرات السن يطلبن فيها إما إثبات الزواج الذي أتي علي ورقة كراس أو إثبات نسب أطفال هم الذين يدفعون الثمن في النهاية.
نصف مليون شاب وفتاة
500 ألف حالة زواج عرفي سنوياً، هذا ما أكدته الدراسة التي أقرها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، الدراسة أجريت علي 2700 من طلبة الجامعات المركزية منها جامعة القاهرة والمنوفية والمنيا وعين شمس وحلوان والاسكندرية وجامعة الأزهر أما جامعات التعليم الخاص منها جامعة 6 أكتوبر والمودرن أكاديمي والأكاديمية البحرية وأكاديمية طيبة الدراسة أشارت أن آباء مايقرب من نصف العينة يعملون في مهن ووظائف تخصصية ويتراوح دخل الأسرة ما بين ألف وألفي جنيه، فيما قدرت دراسات أخري حالات الزواج العرفي في الجامعات المصرية بنحو 100 ألف حالة.
وطالبت الدراسة بضرورة توعية الآباء لأبنائهم وتنشئتهم علي أسس سليمة وصحيحة علي القيم الأخلاقية والدينية لأنها من أهم الأساليب للقضاء علي الانحراف والأنماط السلوكية السلبية المنتشرة في المجتمع وضرورة وجود القدوة، لافتين إلي أن الفتاة هي أكثر الأطراف تضررا من هذه العلاقة خاصة عند محاولة الزواج مرة أخري، حيث تبين أن غالبية الشباب من عينة الذكور أفادوا برفضهم الارتباط بفتاة سبق لها الزواج عرفيا سراً، هذا إلي جانب تعرض الفتاة إلي أمراض نفسية مزمنة مثل الاكتئاب والقلق والتوتر طوال الوقت مما يدفعها إلي الانتحار!
المشاركة هي الحل
وقد اقترحت الدراسة بعض الحلول والتوصيات لمواجهة الزواج العرفي السري بين طلبة الجامعة.. والتي ينبغي أن تتضافر جهود المعنيين سواء كانوا ممثلين للدولة أو ممثلين للمجتمع المدني للقيام بها.. وعلي رأسها مؤسسة الأسرة حيث طالبت الآباء بزيادة الرعاية والمتابعة الأسرية لأبنائهم دون تشدد مبالغ فيه وكذلك توعيتهم بأهمية تقوية العلاقات بين أفراد الأسرة، وتبادل المعلومات والمعارف في الموضوعات المختلفة وخاصة المتعلقة بموضوع الزواج وأهمية حل المشكلات الأسرية من خلال الحوار والتفاهم فيما بينهم، وكذلك عدم مغالاة الأهل في مهور الفتيات وتكاليف الزواج وتشجيع الشباب علي تكوين أسرة في حدود الإمكانات المتاحة.
أما من الناحية القانونية، فقد طالبت الدراسة بضرورة رفض الاعتراف بالورقة السرية ورفض توثيق العقد العرفي السري الذي يتم بصورته الحالية بين الطلبة، وتوقيع عقوبة قانونية علي طرفي العلاقة واعتباره جريمة زني حسب الفتاوي الدينية، وحثت الدراسة الجمعيات الأهلية علي مساعدة الشباب بإقامة المشروعات الصغيرة وإتاحة فرص عمل لهم، والتنسيق مع المؤسسات الحكومية لتوفير سكن للشباب تتلاءم مع إمكاناته.
ساكني المدن الجامعية
دخلنا إلي الجامعة، لنتعرف علي سلوكيات الطلاب بعضهم لبعض وما إذا كانوا يقبلون بهذا النوع من الزواج، بعد ما كشفته لهم الأبحاث والتقارير وكذلك المسلسلات الدرامية من خطورة لهذا النوع وما ينتج عنه من هلاك لا يضاهيه شيء.
تحدثنا إلي سلمي هلالي، طالبة بالفرقة الثانية " آداب آثار" لتؤكد لنا أن الحديث عن الزواج العرفي بات قديماً جداً ، فالجميع أصبح يعرف خطورته ولا يلجأ له أحد – في قسمها علي الأقل -، مشيرة إلي أن الظروف المادية هي التي تجبر الطرفان علي الدخول في هذا النوع .
واختلفت معها في الرأي، راندا لبيب لتؤكد أن الظروف الاقتصادية قد تكون نقمة علي الطلبة والطالبات، فالرقابة تكون قليلة من قبل الأسر، فضلاً عن الحرية الزائدة التي يتمتع بها الطرفان، وتقول لبيب : " الأمر بات سهلاً للغاية بين الطلبة فالجميع في قسمنا يعرف أن " ن.ح، س.م" متزوجان عرفياً والأمر يكون مخفياً فقط علي الأسر ولكن زملاءهم يكونون علي دراية كاملة بالأمر.
ويقول أشرف السيسي، طالب بالفرقة الرابعة كلية التجارة إن الزواج العرفي تفشي بشكل ملحوظ، خاصة بين طلبة المدينة الجامعية، لافتاً إلي بعدهم عن أسرهم جعل من الزواج العرفي مناخا ًجيداً لهم، مشيراً إلي أن ورقة الزواج العرفي يمكن الحصول عليها من أي مكتبة .

الفتيات...ضحايا
أكد الدكتور سعيد عبدالعظيم، أستاذ علم الاجتماع أن من بين أسباب شيوع الزواج العرفي نفقات الزواج التقليدي الباهظة حيث يتوجب علي الشاب تقديم ما يعرف بالشبكة وهي عبارة عن عدد من قطع الحلي الذهبية ومبلغ من المال للفتاة ومسكن بينما علي الفتاة تأمين الفرش المطلوب لمنزل الزوجية كما يشترط البعض إقامة حفلة زواج وهو ما يمثل عبئا ماليا إضافياً.
وقال عبدالعظيم: "ليس كل حالات الزواج العرفي تنتهي دون مشاكل حيث يتلقي المركز المصري لحقوق المرأة العديد من الاتصالات من فتيات يستفسرن عن أوضاعهن القانونية أو الدينية بعد ارتباطهن بعقود زواج عرفي أو يطلبن المساعدة من المركز لحل المشاكل الناجمة عن هذا الزواج.
ولفت عبدالعظيم إلي أن أهم مشكلة تواجهها الفتيات المتزوجات عرفيا هو الحمل والولادة والاعتراف بالابن، مشيراً إلي أن المرأة ستكون مسؤولة عن الطفل وبعض الازواج ينكرون زواجهم ولا تجد المرأة مفرا من رفع دعوي قضائية لإثبات أبوته للطفل واجراء فحص للحامض النووي" وسلوك هذا السبيل فيه الكثير من المصاعب والمعاناة للمرأة.
الظروف الاقتصادية
ومن جانبها أكدت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم النفس والاجتماع وخبيرة الشئون الأسرية، أن القيود التي فرضتها قوانين الأحوال الشخصية علي الأزواج، جعلت من الزواج العرفي أمراً شائعاً، لافتةً إلي الصعوبات المادية التي تحيط بكثير من الشباب في هذا العصر وتتمثل هذه العقبات: "في غلاء المهور والمبالغة في تكاليف الزواج بالإضافة إلي عائق الدراسة ومحاولة الإرواء الغريزي غير المشروع، وأيضاً قلة الأجور وانتشار البطالة وغلاء المعيشة وعدم توافر المسكن الملائم، بالإضافة إلي عمل النساء في كثير من المجالات.
وأوضحت أن هناك سبباً رئيساً يغفل عنه البعض وهو، ضعف الوازع الديني، لدي الشاب والفتاة، وتابعت قائلةً: " إضافة إلي رغبة أحد الطرفين في إخفاء الزواج بسبب التفاوت في المستوي الاجتماعي بينه وبين المرأة التي يريد الاقتران بها إضافة إلي وجود "العديد من الضرورات المادية التي تجعل البعض يقدم علي الزواج العرفي.
الأوقاف...الحل السحري لمشاكل المدن الجامعية
يبدو مصير المدن الجامعية في القاهرة والمحافظات كالمقبل علي كارثة، فرغم جهود مبذولة هنا وهناك تظل حقيقة أن ضعف الإمكانيات السبب الرئيسي في تراجع الخدمة إن لم يكن ترديها في الكثير من المدن الجامعية، ولم تكشف حادثة تسمم طلبة المدينة الجامعية للأزهر إلا عن رأس الجبل الغاطس في باحات المدن الجامعية ومطابخها.
فالجامعات المصرية بلا استثناء تكاد تكون خارج المعايير التنافسية العالمية، ومعظمها إن لم يكن كلها ترفض شهاداتها ولا يعتد بها في كبري الجامعات الغربية، لأن حال الجامعات المصرية لا يسر حبيبا ولا صديقا، وما صفر الجامعات الذي حصلت عليه مصر بعد خروج جامعاتنا من تنصيف أفضل 500جامعة علي مستوي العالم ببعيد، ونظرة علي العدو الإسرائيلي المتربص علي حدودنا الشرقية وحال التعليم الجامعي هناك، سيجعلنا نصاب بالاكتئاب إن لم يكن الانتحار، فلا وجه للمقارنة من الأساس بين تعليم يخاطب المستقبل ويدور في فلك العلم هناك، وبين تعليم جامعي تحول إلي فكر الكُتاب والتحفيظ غايته الكبري تخريج دفعة جديدة من الموظفين.
وبديلا عن البكاء علي اللبن المسكوب، وانتظار كارثة جامعية جديدة ربما في جامعة الإسكندرية أو السويس أو القاهرة، أو غيرها، نتحدث كثيرا ثم لا شيء وننسي كما ننسي أشياء كثيرة تتساقط منا علي مدار الأيام، بديلا عن البكاء علينا البحث عن وسائل جديدة لتمويل الجامعات بعيدا عن الشكل التقليدي المتمثل في الدعم الحكومي، لأنها لن تستطيع توفير حاجات الجامعات الكثيرة والمتنوعة، فعلي سبيل المثال هناك حديث عن أن العجز في ميزانية جامعة القاهرة، أكبر الجامعات المصرية وأكثرها عراقة، بلغ 338 مليون جنيه العام الماضي، ما أجبر إدارة الجامعة علي إعلان خطة التقشف وهي خطوة اتخذتها غيرها من الجامعات، التي تكاد ميزانيتها تكفي رواتب أساتذة الجامعة والعاملين بها، في حين تتفوق ميزانية إسرائيل للبحث العلمي علي إجمالي ما تنفقه الدول العربية في المجال ذاته، في ظل هذا الواقع تبدو أزمة المدن الجامعية مفهومة والكوارث فيها متوقعة، فالأوضاع المالية الكارثية التي تعاني منها الجامعات كلها تصيب الجميع بالشلل، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات للبحث عن حلول حقيقية للخروج من أزمة الجامعات بصورة كلية.
تعد تجربة الوقف علي المنشآت التعليمية في العالم الإسلامي نموذجا يحتذي في مجال الأعمال التطوعية والتي كانت السبب الرئيسي في النهضة العلمية في العالم الإسلامي، ومنها انتقل نظام الوقف تحت مسمي نظام " الترست Trust وهو نظام شبيه بالوقف الإسلامي إلي أبعد الحدود.
وتدور فكرة الترست حول تخصيص أموال يتحول بعضها إلي أصول غير منقولة تدر عائداً، وبعضها سيولة معدة للاستثمار مع تحديد المستفيد أو المستفيدين أو جهات أخري غير هادفة للربح للصرف عليها من إيرادات "الترست".
وحديثا وفي تطور لمفهوم الوقف في المجتمعات الأوربية تعتمد مؤسسات المجتمع المدني في أوروبا وأمريكا علي الأوقاف التي يقيمها المتبرعون من أهل الخير بقصد خدمة أغراض مثل الصحة أوالتعليم ولا يقتصر التبرع علي أهل الخير فقط بل تشارك في أعمالها مؤسسات رسمية مثل وزارة الداخلية والإدارة المحلية وهذه الأوقاف تعالج قطاعات نوعية بيد أن هناك نظاما جديدا بدأ ينمو في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يعرف باسم "وقفيات المجتمع" حيث تعمل هذه الوقفية علي خدمة المجتمع المحلي في نطاقه الجغرافي فيما يواجهه من مشاكل.
و"وقفيات المجتمع" تتلقي المعونات والتبرعات من الأشخاص ثم تمنحها كمنح في شكل وقفيات جديدة تغطي حاجات المجتمع والذي تنشأ فيها مثل هذه الوقفيات، وهي قائمة علي فكرة الديمومة، أي العمل بصفة مستمرة المأخوذة من نظام الوقف الإسلامي، وكل ما تحتاجه وقفيات المجتمع تبرعات مبدئية تقدر بمليوني جنيه استرليني كحد أدني لاعتبارها وقفية جديرة بالحصول علي التبرعات.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية توجد أشهر الوقفيات وأكبرها حجما علي مستوي العالم كوقفية روكفيلر التي تأسست في عام 1913 للإنفاق علي مشروعات التعليم وأبحاث الصحة العامة وتقدر قيمة الوقفية حاليا 3.2 مليار دولار. كذلك مؤسسة بيل جيتس وزوجته ميليندا والتي أنشئت عام 2000 وهي من كبري الوقفيات في تاريخ البشرية، يكفيها أن ممولها هو أغني رجل في العالم لأعوام طويلة.
وتنتشر الوقفيات علي الجامعات الأمريكية ما يمكن الأخيرة من مواصلة أبحاثها وتقدمها العلمي بكفاءة فمثلا تبلغ قيمة الوقفيات علي جامعة هارفارد الامريكية حوالي 25 مليار دولار في عام 2005م.
وفي مصر علي سبيل المثال قدمت مؤسسة "مصر الخير" التي يتولي رئاستها الدكتور علي جمعة، مفتي البلاد السابق، 6 ملايين جنيه دعما لجامعة الأزهر، تخصص لتطوير المدن الجامعية للطلاب والطالبات بفروع الجامعة في القاهرة وبعض المحافظات، يأتي ذلك في إطار مشروع مصر الخير لابن السبيل، وقامت المؤسسة بتطوير المطابخ بمطاعم هذه المدن الجامعية لتحسين مستوي الخدمة الغذائية المقدمة للطلاب كما قامت بإنشاء دور كامل بأحد المباني الخاصة بالمدينة الجامعية للطالبات بالقاهرة، وتجهيزه بكل المستلزمات.
وعن استعادة الوقف لحل مشكلات أزمة الجامعات المصرية، يقول الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة حلوان: "نظام الوقف لاندعي أنه كان غريبا علي مصر فأولي الجامعات المصرية وهي الجامعة الأهلية (جامعة القاهرة فيما بعد) كان عماد تمويلها أوقاف الأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل، وكانت مساحة أوقافها تبلغ 647 فدانا بالإضافة إلي 6 أفدنة لإقامة مباني الجامعة ومجوهراتها التي بلغت قيمتها حينذاك 18 ألف جنيه مكنت الجامعة المصرية من أن تشق طريق النهضة خصوصا مع توالي الأوقاف علي الجامعة حتي بلغت جملة الأطيان الموقوفة علي الجامعة 1028 هذا غير التبرعات والهبات، بفضل هذه الجهود استطاعت الجامعة الأهلية أن تؤدي رسالتها التنويرية في المجتمع المصري، وهي تجربة تستحق الدراسة والتعميم لإنشاء صروح علمية وطبية في مصر تواصل الدور التنويري الذي بدأته الجامعة المصرية منذ ما يزيد علي قرن.
من جانبه يقول الدكتور يحيي القزاز، أستاذ العلوم بجامعة حلوان، "التمويل هو واحد من أهم التحديات المطروحة ضمن أي استراتيجية لتطوير التعليم العالي في مصر، وحين نقارن معدل الإنفاق علي الطالب الجامعي في مصر مع نظيره في بلدان أخري تبدو الصورة في غني عن التعليق، ففي مصر بلغت مخصصات التعليم الجامعي في الموازنة العامة للدولة سنة 2007 مليارا و300 مليون دولار أي ما نسبته 3.5٪ من موازنة الدولة، وفي ظل وجود نحو مليون و800 ألف طالب جامعي، فإن متوسط الإنفاق الحكومي علي الطالب يصبح 757 دولارا في السنة، بينما يبلغ متوسط الإنفاق الحكومي علي الطالب الجامعي في السعودية نحو 8 آلاف دولار، أكثر من عشرة أضعاف ما ينفق علي الطالب في مصر، وفي إسرائيل 11 ألف دولار، أي خمسة عشر ضعفا، وفي الولايات المتحدة الأمريكية 22 ألف دولار نحو ثلاثين ضعفا، وفي جامعة القاهرة أكبر وأعرق جامعات مصر يبلغ متوسط الانفاق علي الطالب 1219 دولارا سنويا، وفي جامعة الأزهر لا يتجاوز معدل الإنفاق السنوي علي الطالب 294 دولارا، بينما يبلغ هذا المتوسط في الجامعة الهاشمية في الأردن 3336 دولارا في السنة".
ويضيف القزاز: "موارد الدولة محدودة، والأزمة الاقتصادية مستحكمة، فلا مفر للنهوض بالجامعات والخروج من الأزمة فيما يتعلق بتمويل المدن الجامعية والمنظومة الجامعية ككل، سوي التمويل الأهلي، علي أن تكون البداية من رجال الأعمال والشركات والكيانات الاقتصادية والموسرين في المجتمع، فمن الممكن مثلا الدعوة لتخصيص نسبة مئوية مما ينفق علي سوق الإعلان في مصر لتكون دعما لصندوق أهلي لتمويل التعليم، أو إقرار إعفاءات ضريبية، وفي النهاية تبقي التبرعات من خلال حملة توعية وتبصير الشعب بأهمية تمويل الجامعات، فنهوضها سيؤدي إلي النهوض بجميع مرافق البلاد، خاصة أن كبري الجامعات العالمية تعتمد علي التمويل الأهلي كبند رقم واحد في ميزانياتها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.