من هو عودة الترابين؟ الذي قامت ومازالت الدنيا من أجله ولم تقعد.. في إسرائيل؟ ووصل الأمر لعرض إسرائيل لمصر بأن يتم الإفراج عنه مقابل 38 سجينا مصريا في سجونها منذ سنوات. ورغم تكرار العرض الإسرائيلي لأكثر من مرة.. فمازالت السلطات المصرية تدرس الطلب.. وهل ستوافق عليه أم لا ؟ ليبقي السؤال مطروحا مرة أخري وثالثة من هو الترابين ولماذا كل هذه الضجة.. ربما المفتعلة من أجله في داخل وخارج إسرائيل؟! والعرض الإسرائيلي الأخير.. نقلته الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية أكدت أن تل أبيب مستعدة للإفراج عن جميع السجناء المصريين لديها وعددهم 38 سجينا.. مقابل الإفراج عن المواطن الإسرائيلي الجنسية عودة الترابين المسجون في مصر بعد إدانته بالتجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية.. ونقلت ذات المصادر أن مسئولا إسرائيليا زار القاهرة وبحث إبرام الصفقة المرتقبة للإفراج عن الترابين الذي يقبع في سجون مصر منذ نحو 21 عاما بعد أن تم اعتقاله من السلطات المصرية في سيناء عام 0002 وتم توجيه التهم له وقتها بالتجسس لحساب جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) وحكمت عليه محكمة عسكرية مصرية بالسجن 51 عاما. وخلال السنوات ال 21 الماضية.. كانت هناك جهود إسرائيلية متواصلة للإفراج عن الرجل الذي تعود أصوله لقبيلة بدوية تعد من أكبر القبائل الفلسطينية والتي تمتد جذورها من سيناء وحتي صحراء النقب في جنوبفلسطينالمحتلة.. وكان والده جاسوسا خاملا حسب مصطلحات المخابرات بمعني أن يخمل أحيانا وينشط في أحيان أخري ليقوم بمهام محددة توكل إليه من جانب المخابرات الإسرائيلية، وكان في أوقات مايقوم بمراقبة تحركات لرجال المقاومة المصرية والفلسطينية.. وعندما شعر بأن أجهزة المخابرات المصرية تضعه تحت المنظار.. هرب من الأراضي المصرية في العام 0991 إلي إسرائيل ومعه ابنه عودة الترابين الذي كان يتسلل بين الحين والآخر عبر الحدود إلي سيناء ليقوم بجمع المعلومات ثم يعود إلي إسرائيل.. حتي تم ضبطه خلال إحدي هذه المرات عندما تسلل إلي منزل أخته المتزوجة والتي تعيش في مدينة العريش.. وحكم عليه بالسجن لمد 51 عاما ويقبع الآن في داخل سجن طرة.. ولم يرزه سوي السفير والقنصل الإسرائيليين.. وفي كل مرة وعقب الحديث عن أي صفقة لتبادل السجناء والجواسيس بين مصر وإسرائيل.. تضعه الأخيرة ضمن قائمة الأسماء المطلوب الإفراج عنه وبأي ثمن. وعودة الترابين مولود في عام 1891.. وعبر الحدود هاربا من السلطات المصرية مع والده وكان عمره لايتجاوز التاسعة.. وفي المقابل انتظرته السلطات في إسرائيل لتتلقفه المخابرات الإسرائيلية العسكرية والموساد معا لينقل لهما كل المعلومات عن المواقع العسكرية والعتاد والجنود المصريين عبر جهاز اتصال إسرائيلي كان معه.. بالإضافة لمبالغ مالية بالدولار لتجنيد كل من يراه صالحا لصالح إسرائيل.. ولعدة مرات عبر الترابين الحدود ليصل لمصر حتي سقط في العريش بعد أن أبلغ عنه زوج أخته وهو ذاته ابن عمته الذي اعترف عليه في المحكمة العسكرية وبعد أن حاول عودة الترابين تجنيده أكثر من مرة للتجسس لصالح إسرائيل.. ليحكم عليه ليلحق بسيرة أبيه كجاسوس.. وكان والده سليمان قد أدين بالتجسس قبل هروبه لإسرائيل عام 0991.. وحكم عليه بالسجن غيابيا لمدة 52 عاما.. وهو مطلوب من السلطات المصرية والحكم عليه وطبقا للقانون لايسقط بالتقادم.. ولذا فإن الوالد سليمان الترابين لايحق له عبور الحدود ليصل لمصر لزيارة ابنه عودة الترابين الذي يمضي عقوبة السجن المشدد في السجون المصرية. والمثير هنا .. أن الابن والأب الجاسوسين ينتميان لقبيلة تعد من أعرق قبائل سيناء وصحراء النقب داخل فلسطينالمحتلة.. وهي قبيلة الترابين وهي بدوية الأصل تنتمي لقبيلة البقوم وينتشر أفرادها في سيناء وصحراء النقب والعقبة الأردنية.. وتتألف من عشرين عشيرة. ويصل تعدادها لما يقارب المائة ألف نسمة موزعة في هذه المناطق.. وتقع منازلها علي الأرجح مابين سيناء بمدنها.. وفضاء مدينة بئر سبع في جنوبفلسطينالمحتلة.. والترابين هي الأكثر نفوذا وقوة في النقب ولها أصول تعود للجد عطية وهو من الحجاز وكانت منازله في تربة في شرق مكة وبالقرب من مدينة الطائف في أقوال أخري وهذا هو سبب التسمية ب (الترابين) كما أن أساسها قبيلة البقوم ذائعة الصيت. وفي كل الأحوال هي قبيلة عربية أصيلة لها صولاتها وجولاتها وقصص المقاومة الخاصة بها ضد الجيوش العثمانية في القرن قبل الماضي وأوائل القرن الماضي وتتوزع مابين النجمات والغوالية والقصار والتبعات. والأكثر إثارة.. أن رجالاتها الكبار سارعوا منذ سنوات طويلة بالتبرؤ من سليمان الترابين وولده عودة وتنصلت منهم ومن نسبهم للقبيلة.. التي تعتز بولائها وبوطنيتها الشديدة للأرض والعرض.