تراجعت أعداد السياح الوافدين الي مصر عامي 2011و2012 في أعقاب ثورة 25يناير كنتيجة واقعية لحالة عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني التي مرت بها البلاد في هذه الفترة رغم الجهود المكثفة التي بذلها القطاع السياحي لاستعادة السياح للسوق المصرية وهو ما أدي الي انخفاض معدلات السياحة بنسبة 30٪ وفقاً لأرقام عام 2011 الصادرة عن وزارة السياحة المصرية مقارنة بالعام السابق . كما تراجعت عائدات السياحة إلي 8.8 مليار دولار خلال عام 2011 مقارنة ب 5.12 مليار دولار في عام 2010 و تراجع معدل الإنفاق اليومي للسائح في مصر من 85 دولارا يوميا في عام 2010 إلي 67 دولارا عام 2012. ولا شك أن السياحة المصرية ماتزال تمر الآن بفترة عصيبة ندرك جميعا أسبابها التي تتلخص في عدم الاستقرار السياسي وعدم التوافق في العديد من القضايا وحشد القوي المختلفة للمتظاهرين في الميادين بمختلف المحافظات التي تتطور في بعض الأحيان إلي صدامات مع قوات الأمن وتراشق متبادل بين الجانبين باستخدام الحجارة والقنابل المسيلة للدموع مما أدي إلي استمرار تراجع أعداد السياح رغم التفاؤل بالتعافي التدريجي والمستمر لصناعة السياحة.. ولكن لا يجب أن تخدعنا الإحصائيات التي تعلنها بعض الجهات الرسمية بالدولة في إعلان زيادة السياح بالمقارنة بإحصائيات العام الماضي لأن الحقيقة أن القطاع السياحي ما يزال يعاني من قلة الدخل وإلغاء الحجوزات وارتفاع أسعار السولار وزيادة الأعباء المالية والهجمات العشوائية علي بعض فنادق وسط البلد مما أساء الي سمعة مصر أمام العالم .. مع استمرار المحاولات للنهوض بالسياحة والتي تمثلت في زيارات وزير السياحة هشام زعزوع الي أسبانيا وتركيا وزيادة الرحلات التركية إلي شرم الشيخ وأيضا لقاءاته لتنشيط الوفود السياحية من اليابان وبولندا .. ولم تتوقف جهود القطاع السياحي حيث عاد الوزير مؤخرا من إيران بعد لقاءات ناجحة مع المسئولين عن السياحة هناك التي يعول عليها الأمل الكبير لدعم صناعة السياحة في مصر لدرجة قول الوزير أنه علي استعداد للتعاون مع "الجن الأزرق" للنهوض بمعدلات السياحة في الإشارة إلي مخاوف البعض من امتداد النشاط الشيعي في مصر عند استقبال السياح الإيرانيين ولكن يبقي الاختبار الصعب الذي يواجهه الوزير والوفد المرافق له عند زيارته إلي برلين هذا الأسبوع لحضور بورصة السياحة العالمية في محاولة الإبقاء علي اسم مصر في جداول الرحلات لكبري شركات السياحة الدولية وأيضا أقناع وزراء الدول بعدم اتخاذ قرارات معاكسة تضر السياحة المصرية التي تعيش الظروف الصعبة رغم أنف الجميع خاصة بعد حادثة البالون بالأقصر وحادثة أتوبيس أسوان .