يبدو أن الأزمة بين الفنانة إلهام شاهين والداعية السلفي د.عبدالله بدر سوف تشهد تطورات ومفاجآت خلال الفترة القادمة ، الأزمة تجاوزت ما تنشره الصحف والمجلات من متابعات وتراشقات بين أطرافها ، وتحولت إلي قضية تشغل رواد مواقع الإنترنت، حيث قام البعض بإنشاء صفحات للدفاع عن إلهام ، بينما قام المتعاطفون مع الداعية بنشر تعليقات ضد إلهام، وفي الوسط الفني تزايدت حدة الغضب والاحتقان، بعد اتهام إلهام علي الهواء بإحدي القنوات الفضائية بالزني والفجور وإطلاق ألفاظ تعتبر في حكم القانون كما يؤكد بعض رجال القانون سباً وقذفاً وفي حكم الشرع تعتبر اتهاما صريحا بالزني يستوجب البينة وأربعة شهود عليها وإلا أقيم عليه حد القذف، نقابة الممثلين أعلنت تضامنها الكامل مع إلهام ، ومن المؤكد أن الأزمة سوف تتحول إلي قضية مثيرة عندما تنتقل إلي ساحة القضاء. آخر ساعة استطلعت آراء الفنانين ورجال الدين لمعرفة الحكم الشرعي والموقف الأخلاقي والقانوني. في البداية أعلنت الفنانة إلهام شاهين أنها لن تسكت وأنها كلفت محاميها باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الداعية عبد الله بدر مؤكدة أنها لن تسمح لأحد بأن يسبها علنا وتتركه دون مساءلة. فيما أكدت هالة صدقي أن ما حدث مع إلهام شاهين هو انعكاس للوضع الذي نعيش فيه حاليا في مصر ويعتبر خروجا علي كل القوانين التي تعايشنا معها فأصبح الهجوم علي من نختلف معهم في الفكر هو الطريق السائد الآن، مؤكدة أننا لايجب أن نسكت علي هذه الأمور التي زادت علي حدها حتي لا تتكرر ثانية، وحتي تأخذ إلهام حقها بالقانون لن نسمح لأحد أن يتعرض لحياتنا الشخصية أبداً. وأكدت هالة فاخر أنها تعرضت لمثل هذا الموقف من قبل وقضيتها منظورة أمام القضاء، وأعربت عن استيائها من الهجوم علي إلهام شاهين مؤكدة أن هذا النموذج لا يمكن أن يكون معبرا عن الإسلام الصحيح وأن رجال الدين الحقيقيين يرفضون هذا النموذج الذي يسيء للإسلام بكل الأشكال، وقالت إنها تتعجب من موقف نقابة الممثلين من الموضوع وتساءلت: لماذا تقف النقابة مكتوفة اليدين أمام ما يحدث للفنانين، وأكدت هالة تضامنها مع إلهام التي اتخذت الطريق الصحيح بلجوئها للقانون. في حين أكد الملحن حلمي بكر أن من قال هذا الكلام في حق إلهام شاهين لا يمكن أن يكون رجل دين فالله أعلم بما في صدور العباد، فقذف المحصنات من الكبائر ومرفوض في الدين. وأكد نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور أن النقابة تتخذ الإجراءات القانونية لرفع دعوي قضائية ضد الداعية عبدالله بدر مستدلين بالفيديو الذي ظهر فيه وهو يوجه هذا الكلام لإلهام شاهين. رأي الدين علي الجانب الآخر، استنكر بعض رجال الدين ما جاء علي لسان الداعية السلفي د. عبدالله بدر، فأكد الدكتور أحمد عمر هاشم أن كل من رمي شخصاً بالزني وهو غير مجاهر به استحق الجلد، ما لم يأت ببينة تدل علي صدقه، إلا الزوج وحده فإنه إذا تحقق من زني امرأته ولم يجد أربعة شهود ورماها بالزني فإنه يدرأ عنه حد القذف أن يلاعنها، وبالتالي فإن إخبار بعض الناس عن أن فنانة ما تقوم ببعض الأدوار الساخنة من خلال الأفلام مثلاً، ليس بكافٍ شرعاً في اتهامها بالزني، ومن هنا وجب الحذر من اتهام الآخرين دون بينة أو إقرار، ولا يكفي الاتهام لمجرد الظن أو الشك، لأن هذا قذف محرم بالزني، وهو من كبائر الذنوب وعواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة". وأكد الدكتور مبروك عطية أن الله تعالي توعد من قذف غيره باللعن وبالعذاب الشديد، ومن قذف غيره ولم يُثبت اتّهامه بالزني بأربعة شهود رُفع أمره إلي الحاكم يعاقب بجلده ثمانين جلدة حدا، وبالتالي لا يجوز اتهام الغير بالفاحشة من غير بينة ظاهرة، ولهذا فإن هذا الداعية مطالب شرعاً بالتراجع علناً عن كلامه، وإلا أقيم عليه حد القذف لعدم توافر شروط الاتهام بالزني. وأوضحت الدكتورة سعاد صالح أن الشريعة الإسلامية قررت أنه لا يجوز الاتهام بالفاحشة إلا لمن شاهد الزني بعينه وتيقن من وقوعه دون لبس، وبالتالي لا يجوز إطلاق القول بأن أي إنسان قد زنا بمجرد الظن أو التخمين أو الإشاعة أو حتي القول بزعم أنه يعمل في الفن مثلاً. ويؤكد الدكتور عبدالله النجار أن هذه التصريحات تعدُّ قذفاً، لأن القذف عند جمهور الفقهاء هو التعريض بالفاحشة الذي يأخذ حكم القذف الصريح عندهم، ويستوجب تطبيق حد القذف وهو الجلد 08 جلدة علناً، وطبقاً لما قاله الداعية فإنه لم يقذفها بالزني صراحة وإنما يمثل واقعة سبّ ورمي بالفاحشة في واقعة غير محددة، وفي هذه الحالة يستوجب عقابه بالجلد وفقاً للشريعة في ميدان عام تنفيذاً لعلانية العقوبة.