تفنن النظام البائد في صنع مهارات لتحطيم طموحات الشباب وكسب الشو الإعلامي من خلالها ثم التخلي عنه ووضع العقبات في طريق أحلامه فعلي مدار 30 عاما عاني الشباب الذي كان يبحث عن شمعة يستطيع من خلالها إنارة طريقه لبناء مشروع ينقذ به ما تبقي من سنوات عمره التي أهدرت وهو ينتظر فرصة عمل هنا وهناك، وعندما قرر الاعتماد علي نفسه وابتكار مشروعات ولكنه يحتاج الدعم ولو علي سبيل القرض جاء دور المسئولين في ذلك الوقت بوضع العقبات في طريق أحلامه بل تخلصوا منه داخل زنازين وحكم عليه قاضي الحكم البائد بسجن ما تبقي من سنوات عمره لينهي حياته داخل قضبان السجن ينفذ عقوبة عن جريمة لم يرتكبها.. من هنا قررت سبع فتيات لم يحالفهن الحظ في أن تدعهن الدولة يدافعن عن أحلامهن إنشاء ما يسمي بالبيت المصري بعد أن اصطدمن بأرض الواقع وتخلي أجهزة الدولة عنهن بعد فوزهن في المسابقات العالمية وتمثيل مصر بها. ورغم العقبات التي وضعتها أجهزة الدولة من جهة وغلاء الأسعار والمواد الخام من جهة أخري إلا أنهن قررن العمل بشكل جماعي داخل البيت المصري الذي يروجن من خلاله منتجاتهن. لذلك قررت (آخر ساعة) التعرف علي تفصيل التجربة من خلالهن. حلي ومفروشات وملابس يعتقد الكثير من الناس أن هذه الأشياء غير مهمة وللمرفهين فقط ولكنها أصبحت الآن من الأشياء الأساسية لا غني عنها هكذا بدأت آية عقل حديثها قائلة لم تكن فكرة إنشاء البيت المصري بالصدفة بل كانت نتاج جهد بذل علي مدار 5 سنوات وتعرفت علي صديقاتي الست من خلال مسابقة وزارة التجارة والصناعة لدعم وتشجيع المصممين الشباب حيث كان لنا مجموعة من المشروعات الصغيرة التي حصلنا من خلالها علي المركز الأول إلا أنه سرعان ما اصطدمت كل واحدة بأرض الواقع وتم إغلاق ملف مبادرة وزارة التجارة والصناعة لدعم الشباب لذلك قررنا العمل بشكل جماعي للتغلب علي العقبات التي تواجهنا وندعم بعضنا البعض ونمثل مصر كجروب مصممين في مجالات التصميم، في كثير من الأحيان نذهب في المسابقات العالمية ونتشارك كمجموعة معا باسم البيت المصري للمصممين الشباب. وعن مشروعها تقول آية تخصصت في الرسم والنقش علي المفروشات والستائر وهو عمل نادر بعض الشيء ومن خلال هذا المشروع نحاول أن ننافس الماركات العالمية وعائلتي تعمل في هذا المجال ولكن استطعت أن أضفي عليه روح العصرية وأحلم بأن أنشئ اسما تجاريا خاصا بي فمن المهم أن يسعي الشخص إلي بناء مستقبله ووضعه بالسوق العالمي دون أن يفكر في الإنتاج الي مجرد الإنتاج فحسب لهذا أحلم أن يتردد اسمي بين مختلف دول العالم لهذا أحرص علي متابعة خطوط الموضة واتجاهات الشباب ودراسة التصميمات بشكل جيد حتي أحافظ علي المستوي الذي وصلت اليه ومن خلال البيت المصري نستطيع أن نقدم منتجاتنا ونروجها بل نذهب إلي المسابقات العالمية عن طريقه. وتلتقط منها طرف الحديث نادية الزرقاني قائلة: أتخصص في تصميم الحقائب وهو مجال مميز لا يتخصص أحد فيه وركزت تفكيري في تشكيل مجموعة تمثل اسمي وسماتي الشرقية وتضفي علي مجموعتي الطابع العملي ونقيم عروضا متكاملة بحيث يخدم كل منا علي الآخر، فتقدم العزاوي تصميم الأزياء وأصمم أنا الحقائب المناسبة لمجموعتها ودينا تصنع لها الإكسسوارات المناسبة وندخل المسابقات العالمية بها وعن طريق ذلك شاركنا في مهرجان الموضة بفرنسا عام 2011 والمعرض الدولي للأزياء والحلي في الأردن في بداية العام الجاري. توضح دينا مغاوري مصممة الحلي أنه جزء من فكرة البيت المصري هو التركيز علي ما يهم المواطن البسيط وليس الترفه في الأشياء وهو تكيف صعب إلي حد ما ولكن عندما تم دراسته جيدا استطعنا الجمع بين ما يحتاجه المواطن البسيط والاكسسوارات التي يراها الكثير غير أساسية كما أننا سعينا إلي أن يكون لنا اسم عالمي نخوض به المسابقات في الداخل والخارج ولم يكن من قبل هناك من يمثل مصر في مسابقات الحلي والاكسسوارات وصناعة الجلود إلي أن أصبحت هذه الصناعات من أكبر أنواع التجاره العالمية، وقد بدأت رحلتي منذ 8 سنوات وتركيزي علي أن أكون مميزة ومختلفه وسعيت لهذا عن طريق التعمق في شخصيتنا الشرقية وإبراز سماتها بالإكسسوارات والحلي واستطعت بهذا أن أصنع لي اسما وماركة داخل السوق المحلي والعالمي . وتقول ملك العزاوي مصممة أزياء، أحرص دائما علي متابعة خطوط الموضة العالمية والتي تناسب المرأة المصرية وتبرز أنوثتها وتحافظ علي تقاليدها الشرقية وقدمت عددا كبيرا من عروض الأزياء خارج وداخل مصر ومع بقية أعضاء المجموعة دائما نستطيع النجاح عندما نكمل بعضنا ونخدم علي منتجاتنا كما أن بداياتي كانت من خلال ثلاثة عروض في مصر هي التي صنعت شهرتي وأهلتني إلي خوض المهرجانات العالمية والجدير بالذكر أن خوض هذه المسابقات لم يكن بتصميم مصري فحسب إنما بمواد خام مصرية أيضا وداخل البيت المصري لاتنشغل كل واحدة بمشروعها فحسب إنما تكمل الأخري ونقف بجوار بعضنا البعض حتي وإن لم يكن المهرجان أو المسابقة تمثل عرض جميع منتجاتنا فلابد أن نقف بجوار من تخوض المسابقة لأنها بالنهاية تمثلنا . وتكمل ملك أن الثورة استطاعت الآن أن تفتح أمام الشباب الأسواق ومنحت لهم فرصة خوض المسابقات التي يرغبون فيها بعد أن كانت في الماضي حكرا علي أسماء بعينها لهذا أناشد جميع الشباب الإبداع والتفكير والإقدام علي كل ما هو جديد، ولم يقتصر الأمر علي الإبداع والمهارات فقط بل لابد من صقلها عن طريق الدراسة. وهو ما فعلته فلقد سافرت إلي فرنسا عندما تخرجت من الجامعة الأمريكية حتي أستطيع أن أتابع الموضة وأحافظ علي نفس مستوي النجاح الذي وصلت إليه. وبعد أن عرضنا تجربة البيت المصري كأحد المشروعات الصغيرة التي تحاول الخروج إلي النور وتبحث عن الدعم الكافي من قبل الدولة حاولنا عرضها علي مسئولي الصندوق الاجتماعي للتنمية والمسئول عن منح الدعم المادي والمعنوي لتلك المشروعات واتصلنا مرارا بأحمد جمال المستشار الإعلامي للدكتورة غادة والي رئيس الصندوق ولكن يبدو أن المستشار فضل غلق تليفونه وعدم الرد علي مايدور بخلد الصحفيين.