نقف قليلا أمام معلوماتهم.. لنتذكر ما كان بالنسبة لأجيال عاصرت.. ونعرف فضل الرواد لأجيال لم تسمع بهم أو تراهم إلا في بعض برامج الذكريات التليفزيونية.. وقد تكون قناة التليفزيون العربي، التي يطلقها التليفزيون المصري اليوم لمدة 21يوما.. يذيع فيها بعضا من الميراث الضخم المتميز لهؤلاء الرواد.. زاد معرفة جديدة لأجيال شابة.. توقن عمليا بدور مصر وثورتها في زيادة مساحة الضوء والمعرفة في سماء المنطقة العربية من خلال رواد التليفزيون.. ليلي رستم: أشهر مذيعات التليفزيون في فترة الستينات والتي قدمت العديد من البرامج السياسية والاجتماعية والفنية.. منها برنامج »نافذة علي العالم« ويتضمن أهم الأحداث العالمية في كل أسبوع. وبرنامج »الغرفة المضيئة« والذي كان يعده الصحفي اللامع مفيد فوزي. ويتضمن أهم حدث محلي. وبرنامج »نجمك المفضل« وكان برنامجا أسبوعيا يعده الأستاذ أنيس منصور.. استمر لمدة ثلاث سنوات قدمت خلالها 150 حلقة مع كبار الممثلين والأدباء والشعراء منهم طه حسين والعقاد ومحمد عبدالوهاب، فاتن حمامة، يوسف السباعي والكاتب مصطفي أمين وعلي أمين وعمر الشريف، إحسان عبدالقدوس. حصلت ليلي علي ماجستير في الصحافة من جامعة نورث وسترن بالولايات المتحدةالأمريكية وبدأت عملها كمذيعة ربط ثم قارئة للنشرة الفرنسية وذلك مع ميلاد التليفزيون. سلوي حجازي: شهيدة التليفزيون اشتهرت خلال فترة الستينات بتقديمها للعديد من البرامج منها »شريط تسجيل«، »العالم يغني«، »المجلة الفنية«، »عصافير الجنة«، »ريبورتاج«، »الفن والحياة«، »شهرة الأصدقاء«، ولدت سلوي في مدينة القاهرة في 1يناير عام 1933 وتخرجت في مدرسة الليسيه الفرنسية وكانت من أوائل الخريجين في المعهد العالي للنقد الفني، كما صدر لها ديوان شعر بالفرنسية ترجم إلي العربية هو »ضوء وظلال«. حصلت سلوي علي العديد من الجوائز حيث منحت الميدالية الذهبية في عام 1964 من أكاديمية الشعر الفرنسية وحصلت أيضا علي الميدالية الذهبية في عام 1965 في مسابقة الشعر الفرنسي الدولي. توفيت في فبراير 1973 عندما كانت في طريق عودتها مع بعثة للتليفزيون العربي إلي ليبيا بسبب صاروخ إسرائيلي أسقط الطائرة المدنية الليبية عمدا والتي ضلت طريقها فوق سيناء أثناء الحرب ومنحها الرئيس السادات وسام العمل من الدرجة الثانية فور وفاتها باعتبارها من شهداء الوطن. عائشة البحراوي: مذيعة قنوات التليفزيون الثلاث عرفها جمهور الشاشة الصغيرة مع بدايات التليفزيون وهي المذيعة الوحيدة التي قدمت برامج علي القنوات التليفزيونية الثلاث. وقد بدأ مشوارها مع التليفزيون عقب تخرجها في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية عام 1963 وحصلت علي دبلوم دراسات عليا في الترجمة الفورية ودبلوم الإعلام وكانت الأولي علي الدفعة وبدأت عملها في القناة الثانية عام 1963 كمذيعة ربط لمدة أربع سنوات ثم اختارتها السيدة همت مصطفي كمذيعة ومقدمة للبرامج الثقافية وسافرت في إعارة إلي تليفزيون قطر عام 74 حتي 1980 وعادت لتعمل في القناة الأولي، وظلت بها حتي 85 وفي عام 1994 أصدر صفوت الشريف وزير الإعلام قرارا بتعيينها رئيسة للقناة الثالثة وبعدها بعامين أصبحت رئيسا للقناة الأولي ثم مستشارا لرئيس التليفزيون وهي من مواليد بورسعيد (1940) وكان أول برنامج قدمته هو بين الكتب وكان برنامجا يتضمن عرض كتاب كل أسبوع وقراءته بعناية وتركيز شديد وتقديم مؤلفه ومجموعة من النقاد في مجال الكتب.. وكان أول كتاب عن التكامل الاقتصادي في الوطن العربي وكان آخر كتاب عام 74 عن المرأة العاملة. أما في القناة الثانية فكانت تقدم برامج الشباب مثل برنامج في حب مصر ولقاء الأجيال وكانت من البرامج الناجحة.. وفي القناة الثالثة التي كانت تعتبرها أحد أبنائها قدمت برنامج لكل عروسين لتخفيف الأعباء عن الشباب المقبلين علي الزواج لتأثيث بيتهم وكذلك برنامج »الكاميرا تطرق بابك« وكانت تقدمه كل أسبوعين. أماني ناشد: أحد الوجوه والعقول التي لمعت في التليفزيون المصري منذ إنشائه والتي استطاعت بفكرها وذكائها أن تكون ضيفا محببا علي كل أسرة من خلال برنامجها علي الشاشة الصغيرة الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا.. عندما كانت تطل علينا من خلال برنامجها كاميرا »9« وأماني ناشد من مواليد 1938 وأصبحت من أشهر مذيعات العالم العربي فقد ارتبط ظهورها علي الشاشة الصغيرة مع ميلاد التليفزيون، فقد كانت من أوائل من وقع عليهم اختيار الدكتور عبدالقادر حاتم للعمل في التليفزيون في بداية إرساله بل ومنذ فترة الإعداد للإرسال وكان أول برنامج تقدمه في حياتها في بدء الإرسال التليفزيوني هو برنامج نادي الشباب وبرنامج سهرة مع فنان وبرنامج عزيزي المشاهد الذي استمر تقديمه لمدة 5 سنوات، وأعده الصحفي اللامع مفيد فوزي، كما أشرفت لمدة ست سنوات علي برامج المرأة في التليفزيون، وفي عام 1964 وقع عليها اختيار جمهور المشاهدين للفوز بلقب المذيعة الأولي علي الشاشة الصغيرة ثم توالت البرامج مع المخرج سامي أبوالنور منها علي شط النيل وكاميرا »9« والذي كان منافسا عنيدا لسهرة الاثنين الدرامية بالقناة الأولي وقتها. أحمد سمير: كبير مذيعي التليفزيون واحد من ألمع من يقرأون النشرة ويقدمون البرامج وعبر هذا المشوار الذي بدأه من الزقازيق مسقط رأسه »سنة 1940« إلي ماسبيرو مشوار طويل يحمل بكالوريوسا في العلوم المالية والتجارية ودخل التليفزيون ممثلا عن طريق الفرق المسرحية التي كانت تتبع التليفزيون ثم انضم إلي أسرة المذيعين عام 1963 واستطاع من خلال برنامجه طوف وشوف أن يقدم صورا حية لكل جديد في بلدنا.. كما فاز برنامجه »أضواء علي الأحداث« بالمرتبة الأولي في استفتاء أجراه اتحاد الاذاعة والتليفزيون كأهم برنامج إخباري وكان يذاع يوميا بعد نشرة التاسعة مساء. وتدرج في المناصب حتي أصبح كبيرا للمذيعين بالأخبار فشغل في عام 1991 منصب نائب رئيس القناة الأولي وفي عام 1994 رئيسا للقناة الأولي وعندما تولي مسئولية القناة الأولي قرر أن يطور في برامجها بشكل يجذب المشاهد ويعيد المشاهدين الذين فقدتهم الشاشة علي مدي سنوات طويلة . فاز أحمد سمير بلقب أحسن مذيع مرتين إحداهما في استفتاء إذاعة الشرق الأوسط سنة 87، وكان اللقب الثاني علي مستوي الشرق الأوسط عام 78 في استفتاء أجرته نقابة الصحفيين بلبنان. وتوفي في مساء يوم 16 ديسمبر 1995 بعد أن انتهي من تسجيل جزء من برنامجه المميز أحداث الأسبوع الذي أذيع بعد وفاته بساعتين فظل عطاؤه لآخر نفس حيث كانت من المفارقات أن وزير الإعلام صفوت الشريف كان قد أصدر يوم الخميس قبل وفاة أحمد سمير بحوالي 24 ساعة قرارا بترقيته إلي الدرجة الممتازة. أحمد فراج: أشهر من قدم البرامج الدينية في التليفزيون في برنامجه الشهير »نور علي نور« وقد تخرج في كلية التجارة ثم التحق بالإذاعة المصرية ثم انتقل بعدها إلي التليفزيون مع بداية افتتاحه ومن خلاله قدم برنامج »نور علي نور« الذي استضافت فيه شخصيات عربية وهو برنامج ديني واستمر يقدمه منذ عام 1960 إلي 1977 حيث بلغ عدد ماقدمه منه 1000 حلقة ثم انقطع عن تقديمه لعدة سنوات ثم عاد في عام 2000 مرة أخري إلي التليفزيون ليقدم »نور علي نور« من جديد انتخب فراج عام 1977 أول أمين عام لمنظمة إذاعات الدول الإسلامية وتولي هذا المنصب لثلاث دورات متتالية . في عام 1954 قدم برنامج »الشرطة في خدمة الشعب« وقدم برنامج الدائرة المستديرة في عام 1955 واستمر يقدمه أسبوعيا منذ ذلك الحين إلي عام 1977 وندب فراج مشرفا علي البرنامج الأول بالإدارة العامة للتليفزيون عام 1964، ثم نقل إلي المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر في عام 1965 في عام 1967 أختير أحمد فراج مديرا لمتابعة الاذاعة في الوزارة ثم عين مراقبا عاما للتخطيط في إتحاد الاذاعة والتليفزيون وفي عام 1974 عين مشرفا علي الهيئة الفنية للإعلام الداخلي في مكتب وزير الإعلام واستمر عمله بها إلي أن عين مديرا عاما للإدارة العامة للبحوث والدراسات في المجلس الأعلي لاتحاد الاذاعة والتليفزيون.
