ومن أهم التحالفات التي ظهرت في الفترة الأخيرة كان تحالف الأمة المصرية الذي يشهد للمرة الأولي لقاء يجمع بين عمرو موسي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية وحزب الوفد بقيادة الدكتور السيد البدوي وحزب غد الثورة بقيادة الدكتور أيمن نور وهذه الشخصيات كان يراهن الكثيرون علي عدم قدرتهم علي التعاون نظرا للخلافات التي كانت بينهم خلال الفترة الماضية فحزب الوفد لم يتمكن من دعم الدكتور عمرو موسي بصراحة خلال الانتخابات الرئاسية رغم رغبة قيادات في الحزب أن يكون موسي هو مرشح الحزب للرئاسة وكذلك الخلاف التاريخي بين حزب الوفد والقيادي السابق في الحزب أيمن نور الذي ترك الوفد ليؤسس حزب الغد ثم حزب غد الثورة . ويضم التحالف بخلاف هذه الشخصيات حزب "الجبهة الديمقراطية" ذي التوجه الليبرالي وهو ما يشير إلي هوية هذا التحالف الذي ينحو نحو التوجه الليبرالي ويشير فؤاد بدراوي سكرتير عام حزب الوفد إلي مجموعة أخري من الأهداف للتحالف في الوقت الحالي وهي تأسيس كيان معارض يعمل علي ترسيخ قيم ومبادئ الدولة المدنية الحديثة وترسيخ مقومات المواطنة وسيادة القانون والدفاع عن الحرية والديمقراطية ضد أي سلطة تحاول النيل منها. ويوضح البدوي أن هذا التحالف سيكون أداة للتعبير عن الضمير الوطني وتنظيم سلطات الدولة نحو تحول ديمقراطي حقيقي يؤسس لدولة مدنية حديثة وعادلة والحفاظ علي الهوية المصرية، كما سيكون حارسا علي ثوابت الأمة منذ ثورة 9191 وحتي ثورة 52 يناير1102. وسبق الإعلان عن تشكيل التحالف عدة اجتماعات تمت في حزب الوفد كان أهمها اجتماع 41 أغسطس الماضي والذي حضره رئيس الوفد وكل من الدكتور علي السلمي، الدكتور عمرو موسي، الدكتور مصطفي الفقي، مني ذو الفقار، الدكتور أسامة الغزالي حرب، فؤاد بدراوي، منير فخري عبد النور والذي انتهي إلي الموافقة علي أن يكون التحالف مكونًا من حزب الوفد وخمسين شخصية من القامات الوطنية والشخصيات العامة والمفكرين والأدباء والمبدعين، وممثلي منظمات المجتمع المدني، وتم في هذا الاجتماع الاتفاق علي هذه الشخصيات علي أن يتم دعوتها لاجتماع موسع عقب إجازة عيد الفطر مباشرة في حزب الوفد لمناقشة واعتماد وثيقة التحالف ولائحة النظام الأساسي والذي كلف كلا ً من الدكتور علي السلمي و الدكتور مصطفي الفقي و مني ذو الفقار و الدكتور أحمد الصياد لإعدادها علي أن يتم طرح هذه الوثيقة علي الرأي العام بعد اعتمادها وتوجيه الدعوة لكل القوي السياسية والشخصيات العامة وممثلي النقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني التي تتوافق مع الأهداف والمبادئ والأفكار المطروحة بالتوقيع عليها والانضمام إليها دون تمييز أو إقصاء. وبحسب بيان أصدره حزب الوفد فإن الوثيقة تم عرضها علي مؤسسات الوفد وتمت الموافقة عليها إلا أنه طرأ في الاجتماع الأخير لتحالف الأمة الذي عقد مطلع الأسبوع طرح جديد يختلف تماما ً مع كل ما تم الإعداد له سابقا ً والموافقة عليه من مؤسسات الوفد لذلك فقد تم دعوة الهيئة العليا للوفد والحكومة الموازية في اجتماع مشترك لعرض الطرح الجديد ومناقشته واتخاذ قرار بشأنه. في المقابل ظهر تحالف جديد باسم تحالف "الوطنية المصرية" يضم أحزاب اليسار ويسار الوسط وانتهي من البيان التأسيسي ومعايير القوائم الانتخابية المشتركة، وسيرفع شعار "العدالة الاجتماعية" ويهدف ليكون تحالفاً سياسياً أكثر منه انتخابياً مركزاً في أهدافه علي العدالة الاجتماعية. ويضم التحالف 9 أحزاب سياسية وهيئات وهم المصري الديمقراطي ومصر الحرية والتحالف الشعبي والدستور والاشتراكي المصري والكرامة والتيار الشعبي وحركة كفاية ويقترب من الانضمام إليه حزب الدستور بقيادة الدكتور محمد البرادعي. واتفقت الأحزاب المجتمعة علي أن يكون الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلي رئيساً للتحالف علي أن يصبح الإعلامي حسين عبد الغني متحدثاً رسمياً له وأن يكون الإطار التنظيمي للتحالف به مجلس خبراء ولجان محافظات ولجان انتخابية. وبحسب الدكتور محمد غنيم، فإن التحالف يهدف إلي جمع من يؤمن بالحريات وإقامة دولة وطنية، كما أنهم سيعملون علي وجود تنسيق انتخابي بين تحالفات أخري، مشيراً إلي أن الاجتماعات التشاورية مازالت مستمرة لعرض وجهات النظر المختلفة حول معايير العمل ونسعي لتوفيقها حتي يصبح ائتلافاً قوياً. وأضاف غنيم أن أهم معايير قواعد العمل تتمثل في ضرورة التزام جميع الأطراف بالعمل المشترك حتي يكون تحالفاً قوياً لا رجعة فيه. ومن جانبه، أشار جورج إسحاق القيادي بحزب الدستور، إلي أن التحالف سيعمل علي جانبين هما سياسي وانتخابي، بأن يكون الجانب السياسي بين الأحزاب المنضمة للتحالف فقط بينما سيذهب الجانب الانتخابي للتوسع مع أطراف أخري مثل تحالف الأمة المصرية وغيره من التحالفات المدنية الأخيرة منعاً لتفتيت الأصوات المدنية. وأكد الدكتور عمرو حمزاوي، رئيس حزب مصر الحرية، أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحالف سياسي جاد يعمل لصالح البلاد أكثر من أن يكون مجرد تحالف انتخابي، مشيراً إلي أن التحالف ينسق مع أطرافه في الهيكل التنظيمي للتحالف الذي سيكون بمثابة الإطار العام الحاكم بين الأحزاب المنضمة. وأضاف حمزاوي أن الأحزاب المجتمعة تتعامل بجدية شديدة وجميعها تتفهم خطورة المرحلة المقبلة والموجبة للتحالف منعاً لتفتيت الأصوات الليبرالية. بينما قال الإعلامي حسين عبد الغني، المتحدث باسم التحالف، إننا أمام اجتماعات مثمرة للغاية وهو تحالف يقوم علي العدالة الاجتماعية والانحياز للطبقة الوسطي ورجال الأعمال المنتجين الوطنيين، واصفاً التحالف بأنه سيكون إنجازاً غير مسبوق للحركة المصرية سيكون قطباً رئيسياً للحياة السياسية ويعمل علي تحقيق مصالح البلاد. وأضاف عبد الغني أن التحالف يدرس ضم كل القوي المؤمنة بأهداف ثورة 52 يناير، وبالأخص العدالة الاجتماعية، وقوي تؤمن بالدولة المصرية الديمقراطية الحديثة، وليس الانضمام لقوي أخري، قائلاً:" من يؤمن بالعدالة الاجتماعية والانحياز للفقراء سنكون مرحبين بانضمامه لنا فوراً". وأشار عبد الغني إلي أن التحالف سيرفع شعار "عيش.. حرية..عدالة اجتماعية"، وسيكون تحالفاً سياسياً أكثر منه انتخابياً يعمل علي توفير الخدمات الاجتماعية، مشيراً إلي أن التبلور بشكل نهائي سيكون منتهيا مطلع الأسبوع القادم. أما عمرو موسي المرشح السابق للرئاسة فيري أن التحالفات الجديده تسعي إلي معالجة الوضع السياسي الهش والمضطرب وبعد المعركة الانتخابية والعمل الديموقراطي والقلق علي بناء الدولة المدنية وبناء مصر بمشاركة المصريين كافة وهو ما دفع العديد من الشخصيات السياسية إلي تشكيل التحالف بالتعاون مع الائتلافات. موضحا أن العمل الحقيقي للتحالف يبدأ بعد الانتهاء من صياغة الدستور وانتخاب البرلمان وانتهاء المائة يوم والخطة للمرحلة المستقبلية للدولة والفكرة الأساسية لعودة مصر إلي مكانتها في المنطقة وهذا لن يتأتي إلا بمعالجة الملف الداخلي وسد احتياجات المعيشة للشعب والتي تهم المواطن بشكل أساسي من خلال رؤية واضحة وشاملة. وأشار موسي إلي ضرورة توقع الأخطاء لأننا في بداية ممارسة الديموقراطية وهذا يتطلب الرزانة لأننا في وضع استثنائي خطير مفاجئ لكن دون تصيد للأخطاء. ويدعو موسي كل الأطراف بداية من التيار الشعبي الذي يقوده حمدين صباحي وحتي تحالف الوطنية المصرية إلي ضرورة التحرك الموحد لأننا جميعا في قارب واحد مع اختلاف اتجاهاتنا والتركيز علي خروج مصر من هذا المنعطف الخطير. ويؤكد موسي أن الانقسامات لا تصلح في المرحلة الحالية والكل يتحدث باسم الثورة ومطالب الثورة والعيش والعدالة والكرامة وهي أهداف مصرية وليست ثورية، والانقسام أتي بدفع من قوي سياسية لأنها تفيدهم وتضعف الأطراف الأخري والذين يحاولون تقسيم المجتمع والقانون هو الحكم في ذلك.