فى صور الوالى محمد على باشا يطرح فتوح في معرضه، فكرة الزعيم أو الرئيس ومفهومها، التي دارت أحاديث الجميع وأحلامهم حولها منذ يوم 25 يناير 2011 وحتي يومنا هذا، فجاء المعرض مرتبطا بهموم الناس، من خلال المزاوجة البصرية بين أشهر الزعماء في التاريخ الإنساني، وشخصيات معاصرة عادية من مواطني حي أرض اللواء، حيث أقيم المعرض بقاعة "الدكان" في مساحة فن "آرت اللوا". ويقول فتوح: "المجتمع يمر بمرحلة تخبط بعد ثورة 25 يناير، فلا تزال المفاهيم غير واضحة، ومن ضمنها مفهوم الزعيم ومواصفاته، فالبعض أصبح يطالب بزعيم بمواصفات رومانسية حالمة، في حين يطالب آخرون بزعيم يتمتع بالقسوة والشدة للقضاء علي الفوضي الأمنية، بينما تجد مجموعات تطالب برئيس ديموقراطي عادل، من هذا الاختلاف وضبابية المشهد السياسي جاءت فكرة المعرض الذي جسد معاني كثيرة حول مفهوم الزعامة، من خلال إعادة طرح بدائل للتصور الذهني الحاد، المهيمن لدي معظمنا عن الزعامة، من خلال المزاوجة البصرية بين زعماء التاريخ وشخصيات حاضرة في دائرتنا القريبة، باستخدام أدوات فنية عديدة كالفوتوغرافيا والكولاج والجرافيك والخط العربي، فالبطل الرئيسي في المعرض الناس في الشارع لا صور الزعماء، من خلال إفساح المجال أمامهم للتعبير عن طموحاتهم، وكان دوري هو نقل آمالهم وتحقيقها في لوحات المعرض". ويتابع فتوح: "كل منا من الممكن أن يكون الزعيم الذي يتخيله ويحبه من خلال الفن، فصور المعرض كلها لشخصيات من الشارع ممزوجة بصور زعماء التاريخ، فمثلا هاني عبد الفتاح في صورة "رمسيس الثاني"، ومحمود عبد العظيم في صورة "سعد زغلول"، ومحمد مصطفي الراوي هو "صلاح الدين الأيوبي"، وكلهم أشخاص عاديون أردنا من خلالهم توصيل رسالة حول مفهوم الزعامة في مصر بعد الثورة وأن لا قداسة لأحد". ويقول محمود عبد العظيم، صاحب صورة "سعد زغلول"، إنه أحب الزعيم الشعبي لأنه يقاوم الظلم، مضيفا "عرض علي الأستاذ محمد فتوح أن أشترك في المعرض، وأن أختار شخصية أضع عليها صورتي، وأنا اخترت سعد زغلول عشان زعيم الشعب، هو من الناس، وسعد زغلول كان كده". لا يقتصر المعرض علي اللوحات التفاعلية، بل يخرج الفنان بمعرضه إلي الشارع من أجل مزيد من التفاعلية، فتم توزيع عدد من الاستمارات علي جمهور المعرض وأبناء منطقة ارض اللواء من أجل المشاركة بالتعبير عن تصورهم ورؤيته لزعيم البلاد، وما هي مطالبهم فيمن يتولي حكم مصر، فضلا عن أكثر الأجزاء تشويقا في المعرض والمتعلقة باشتباك الفنان فتوح مع الجماهير مباشرة بشكل غير مسبوق في تجربة تستفيد من الفن في تطوير المجتمع من خلال تحديد تصورهم عن الزعيم ومفهومهم الخاص عن الزعامة، حيث خصص الفنان التشكيلي الأسبوع الأخير من فاعليات معرضه ، من يوم الأحد الماضي حتي يوم الأحد المقبل، لشباب أرض اللواء للمشاركة مع الفنان باختيار أول شخص يمر في الشارع زعيماً وذلك في ساعة سيحددونها فيما بينهم. ويخبر الشباب الزعيم الذي وقع عليه الحظ، عن القصة القديمة التي تدور عن مملكة قديمة، فقدت ملكها، بعد معاناة شديدة مع المرض، وتلافياً لفتنة كبيرة، كانت ستحدث في المملكة، بسبب الصراع علي الحكم، قرر أهالي البلد اختيار أول شخص يمر أمام بابها زعيماً عليهم. يطرح الزعيم المحظوظ تصوره عن الزعامة، وأحلامه الخاصة تجاه المنطقة إذا ما تولي زعامتها، واحتراماً لأحلامه ومشاركته معنا، سيقبل الشباب مهمة واحدة يأمرهم بها الزعيم ولكن علي شروط أن يكون فيها مصلحة عامة لأهل أرض اللوا، مثل تنظيف شارع أو طلاء حائط أو تنظيم المرور.. إلخ وأن تكون في مقدورهم، وسيقومون بأدائها علي أكمل وجه، وسيتم اختيار أربعة زعماء من الأهالي، وفي ختام المعرض في 14 أبريل الجاري ستقوم الفنانة "نيني عياش" بتصميم أربع عرائس للزعماء، الذين صادفهم الحظ، وستقوم بتقديم عرض بهم داخل قاعة المعرض "الدكان" في "آرت اللوا". جدير بالذكر أن "آرت اللوا"، الذي استضاف معرض "الزعيم"، مساحة للفنون المعاصرة أُنشئت عام 2007 ويقوم بإدارتها مجموعة من الفنانين، وهي تقع في منطقة أرض اللواء العشوائية ذات الكثافة السكانية العالية التي تقع بين اثنتين من كبري المناطق العشوائية في القاهرة الكبري وهما: إمبابة وبولاق الدكرور، ويُتيح "آرت اللوا" الفرصة للفنانين لإقامة مشروعاتهم الفنية، ويُقيم عددا من الفعاليات مثل: معارض فنية، وعرض أفلام، وورش عمل لأفراد المجتمع والفنانين الناشئين، كما يستضيف الفنانين غير المُقيمين بالقاهرة، ويوفّر لهم مكانا للإقامة والإبداع، ويهدف في الأساس إلي العمل علي التواصل بين أهالي أرض اللواء وبين المشهد الثقافي الحالي من خلال الفن، كما تخلق مساحة لتشكيل وتفعيل الحوار بين الفنانين والمجتمع.