في أجواء الصيف الحارة التي تمر بها مصر هذا العام يلوذ الكثيرون إلي الشواطئ ومتعة المصايف، ويقبل البسطاء علي الشواطئ الشعبية مثل مصيف جمصة الذي شهد إقبالا كبيرا من المصطافين بعد انحسار موجة الانفلات الأمني وتقلص حالات البلطجة وساد الأمن والهدوء النسبي. (آخر ساعة) تجولت في المدينة الساحلية ورصدت هذه التحولات الإيجابية باستثناء بعض المشكلات مثل أزمة البنزين ونقص بعض السلع التموينية وهو ما أكد عليه المصطافون وأهالي المدينة في سياق التحقيق التالي.. يقول محمود صلاح: اعتدنا كل عام قضاء الإجازة الصيفية بمدينة جمصة، لما تتمتع به من طبيعة خاصة تجعلها مصيف مناسب وفي متناول الجميع، ورغم ما تمر به البلاد من حالات الانفلات الأمني منذ ثورة يناير، إلا أن المدينة تمتاز بالأمن والهدوء، ومع ذلك نعاني من نقص بعض السلع مثل الخبز الذي نحصل عليه بصعوبة. وتوضح سلوي محمد أن الأسعار في جمصة في متناول الجميع وبخاصة أسعار الإقامة في الشقق والفنادق وهي في حدود 100 جنيه في اليوم الواحد بخلاف معظم الشواطئ مجانية، وذلك علي عكس المصايف الأخري التي تكون فيها معظم الشواطئ بمقابل مادي يصل إلي 20 جنيها للفرد. توافقها الرأي مني أشرف مشيرة إلي أن الأسعار معقولة، كما أن جمصة تتسم بالهدوء والطمأنينة، لا نشعر بالخوف فيها علي أولادنا إلا أن هناك بعض المشاكل التي تؤرقنا مثل مشكلة الدواب المنتشرة بالشوارع والحدائق بشكل كبير، كذلك مشكلة انتشار الناموس. ويقول محمد عامر عامل بإحدي المطاعم بسوق جمصة: أن الأسعار مناسبة جدا وفي متناول الجميع، وكثيرا ما يكون هناك تنظيم للأسعار بالأسواق لحماية المستهلك . ويقول أحمد سيد (من سكان جمصة): المدينة علي مدار العام مثلها مثل باقي المدن تعاني بعض الأزمات مثل: البنزين والعمالة المؤقتة، وفي موسم الصيف تشهد جمصة إقبالا كبيرا لذلك يؤثر ذلك علي بعض الخدمات بالمدينة، كذلك نعاني كثيرا من إهمال مستشفي جمصة المركزي. أيضا تشكو دعاء علواني (إحدي المصطافات) من سوء خدمة مستشفي جمصة المركزي وإهماله الشديد للمرضي وقلة الكوادر الطبية ونقص الأدوية، حيث تعرض أحد أبنائها لنوبة ضيق تنفس وعندما ذهبت إلي المستشفي تم التعامل مع الموقف بعدم اكتراث. أما عن أسعار العقارات بمدينة جمصة يقول صبحي محمد (سمسار): أسعار العقارت في جمصة تتراوح ما بين من 600 إلي 700 جنيه في الأسبوع أما بالنسبة للفنادق فهي تقريبا بنفس الأسعار وقلما تزيد عن هذا السعر وذلك حسب الإمكانيات التي يوفرها الفندق لزواره. أما بالنسبة لشكوي المصطافين وأهالي المدينة من إهمال مستشفي جمصة المركزي تجولنا في المستشفي الذي يبدو عليه الإهمال وسوء الحال بدءا من باب المستشفي الذي تتراكم أمامه القمامة بشكل عشوائي، أيضا يبدو ذلك واضحا من استقبال المستشفي الذي لم يجلس عليه أحد لا مرضي ولا أطباء، كما أننا دخلنا الي المستشفي دون أن يعترض طريقنا أحد واذا بالممرضين يجلسون في إحدي الغرف يضحكون، ولا يلقون بإلا إلي حالات الطوارئ، كما أنه لا يوجد أي تنظيم بالمستشفي وتعاني من الضوضاء بشكل كبير، فكيف لمستشفي واحد بهذه الإمكانيات والإهمال أن يستوعب علاج وإسعاف هذا العدد من المصطافين وأهالي المدينة. وعن رد المسئولين يقول د. مصطفي كامل مدير المستشفي إن المستشفي يخدم أهالي جمصة والمصطافين كما أنه يوجد الكثير من العيادات الخارجية والطوارئ وأقسام داخلي وغرف عمليات، كما أن العمل داخل المستشفي يختلف خلال فصل الصيف لأن أعداد المصيفين كبيرة والتردد علي المستشفي كثير، كما أننا نقوم باستقبال حالات الغرق، لذلك تقوم مديرية الصحة بتوفير أطقم طوارئ بكميات غير عادية بالمستشفي، كما أن عدد المنتدبين من الأطباء كبير ونقوم علي عمل مخزون استراتيجي من الأدوية لمواجهة الحالات الطارئة، وتقوم المديرية بتوفير أجهزة التعامل مع حالات الغرق والأدوية، وتوفير جهاز التنفس الرئوي والقلب وأدوية الطوارئ وأدوية لدغات قناديل البحر والمستشفي مدعم بأطقم طبية من قبل المديرية لمقابلة المصطافين، كما أن الكوادر الطبية تزيد خلال فصل الصيف بنسبة 15٪ ويتم انتداب أطباء ضعف العدد الموجود بالفعل . وبالنسبة لاستعدادات الشواطئ لاستقبال المصطافين يقول المهندس عابد محمد غنيم مدير الشاطئ العام بجمصة: نستعد سنويا لاستقبال فصل الصيف والمصطافين، وهذا العام الإقبال كبير وأعداد المصطافين متضاعف، لذلك تضاعفت أعداد فرق الإنقاذ، فالشاطئ العام بجمصة يمتد بطول حوالي 4 كيلومترات يوجد لدينا 90 رجل إنقاذ علي امتداد الشاطئ و6 سيارات إسعاف، كما أنه لا يوجد أي حالات بلطجة علي الشاطئ أو انفلات أمني، وإذا وجد فهم معروفون، ويتم تسليمهم إلي الشرطة العسكرية. وعن استعدادات المدينة لاستقبال المصطافين كان لنا لقاء مع المهندس محمود عبدالقادر عرفة رئيس مدينة جمصة حول أهم هذه الاستعدادات وآخر التطورات والذي أكد أن نسبة الإقبال مرتفعة بصورة كبيرة فهي تبلغ في وسط الأسبوع 80٪ وتصل يومي الخميس والجمعة إلي 120٪ كما تصل نسبة الإشغال إلي 100٪. وأوضح أن الإقبال بدأ من 15 مايو وحتي أول يونيو الماضي ثم أخذ يتدرج إلي أن زاد الإقبال مع انتهاء امتحانات الثانوية العامة. وأضاف أن المدينة شهدت أعمال تطوير بقيمة 16 ألف جنيه كما تم تطوير الشوارع الرئيسية مثل شارع عمر بن عبد العزيز ومحمد فريد وروض الفرج بقيمة 750 مليون جنيه، وتم الانتهاء من أعمال رصف وإنارة وقمنا بأعمال الاستعدادات الموسمية التي نقوم بها كل عام منها تنظيف المدينة وعمل الصيانة اللازمة. كما تم تشجير الحدائق وتشغيل 6 سيارات إسعاف و5 لانشات للإنقاذ و90 فرد إنقاذ، و6 لانشات داخل المدينة. وزيادة الحصة التموينية للدقيق والسلع الأخري ورفع درجة الاستعداد للمستشفي ومياه الشرب والصرف الصحي وصيانة معدات النظافة وحملات الرش للناموس عن طريق شراء المبيدات اللازمة. ويضيف أنه بالنسبة للزائر المصطاف لم يحدث في العام الماضي أي حادثة تعكر صفو المدينة لطبيعة المدينة وأهلها الذين يقابلون المصطافين بالترحاب فكان لذلك الأثر المباشر في نفوس المصطافين وإحساسهم بالأمن ومساعدتهم لأجهزة الشرطة وكان لذلك أثره في زيادة عددهم بشكل ملحوظ من بداية صيف. وأكد أن الإقبال علي المدينة كبير خاصة وفي المواسم الأخري مثل شم النسيم.