بقوة وعزيمة.. وبحسم وإصرار منقطع النظير.. يواصل الباعة الجائلون زحفهم المؤزر للسيطرة علي كل الشوارع الرئيسية بالقاهرة الكبري وكافة المحافظات.. القيادة العامة للباعة الجائلين أحكمت قبضتها منذ أيام قليلة علي مجموعة جديدة من الشوارع الجانبية أيضا بمنطقة وسط البلد وزحفت أيضا إلي الرصيف الرئيسي بشارع رمسيس أمام مدخل العيادات المتخصصة للإسعاف وهي منطقة حيوية للمارة من الجماهير والذين تركوا الرصيف وأنا منهم ونزلنا إلي نهر الطريق من أجل السير وسط السيارات.. ونفس الأمر وبنجاح باهر سيطرت نفس الفئة علي الشارع الخلفي لأخبار اليوم والمعهد الفني وهو أحد الروافد الرئيسية للقادمين بسياراتهم من شارع 62يوليو وكوبري 51مايو إلي منطقة وسط البلد وشارع الجلاء والمتجهين أيضا إلي ميدان رمسيس عن طريق شارع الصحافة والذي تحول بالفعل إلي »وكالة البلح« بأسلوب جديد.. ولا يهم أين يسير المارة ولا كيف يسيرون وسط الكم الهائل من السيارات ووسط الأدخنة والروائح المنبعثة منها.. وما إن ينتهي اليوم بالنسبة للبائعين الجائلين تجد علي الفور هجوما خاطفا وكاسحا علي هذه المناطق ومنها الممرات المثالية بمنطقة البورصة وشارع صبري أبوعلم وشارع قصر النيل والتي تكتسي يوميا وليلا وحتي الفجر بآلاف الترابيزات والكراسي لمريدي هذه المقاهي التي فرضت نفسها علي هذه المنطقة مثلها مثل من يفترشون الأرض والأسوار عنوة غير عابئين بمظهر أو أمن الجماهير.. هذه الظاهرة سواء ظاهرة الباعة الجائلين أو مقاهي وسط العاصمة وراءها »مافيا« منظمة تقوم بالإعداد والترتيب لهذه الإقامات المستمرة وتتحصل علي أموال طائلة من المفترشين وهناك نظم وقوانين وحدود غير مرئية يحترمونها جيدا ويعطون كل من حولهم دروسا في النظام والاحترام أيضا.. خاصة السادة الذين يديرون المقاهي الليلية علي الأرصفة ووسط الشوارع المليئة بالسيارات والناس.. وهذه »المافيا« لا تعترف بأي قانون علي الإطلاق.. فإذا فاقت شرطة المرافق من غفوتها ونزلت وكسحت هذه المقاهي وفتحت الطرق وحررت المحاضر.. تجد الأدوات البديلة من كراسي وترابيزات قد تم فرشها سريعا وكأن شيئا لم يكن. فهل لدي الوزراء المسئولين أي حل.. وهل لدي السادة المحافظين أي رأي أو فتوي للخروج من هذا المأزق؟!!