اتفاق بين مصر وألمانيا لتمويل البرنامج الوطني للمخلفات الصلبة ب80 مليون يورو    موعد ورابط الاستعلام عن نتيجة الصف السادس الابتدائي بالقاهرة والجيزة    وزير الدفاع يشهد تنفيذ مشروع تكتيكي بالذخيرة الحية لإحدى وحدات الجيش الثاني    20 جنيها تراجعًا في أسعار الذهب اليوم الخميس 23-5-2024    بالأرقام، موازنة الهيئة المصرية العامة للبترول    البورصة تصعد مع منتصف تعاملات اليوم الخميس    بنمو 173%.. aiBANK يحقق 475 مليون جنيه صافي ربح خلال 3 أشهر    بعد مناورات الصين.. تايوان تضع وحداتها الصاروخية وطائراتها في حالة تأهب    رويترز: العدل الدولية ستصدر قرارها بوقف إطلاق النار في غزة غدًا    مراسم تشييع استمرت يومين.. جثمان الرئيس الإيراني يوارى الثرى بمشهد    العدل الدولية تصدر حكمها غدا بشأن تدابير الطوارئ والإبادة الجماعية بغزة    أستاذ إعلام: الأخبار التي تعتمد على «مصادر مطلعة» غير صحيحة    موعد مباراة اتحاد جدة وضمك بالدوري السعودي    "بسبب مغادرة 5 محترفين".. خطاب عاجل من الزمالك لاتحاد الكرة لتأجيل هذه مباراة    "عملتها بعفوية".. أحمد سليمان يوضح سبب اللقطة المثيرة في نهائي الكونفدرالية    نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في المنيا    الجثمان ظهر فجرا.. أهالي القناطرين بالمنوفية يستعدون لتشييع الطفلة وفاء ضحية معدية أبو غالب    النسايب وقعوا في بعض.. إصابة شخصين في مشاجرة بسوهاج    تهشمت سيارتها.. مي سليم تنجو من حادث مروع    تعرف على إيرادات فيلم "عالماشي" بعد 6 أسابيع من طرحه بالسينمات    مسلسل دواعي السفر يتصدر قائمة الأعلى مشاهدة على منصة WATCH IT    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    مصرع شخص وإصابة آخر إثر تصادم سيارتين بسوهاج    أخبار الأهلي: حقيقة مفاوضات الأهلي مع حارس مرمي جديد    محمود محيي الدين: تراجع معدلات النمو الاقتصادي العالمي أكثر من 3.4%    رئيس جامعة المنيا يفتتح مهرجان حصاد «نوعية» في نسخته الأولى    فيديو المجندات المحتجزات لدى الفصائل في غزة يحرج نتنياهو.. لماذا أُعيد نشره؟    وفد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض يزور مستشفى شرم الشيخ    «الصحة»: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري HIV    إصابة 3 أشخاص إثر انقلاب سيارة واحتراقها بطريق أسيوط الغربي    بدء نظر طعن المتهمين على أحكام قضية ولاية السودان بعد قليل    رئيس مياه سوهاج يتفقد مشروعات الصرف الصحى بمركز طما بقيمة 188 مليون    تشابي ألونسو: لم نكن في يومنا ولدينا فرصة للفوز بكأس ألمانيا    الرعاية الصحية تعلن نجاح اعتماد مستشفيى طابا وسانت كاترين بجنوب سيناء    نوادي المسرح معمل التأسيس، في العدد الجديد من «مسرحنا»    ل برج الجوزاء والميزان والدلو.. مفارقة كوكبية تؤثر على حظ الأبراج الهوائية في هذا التوقيت    أول تعليق من دانا حمدان على حادث شقيقتها مي سليم.. ماذا قالت؟    الجريدة الرسمية تنشر قرارين جمهوريين للرئيس السيسي (تفاصيل)    فضل الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة في الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    سويلم يلتقي وزير المياه السنغالي لبحث تعزيز التعاون بين البلدين    موسم الحج.. إجراءات عاجلة من السعودية بشأن تأشيرات الزيارة بداية من اليوم    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    "علق نفسه في سقف الأوضة".. نزيل بفندق شعبي ينهي حياته في الأقصر    طلاب الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ يؤدون آخر أيام الامتحانات اليوم    رحيل نجم الزمالك عن الفريق: يتقاضى 900 ألف دولار سنويا    نشرة «المصري اليوم» الصباحية..قلق في الأهلي بسبب إصابة نجم الفريق قبل مواجهة الترجي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم قبل ساعات من اجتماع البنك المركزي.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم الخميس 23 مايو 2024    اللعب للزمالك.. تريزيجيه يحسم الجدل: لن ألعب في مصر إلا للأهلي (فيديو)    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    رئيس الزمالك: جوميز مدرب عنيد لا يسمع لأحد    عماد الدين حسين: تقرير «CNN» تعمد الإساءة والتضليل حول موقف مصر من المفاوضات    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 23 مايو.. «طاقة كبيرة وحيوية تتمتع بها»    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفتي الجمهورية يجيب عن تساؤلات الصائمين (2)
هل يجوز الاعتماد علي (النتائج) في الصوم والإفطار؟
نشر في آخر ساعة يوم 31 - 07 - 2012

يواصل فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة الإجابة عن تساؤلات الصائمين: هل يجوز الاعتماد علي (النتائج) في صوم رمضان والإفطار؟.. رجل عليه قضاء أيام من رمضان ولايقدر أن يصومها متتابعة.. ماذا يفعل؟.. ماهو يوم (الشك) والالتباس في تحديده.. وحكمة النهي عن صيامه؟ هل الحقن بجميع أنواعها: الوريد والعضل والشرجية تبطل الصيام. وما الموقف بالنسبة للفحص المهبلي ووضع النقط في الأنف والأذن واستخدام بخاخة (الربو)؟ كما يشرح فضيلته درجات الصوم، وثواب كل منها عند الله عز وجل.
هل يجوز الاعتماد علي النتائج في صوم رمضان والإفطار ؟
- هذه المسألة اختلف فيها العلماء اختلافًا كثيرًا في القديم والحديث هل يجوز إثبات رمضان بالطريقة الحسابية (طريق الفلك والنتائج) حتي ألف بعضهم فيها كتبًا، مثل الإمام تقي الدين السبكي " بيان الأدلة في إثبات الأهلة "، وقد قرر جمهور الفقهاء السابقين أن هلال رمضان يثبت برؤية الهلال أو إكمال شهر شعبان ثلاثين يومًا وذلك لما رواه البخاري ومسلم أن الرسول([) قال عن هلال رمضان »صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا« وعلل الفقهاء هذا بأن حساب النجوم والفلك لا يجوز الاقتصار عليه لأنه تخمين، وذهب آخرون من بعض المتأخرين من الفقهاء والباحثين في الفقه والتفسير إلي استحسان الأخذ بحساب الفلك في تحديد هذه المواقيت وعلل هذا البعض رأيه بأن إثبات أول رمضان وأول شهر شوال هو كإثبات مواقيت الصلاة وقد أجاز المسلمون أن نعتمد علي حساب علماء الفلك في صلواتنا الخمس كل يوم، فنحن بين أمرين إما أن نعمل بالرؤية في كل العبادات من ناحية مواقيتها أخذاً بظواهر نور الفجر الصادق ظاهرًا في الأفق وهو بداية وقت أو فرض الفجر وهكذا في بقية الصلوات.
أهمية رؤية الهلال
وإما أن نعمل بالحساب المقطوع به لأنه أقرب إلي مقصد الشارع وهو العلم القطعي بالمواقيت وعدم الاختلاف فيها، وأما الاختلاف وترك النصوص في جميع المواقيت عملاً بالحساب فيما عدا مسألة الهلال فلا وجه له ولا دليل عليه، والنفس تميل إلي الأخذ بالأمرين: إقامة رؤية الهلال لأن بعض الفقهاء يراها فرض كفاية لو تركها المسلمون أثموا جميعًا، ثم الاعتماد علي الحساب القطعي الدقيق الذي لا شبهة فيه ولا ريب فإن تأكد الحساب بطلوع الهلال كان ذلك نورا علي نور وإن لم نشهد الهلال وكان الحساب القطعي يحكم بشيء أخذنا به.
رجل عليه قضاء أيام من رمضان ولا يقدر أن يصومها متتابعة.. فماذا عليه؟
- ليس علي الرجل شيء فالدين الإسلامي دين اليسر والله يريد بعباده اليسر ولا يريد لهم العسر وهو بالناس رؤوف رحيم فليصم الرجل الأيام.
تكرار نية الصوم
هل يجب تكرار النية في كل يوم في أيام رمضان بالصيام أم تكفي نية واحدة لصيام الشهر كله؟
- النية لها أهمية كبيرة في الإسلام فهي التي تحدد هدف الإنسان ووجهته وقصده في كثير من الأمور لذا يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته لما هاجر إليه)، وفيما يتعلق بنية الصوم فرسول الله([) قال: من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له (والإجماع هنا هو الإحكام والعزيمة، والنية محلها القلب ولا يشترط النطق فيها باللسان والنية في الصوم إما ركن أو شرط علي اختلاف الفقهاء). ويري بعض الأئمة أن النية واجبة التجديد لكل يوم من أيام رمضان ولا بد من تبييتها ليلاً قبل الفجر.
تكفي بنية واحدة
وفي مذهب المالكية تكفي نية واحدة في كل صوم يلزم تتابعه، كصوم رمضان، من هذا نقول إذا استطاع الإنسان أن يعقد النية كل ليلة من ليالي رمضان فهذا هو الأصل والأفضل وإذا خاف أن ينسي أو يسهو فلينو في أول ليلة من رمضان أنه سوف يصوم بمشيئة الله تعالي شهر رمضان الحاضر لوجه الله.
اختلف العلماء في تحديد يوم الشك ؛ فعند جمهور العلماء من الحنفية والشافعية يوم الشك هو اليوم الثلاثون من شهر شعبان إذا تَحَدَّث الناس بالرؤية ولم تثبت، أو شهد بها من رُدَّت شهادتُه لفسقٍ ونحوه، فإن لم يتحدَّث بالرؤية أحدٌ فليس يومَ شكٍّ حتي لو كانت السماء مُغيمة؛ وذلك عملاً بظاهر قول عمار بن ياسر رضي الله عنه"الَّذِي يَشُكُّ فِيهِ النَّاسُ" من غير التفات إلي وجود غيمٍ أو انتفائه ،أما المالكية فإنهم يجعلون مناط الشك هو الغيم، فلو كانت السماء مُصْحِيَة فليس يومَ شكٍّ، لأنه إن لم يُرَ الهلالُ كان من شعبان جزمًا، ويجعلون قوله ([) (فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ) تفسيرًا ليوم الشك، واعترض ذلك ابن عبد السلام من المالكية بأن قوله ([) {فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَه أي أكملوا عدة ما قبله ثلاثين يومًا- يدل علي أن صبيحة الغيم من شعبان جزمًا، ويقابلهم الحنابلة الذين يوافقون الجمهور، لكنهم يرون في ظاهر المذهب عندهم أن وجود الغيم ينفي كونَه يومَ شك، لأنه حينئذ يُعَدُّ من رمضان.
الاستشهاد بقول الرسول([)
ويجعلون قوله([) وآله وسلم (إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ) مَسُوقًا لبيان التفرقة بين حكم الصحو والغيم؛ فإذا كانت رؤية الهلال شرطًا للصوم في الصحو فالمغايرة تقتضي عدم كون الرؤية شرطًا في الغيم، ومعني {فَاقْدُرُوا لَهُ} عندهم أي فضيِّقوا له وقدِّروه تحت السحاب، وقد صنف بعض العلماء في تحديد يوم الشك، كما فعل مفتي مكة المكرمة العلاّمة الشيخ إبراهيم بن حسين ابن بيري الحنفي.
صيام يوم الشك
لكن ما هو حكم صوم يوم الشك ؟
- له حالتان.. الأولي: أن يُصام عن رمضان بنية الاحتياط له، فهذا هو المراد بالنهي عند جمهور العلماء، ثم منهم من جعله حرامًا لا يصح صومه كأكثر الشافعية، ومنهم من رآه مكروهًا كالحنفية والمالكية والحنابلة، فإن ظهر أنه من رمضان أجزأه عند الليث بن سعد والحنفية، ولم يجزئه عند المالكية والشافعية والحنابلة والثانية: أن يُصام عن غير رمضان، فالجمهور أنه يجوز صومه إذا وافق عادةً في صوم التطوع كما هو نص حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ويلتحق بذلك عندهم صوم القضاء والنذر، أمَّا التطوع المطلق من غير عادة فهو حرام علي الصحيح عند الشافعية إلا أن وصله بما قبله من النصف الثاني فيجوز، ولا بأس به عند الحنفية والمالكية.
النهي عن الصيام
وما الحكمة في النهي عن صومه؟
فيها خلافٌ يذكره الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" بقوله"وَالْحِكْمَةُ فِيهِا لتَّقَوِّي بِالْفِطْرِ لِرَمَضَان لِيَدْخُلَ فِيهِ بِقُوَّة وَنَشَاط، وَهَذَا فِيهِ نَظَرٌ؛ لأَنَّ مُقْتَضَي الْحَدِيثِ أَنَّهُ لَوْ تَقَدَّمَهُ بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَوْ أَرْبَعَة جَاز.. وَقِيلَ: الْحِكْمَة فِيهِ خَشْيَة اِخْتِلاط النَّفْل بِالْفَرْضِ، وَفِيهِ نَظَرٌ أَيْضًا؛ لأَنَّهُ يَجُوزُ لِمَنْ لَهُ عَادَةٌ كَمَا فِي الْحَدِيثِ، وَقِيلَ: إنَّ الْحُكْمَ عُلِّقَ بِالرُّؤْيَةِ فَمَنْ تَقَدَّمَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ فَقَدْ حَاوَلَ الطَّعْنَ فِي ذَلِكَ الْحُكْمِ. وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَدُ" وهذا الذي اعتمده الحافظ في حكمة النهي يزيد وضوحًا عند معرفة منهج الإسلام في رؤية الهلال؛ فإن الحاكم هو الذي يقضي بصحة بينة الرؤية -عند إمكانها فلكيًّا-، فإذا حكم بعدم ثبوت الشهر فإن حكمه هذا يرفع النزاع في الأمر الظني ظاهرًا وباطنًا ويحسم مادة الخلاف فيه.
حقن لا تفطر!
هل الحقن بجميع أنواعها (في الوريد أو العضل أو الشرجية ) تبطل الصوم ؟
الحقن التي في الوريد أو العضل لا تفطر الصائم إذا أخذها في أي موضع من مواضع ظاهر البدن، سواء أكانت للتداوي أو للتغذية أو للتخدير؛ لأن شرط نقض الصوم أن يصل الداخل إلي الجوف من منفذ طبيعي مفتوح ظاهرًا حسًّا؛ والمادة التي يُحقَن بها لا تصل إلي الجوف أصلاً، ولا تدخل من منفذ طبيَعي مفتوح ظاهرًا حسًّا، فوصولها إلي الجسم من طريق المسام لا ينقض الصوم.
الشرجية مفسدة للصوم
وأمّا الحقن الشرجية (وهي التي تُعرَف بالحُقنة والاحتقان عند الفقهاء) فمذهب جمهور العلماء أنها مفسدة للصوم إذا استُعمِلت مع العمد والاختيار؛ لأن فيها إيصالاً للمائع المحقون بها إلي الجوف من منفذ مفتوح، وذهب اللخمي من المالكية إلي أنها مباحة لا تُفطِر، وهو وجه عند الشافعية قاله القاضي حسين، وفي قول آخر عند المالكية أنها مكروهة.
موقف الفحص المهبلي
هل الفحص المهبلي يبطل الصوم؟
- أما الفحص المهبلي الذي يتم فيه إدخال آلة الكشف الطبي في فرج المرأة فإنه يفسد الصوم عند الجمهور، خلافًا للمالكية، حيث نصوا علي أن الاحتقان بالجامد في الدبر أو فرج المرأة لا قضاء فيه.
وهل وضع النقط في الأنف أو الأذن يبطل الصوم ؟
- الجوف عند الفقهاء عبارةٌ عن المعدة، والأمعاء، والمثانة -علي اختلاف بينهما فيها-، وباطن الدماغ، فإذا دخل المفَطِّر إلي أي واحدة منها من منفذ مفتوح ظاهرًا حسًّا فإنه يكون مُفسِدًا للصوم.
ولذلك يجعلون وضع النقط في الأنف (ويُسمَّي عندهم الاستعاط أو الإسعاط أو السُّعُوط) مفسِدًا للصوم إذا وصل الدواء إلي الدماغ، فإذا لم يجاوز الخيشوم فلا قضاء فيه ،وكذلك وضع النقط في الأذن مذهب جمهور الفقهاء والأصح عند الشافعية أن الصوم يفسد بالتقطير في الأذن إذا كان يصل إلي الدماغ، بينما يري بعض الشافعية كالإمام أبي علي السِّنْجي والقاضي حسين والفوراني -وصححه حجة الإسلام الغزالي- أنه لا يفطر.
الاستنشاق وبخاخة الربو
هل استنشاق بخاخة الربو يبطل الصوم؟
- استعمال هذه البخاخة يفسد الصوم؛ لأن فيها إيصالاً لهذا السائل علي هيئة رذاذ له جِرْمٌ مؤثِّر إلي الجوف عن طريق منفذ منفتح وهو الفم، وليس صحيحًا ما يُقال من أنه مجرَّد هواء وإلا لم يكن علاجًا، فإن الهواء المجرد يتنفسه المريض وغيره، وعلي ذلك فللمريض الذي لا يستغني عن هذه البخاخة في شفائه أن يفطر شرعًا، بل إذا كان يخشي علي نفسه الهلاك إن لم يستخدمها طوال النهار فإن الفطر واجب عليه شرعًا حتي لو طال ذلك أو استدام معه، ويجب عليه مع ذلك إخراج فدية وهي أن يُطعِم عن كل يوم مسكينًا، فإذا برئ من مرضه وقدر علي الصيام وجب عليه القضاء ولا تكفيه الفدية التي أخرجها قبل ذلك.
المهم ألا يتعمد!
هل القيء يبطل الصوم ؟
إذا غلب القيءُ الصائم من غير تسبب منه لذلك فصيامه صحيح ولا قضاء عليه، ولكن عليه ألاّ يتعمد ابتلاع شيء مما خرج من جوفه وألاّ يُقصِّر في ذلك، فإذا سبق إلي جوفه شيء فلا يضره، أما من تعمد القيء وهو مختار ذاكر لصومه فإن صومه يفسد ولو لم يرجع شيء منه إلي جوفه.
هل التبرد بالماء يؤدي إلي إبطال الصيام؟
- اغتسال الصائم للتبرد جائز شرعًا ولا شيء فيه ولا يُفسد الصوم؛ لِمَا رُوِي في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ جُنُبًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ، فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ"، ولِمَا أخرجه الإمام مالك وأبو داود من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال"لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم بِالْعَرْجِ يَصُبُّ عَلَي رَأْسِهِ الْمَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ مِنَ الْعَطَشِ أَوْ مِنَ الْحَرِّ".وعلي الصائم أن يحرص علي عدم دخول الماء إلي جوفه من الفم أو الأنف، فإذا حصل دخولُ جزء من الماء في الجسم بواسطة المسامِّ فإنه لا تأثير له؛ لأن المُفطِر إنما هو الداخل من المنافذ المفتوحة.
الحجامة ونقل الدم
هل نقل الدم يبطل الصوم ؟
الحجامة لا تُفسِد الصوم؛ لأن الفطر مما دخل لا مما خرج، وهذا ضابط أغلبي، ومثلُ الحجامة في الحكم نقلُ الدم؛ فإنه لا يؤثر علي صحة الصوم، لكن بشرط أن يأمن الصائم علي نفسه الضعف أو الضرر.
السواك.. والمعجون
ما حكم استعمال السواك أو المعجون وفرشاة الأسنان أثناء الصوم؟
- يجوز للصائم استعمال السواك لتنظيف الفم والأسنان واللسان، بل هو مستحبٌّ خاصة في الصباح بعد اليقظة من النوم، وعند تغير الفم، وقد كره الإمام الشافعي استعمال السواك بعد الزوال للصائم؛ لِمَا جاء في الحديث الشريف من أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وكذلك الحال في استعمال المعجون وفرشاة الأسنان في نهار رمضان، بشرط أن ينقي الفم بالماء جيدًا من آثار المعجون حتي لا تتسرب مادته إلي الحلق، فإن بقيت رائحة المعجون أو طعمه فإنّ ذلك لا يُؤثِّر ما دامت مادة المعجون نفسها قد زالت.
حكم الجهر بالإفطار
نشاهد كثيرًا من الناس لا يصومون رمضان ويجاهرون بالإفطار أمام الصائمين بمَ ترد عليهم الشريعة الإسلامية؟
من المظاهر السيئة والعادات القبيحة والذنوب الكبيرة إفطار بعض المسلمين في رمضان والمجاهرة بهذا الإفطار في الشوارع أو الدواوين أو غيرها دون مراعاة لحق الله أو حرمة رمضان أو شعور الصائمين والإفطار في ذاته ذنب ومعصية لأن صوم رمضان ركن وفريضة ولكن هذه المعصية تكون أكبر وأفحش إذا أعلنها صاحبها وجاهر بها والنبي ([) يقول كل أمتي معافي إلا المجاهرين. المعصية التي يجاهر بها صاحبها يسهل الأمر علي غيره ليجاهروا بها مثله والله تعالي يقول" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُون« ويقول الأثر الإسلامي »إذا بليتم فاستتروا« ومن القواعد الإسلامية أن ذنب السر أخف من ذنب العلن وإن كان الإنسان في الحالتين عاصيًا ومؤاخذًا. وليعلم كل من يجاهر بالإفطار قوله ([) »اتقوا شهر رمضان فإنه شهر الله. أن تفرطوا فيه فقد جعل الله لكم أحد عشر شهرًا تنعمون فيها، وجعل لنفسه شهر رمضان فاحذروا شهر رمضان " أي احذروا التفريط والاستخفاف بحرمته .
هل الصوم درجات ؟ وما هي تلك الدرجات؟
- نعم للصوم درجات، فمن الناس من يصوم عن الطعام والشراب فحسب وهذه أقل درجات الصوم، ومن الناس من يصوم عن الطعام والشراب والأعمال السيئة والأقوال الرديئة، وتلك هي أعلي من السابقة، وهناك صفوة يصومون عن الطعام والشراب وسوء الأعمال ومنكرات الأقوال، وتصوم قلوبهم عن الأهواء وخواطرهم عما سوي ربهم، وتلك نهاية عليا في الصوم، ونجد أن الإمام الغزالي قد جعل الصوم ثلاث درجات: صوم العموم: وهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة.
وصوم الخصوص: وهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام.
وصوم خصوص الخصوص: وهو صوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوي الله عز وجل بالكلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.