مشاهد تكشف تدهور حالة الأتوبيس النهرى والمراسى استمراراً لحملة (آخر ساعة) علي النقل النهري ورصد الإهمال الشديد الذي وصل إلي حد القول بأن أتوبيساته تحتضر والبقية في غرفة الانعاش، فبعد أن كان الوسيلة التي ترسم البهجة والبسمة علي وجه المواطن البسيط وهو في طريقه إلي عمله برحلة داخل النهر الخالد تحول الأمر إلي كابوس يخيف راكبيه وانتشر الإهمال بمعداته ومحطاته وقد رصدت (آخر ساعة) في حملتها الأولي كل صور الاهمال التي يعاني منها الأتوبيس النهري ووعد اللواء سامي عبد الله رئيس هيئة النقل النهري بإعادة تأهيل النقل النهري وتطويره إضافة إلي طرح ثلاثة موانئ جديدة هي "قنا وسوهاج وأسيوط"، ولم يكن يعلم فريق (آخر ساعة) أن اللواء يقصد إنهاء جميع محطاته والابقاء علي القليل منها وزيادة مخلفاته إلي أن تصل لحد الماس الكهربائي والحرائق التي تهدد المواطنين إضافة إلي العديد من صور الإهمال التي اكتشفتها عدسة المجلة في الجولة الثانية. لا أستطيع أن عرض في بداية جولتي المنظر الخلاب للنهر الخالد الذي يرسم الأمل علي وجه أي مواطن فهذا المشهد الرائع بددته المخلفات والإهمال لمحطة ماسبيرو للنقل النهري بما يكشف حقيقة تفنن مسئوليها في إخفاء هذا الكم الكبير من السلبيات بالتصريحات البراقة التي لاتمت للحقيقة بصلة، فما إن تقترب إلا وتجد مجموعة من العصبجية الملتفين حولك وبالنظر إلي أوجه القائمين علي العمل به تجد أن الشخص الذي يستقبلك تبدو علية ملامح التيه، وسريعا تكتشف أنه يتعاطي نوعا من المخدرات، ثم انتقل الفريق إلي شباك قطع التذاكر التي تقدر ب 6 جنيهات وبالمرور من البوابة الضيقة التي يمكث فيها رجل تارة يعطيك تذكرة وأخري يتعمد إهمالك ويأخذ الأجرة دون إعطائك تذكرة. وما أن وطئت قدم الفريق داخل الأتوبيس إلا ورأي ما أدهشه.. بوتاجازات الغاز الصغيرة أسفل كابينة السائق الذي أجل القيام بعمله لحين انتهائه من خدمة الركاب رغم أن هذا ليس من مهامه. ومن داخل أحد سلالم مراكب الفسحة النيلية عبرنا إلي داخل محطة الأتوبيس النهري مجددا ووجدنا ثلاثة أتوبيسات مغلقة لا تعمل وبالسؤال عنها قيل إنها مكهنة، وبالاقتراب أكثر وجدنا إحدي ورش العمل وبها عامل تابع لهيئة النقل العام وبسؤاله عن إمكانية صيانة هذه الأوتوبيسات الورشة دي قادرة علي صيانة جميع الأتوبيسات ولدينا كل ما نحتاجه من إمكانيات ولكن سوء الإدارة ينقص الأتوبيس النهري. وفجأة جري العامل داخل الورشة قبل أن نمرق عمال النقل النهري يحوطون المكان بالاتفاق مع بقية المراكب حولهم وأدركنا أننا داخل مصيدة وجري فريق العمل متجها إلي سيارة (آخر ساعة) التي أدرك سائقها أن هناك معركة سوف تنشب مع الفريق مسرعا في اتجاهنا وأخذ الفريق بعيداً ولم يلتقط الفريق أنفاسه إلا حينما استوقفنا أحد العاملين وأعطانا الورق الذي يعرض من خلالها شكاوي مقدمة إلي رئيس هيئة النقل العام مني مصطفي من قبل الريس بحري أحمد عبد الظاهر وتتضمن القيام بمخالفات من قبل العاملين بالفرع كاشفا عن الفساد في الوحدات المكيفة لنقل الركاب وتعطيل أعمال الهيئة للاستفادة للمصالح الشخصية عن طريق فتح كافتريات داخل كبائن السائق لحسابهم الخاص وبها بوتاجازات شاي وسخانات وهو ما أدي إلي حدوث ماس كهربائي داخل الأتوبيسات وهذه المخالفات قد تؤدي إلي ضرر 051 راكبا داخل الوحدة بالإضافة إلي إتلاف مولد الكهرباء والإنارة الداخلية بالوحدة، وبالنهاية ذكر أنه تم تعطيل الوحدة رقم 6 بسبب حدوث ماس كهربائي بها نتيجة لهذه المخالفات وأخيرا لم يتبق من الأتوبيسات النهرية سوي خمسة فقط هي التي تعمل بينما بقية الأتوبيسات مكهنة رغم توفر الصيانة الكاملة لها داخل الورش ولكن هناك مصالح الهدف منها تعطيلها. ويشير الريس بحري أحمد عبدالظاهر أن رئيسة الهيئة الأستاذة مني مصطفي كما جاء علي لسانه قامت بالنظر إلي الشكوي ووضعت ختم الهيئة عليها ثم قالت له أذهب إلي السيد المهندس مجدي فرج مدير عام فرع النهري للتحقيق فيها ومنذ هذا الوقت لم أستطع أن أقابل المهندس نظرا لعدم تواجده بالفرع ولم أعرف سبب إهمال الشكاوي. وبعد أن حصلت (آخر ساعة) علي المستندات الخاصة بالشكاوي انتقلت إلي محطة مصر القديمة المعروفة وما إن اقترب الفريق إلي المحطة إلا وصاح أحد الرجال الذي يجلس علي الكورنيش قائلا المحطة مغلقة منذ سنوات ولا أحد يعمل بها ويرتع فيها البلطجية وبالاقتراب منها وجدنا بابا مغلقا عليه بقفل حديد وآخر دخلنا منه لنفاجأ بكم من المهملات الملقاة في أرجاء المكان.