مشروع التخرج كان هو الحل! حتي لا يتكرر ما حدث الصيف الماضي من انقطاع للتيار الكهربائي في الكثير من مناطق الجمهورية دفعت مجموعة من طلاب كلية هندسة المنصورة لابتكار مشروع لحل هذه الأزمة يتحكم في إنارة الشوارع بما يوفر نسبة 12٪ من الطاقة الكهربية في مصر. أصحاب المشروع من طلبة هندسة المنصورة الحوادث المتكررة التي سببها أزمة انقطاع التيار الكهربائي الصيف الماضي، أدي الي خسائر بالغة في الاقتصاد. كما تعرض عدد من المصانع إلي التوقف بشكل كامل في مناطق شرق وشمال القاهرة والمنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان. كما انقطع التيار عن منطقة شرق القاهرة بشكل كامل خلال موسم الصيف الماضي، مما حمل الاقتصاد خسائر كبيرة. أزمة التيار الكهربائي دفعت أيضا مجموعة من الطلبة بكلية الهندسة قسم الإلكترونيات والاتصالات بجامعة المنصورة إلي تقديم مشروع التخرج لحل هذه الأزمة من خلال ابتكار نظام جديد للتحكم في إضاءة الشوارع، يقوم علي بناء الدوائر الإلكترونية اللازمة للإنارة مما يساعد في حل المشكلة الخاصة بعدم إنارة الشوارع بالصورة المثلي، حيث يمكنه توفير أكثر من 50٪ من الاستهلاك الحالي للإنارة العامة والذي بلغت نسبته حوالي 12٪ من استهلاك الطاقة الكهربائية في مصر. المشروع ويشارك فيه كل من الطلاب هاني سلامة عيسي ،محمد محمود حمدي عبدالكريم، وائل محمد كمال شلبي ،أحمد عبدالقادر المرسي ،مصطفي صابر محمد حسين ،وائل محمد سيد أبو الوفا، ويشرف علي المشروع. الدكتور شريف كشك الأستاذ المساعد بقسم هندسة الإلكترونيات والاتصالات والذي أكد أن هذا المشروع يهدف إلي بناء نظام مناسب يمكنه التحكم في مصابيح الإضاءة في الشوارع طبقاً للحاجة. ويضيف أن المشروع يركز علي إرسال إشارة التحكم علي كابلات الكهرباء التي تغذي الأعمدة بالطاقة المتواجدة بالفعل بينهم وذلك باستخدام تقنية الاتصال من خلال نظام "الاتصال من خلال خطوط الطاقة"، مشيرا إلي أن هذا المشروع يوفر في الطاقة الكهربائية المهدرة في الشارع. ويشير إلي أن المنظومة التي تم بناؤها تقوم بمراقبة حركة المرور عن طريق حساسات يتم تركيبها في بعض أعمدة الإنارة والتي يمكن عن طريقها تحديد كثافة المرور في الطريق وبالتالي يمكن التحكم في المناطق المضاءة من الطريق وكذلك التحكم في شدة الإضاءة المناسبة. مؤكدا أن المشروع يعتمد علي معرفة شدة الإضاءة وفقا لحالة الطقس (ممطر، ضبابي، صافي، ...إلخ) . كما يمكن مراقبة حالة جميع المصابيح (مضاء، مطفأ، معطَّل، ...إلخ) من خلال وحدة تحكم ومراقبة مركزية، ويمكن أيضاً من خلالها التحكم في الإضاءة يدويا.ً ويوضح أنه من خلال المشروع قام الطلاب ببناء نظام الحساسات الذي يرسل إشارات حالة الطقس ومستوي الحركة في الشارع للوحدة المركزية والتي تقوم من خلال نظام ذكي بتحديد شدة الإضاءة المناسبة والأعمدة المطلوب إضاءتها في الشارع، ثم تقوم الوحدة المركزية بإرسال إشارة لكل عمود من خلال خط الطاقة حيث تم بناء وحدة تحكم في الإضاءة في كل عمود تتلقي الأوامر من الوحدة الرئيسية و بالتالي تتحكم في إضاءة العمود. كما يقوم النظام بإرسال معلومات الإضاءة في الشوارع لغرفة تحكم مركزية يمكن من خلالها متابعة الإضاءة في الشوارع وكذلك التحكم فيها من خلال غرفة التحكم المركزية والتي يمكن أن تتواجد في الحي التابع له الشارع. ويشير إلي أن الطلاب قاموا ببناء الدوائر المستخدمة باستعمال أحدث التقنيات الإلكترونية مما جعل الكثير من الشركات العالمية والمحلية تقوم بتقديم الدعم التقني اللازم وذلك لخروج المنتج بالشكل المرضي والذي يلائم المتطلبات المصرية. كما نجح الفريق في الحصول علي علي جائزة التميز في تطبيق مشاريع التخرج وهي إحدي المسابقات التي ينظمها برنامج المبتكر الشاب تحت رعاية جمعية نهضة المحروسة، وهي مسابقة تقام علي أساس التميز والجدارة بين المتقدمين، كما نجحوا أيضاً في الوصول للمرحلة النهائية من مسابقة صنع في مصر من ضمن 30 فريقا اختيروا من بين 270 فريقا علي مستوي الجمهورية. وقد حاز الفريق أيضا علي جائزة المركز الثالث في المسابقة التي أقامتها شركة ميكروشيب العالمية في يوم المهندس المصري 2012 هاني سلامة عيسي أحد مصممي المشروع قال إنه يهدف إلي المساهمة في حل أزمة الطاقة في مصر عن طريق بناء نظام إلكتروني يمكنه التحكم في منظومة الإنارة العامة طبقا للحاجة، وأيضا يقدم حلا لمشكلة الصيانة عن طريق بناء شبكة اتصال بين أعمدة الإنارة باستخدام خطوط الكهرباء الموجودة بالفعل بين الأعمدة. ووفقاً للإحصائيات الصادرة عن وزارة الكهرباء، فإن معدلات الاستهلاك ارتفعت بنسبة 15٪ عن العام الماضي، حيث بلغت 27 ألف ميجاوات، مقارنة ب 24.5 ألف ميجاوات في العام الماضي، مشيرة إلي أن الزيادة لا ينبغي أن تتعدي ال 2.5 ألف ميجاوات، لاسيما بعد إضافة ثلاث محطات جديدة. وأضافت البيانات الحكومية أن هناك زيادة بمعدل 5 آلاف جهاز تكييف يومياً في أنحاء الجمهورية تتسبب في مضاعفة الأحمال، لافتا إلي أنه أصبح هناك في مصر ما يزيد علي سبعة ملايين جهاز تكييف، بعد أن كان الرقم لا يتعدي ال700 ألف في العام 2007. كما أن الطاقة المولدة في مصر لا تفي بحاجات سكان البلاد البالغ عددهم 85 مليون نسمة،، كما أن حجم الإنتاج لا يتجاوز 24 أو 25 ألف ميجاوات، في حين أن حجم الاستهلاك يناهز 35 ألف ميجاوات. ووفقاً للإحصائيات، فإن أزمة السولار تتحمل جزءاً من المسؤولية عن أزمة انقطاع الكهرباء، لاسيما أن محطات الكهرباء تعتمد علي السولار في التشغيل أزمة انقطاع الكهرباء خلال الفترة الماضية تسببت في حالة من الارتباك في الشارع المصري، حيث اندلع الكثير من الاحتجاجات في عدد من المحافظات احتجاجا علي الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، حيث خرج المصريون في القري والمناطق الفقيرة إلي الطرق، وقطعوها احتجاجاً علي استمرار هذه الحالة. الخبير الاقتصادي الدكتور حمدي عبدالعظيم أكد أن أزمة انقطاع التيار في مصر هي أزمة متكررة كل عام كل صيف مع تزايد معدلات الاستهلاك ولدها النظام السابق وترجع إلي زيادة الضغط علي الشبكة. مشيراً إلي أن المحطات قديمة وتعرضت للهلاك، كما أنها تحتاج إلي تطوير منذ نحو عشرة أعوام علي الأقل. ولفت إلي أنه لابد من تطوير شبكات الكهرباء، وقيام الحكومة بتوجيه مبالغ لتطوير هذه المحطات أو إنشاء محطات جديدة.