بدأ الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الجديد في تلقي التهاني من رؤساء وزعماء وقادة العالم فور إعلان فوزه رئيساً للبلاد في أول انتخابات حرة ونزيهة في تاريخ مصر وتزامن ذلك مع احتشاد الملايين بميادين مصر وشوارعها احتفالا وتأييدا للرئيس الجديد وفي إجراء متوقع أعلنت جماعة الإخوان المسلمين استقالة الدكتور محمد مرسي من كل مناصبه، سواء في الجماعة أو حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لها، وذلك بعد إعلان فوزه برئاسة الجمهورية. وقام الدكتور مرسي بإلقاء أول خطاب له بعد الفوز، وذلك داخل استوديو قطاع النيل للقنوات المتخصصة التابع للتليفزيون المصري بالمقطم. »قل بفضل لله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون« بتلك الآية بدأ الرئيس الدكتور محمد مرسي كلمته للشعب المصري الذين وصفهم ب »أحبائي« وحامداً ربه بالوصول للحظة التاريخية التي شكلها المصريون وبإرادتهم ودمائهم وتضحياتهم ودموعهم. وأضاف أول رئيس منتخب لمصر بعد ثورة يناير: »فما كنت لأقف بين أيديكم اليوم كأول رئيس منتخب في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 52 يناير لولا توفيق الله سبحانه وتعالي ثم هذه التضحيات وتلك الدماء الزكية لشهدائنا الأبرار ولمصابينا العظام«. ووجه الشكر والتحية لشهداء ثورة 52 يناير وأمهاتهم ولآبائهم ولأهالي المصريين ممن فقدوا العزيز عليهم وضحوا به من أجل مصر، موضحاً أن الذين صبروا علي فقد فلذات أكبادهم ثمناً للحرية لن تضيع دماء أبنائهم الزكية. ووجه الرئيس مرسي التحية لجميع قضاة مصر الذين أشرفوا علي الانتخابات الرئاسية وحتي الذين لم يشرفوا عليها لأنهم السلطة الثالثة المستقلة عن السلطة التنفيذية والتشريعية، موجهاً التحية أيضاً للشرطة المصرية التي قامت بتأمين الانتخابات بكل نزاهة. وتابع مرسي قائلا: »إنني اليوم باختياركم وبإرادتكم أنتم بعد فضل الله عز وجل رئيس لكل المصريين في الداخل والخارج ومحافظات ومدن وقري مصر، كلكم أهلي جميعاً المصريين المسلمين والمسيحيين الكبار والشباب والآباء والأمهات والفلاحين والعمال والموظفين والمعلمين، أساتذة الجامعات ورجال الأعمال والقطاع العام والخاص والحكومة والعاملين في كل مؤسسات الدولة والتجار«. وأردف الرئيس: أتوجه إليكم جميعاً في هذا اليوم المشهود الذي أصبحت فيه بعد فضل الله وإرادتكم رئيسا لكل المصريين سأكون لكل المصريين علي مسافة واحدة لكل قدر ومكانتهم لا يتميزون إلا بمقدار عطائهم لوطنهم واحترامهم للدستور والقانون«. ووجه مرسي التحية لرجال السلك الدبلوماسي والمخابرات العامة مضيفاً: »أيها الشعب المصري العظيم إن مصر الحبيبة التي تسكن في قلوبنا جميعاً والتي أبهرت العالم بطوابير ناخبيها لهي في حاجة الآن إلي توحيد الصفوف وجمع الكلمة حتي يجني الشعب العظيم والصابر ثمار تضحياته في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية وهي الأهداف الأساسية التي انطلقت بها حناجر الثوار في كل ميادين مصر في 52 يناير 1102 والتي لا تزال هذه الحناجر تعلنها قوية في كل مشاهد الثورة المستمرة..الثورة مستمرة حتي تتحقق كل أهدافها.. معاً نستكمل المسيرة.. وأكد الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي تقديره لشعب مصر العظيم ولجيش مصر خير أجناد الأرض، مشددا علي تقديره لدور القوات المسلحة وحرصه علي تقوية والحفاظ علي هذه المؤسسة العريقة التي نحبها ونقدرها جميعا. وقال مرسي: كل التحية لشعب مصر العظيم ولجيش مصر خير أجناد الأرض وللقوات المسلحة وكل أبنائها أينما وجدوا.. تحية خالصة من قلبي لهم، وحب لا يعلمه في قلبي إلا الله سبحانه وتعالي.. فأنا أحب هؤلاء وأقدر دورهم وأحرص علي تقويتهم وعلي الحفاظ عليهم وعلي المؤسسة العريقة التي نحبها ونقدرها جميعا. وأوضح أننا سنحافظ علي المعاهدات والمواثيق الدولية وكافة الاتفاقيات المبرمة معنا، قائلا: إننا سنؤسس لعلاقات متوازنة بيننا وبين كل القوي العالمية علي أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. كما أكد مرسي أن مصر قادرة علي الدفاع عن نفسها وأن تمنع أي عدوان عليها أو علي أراضيها. كان الشارع المصري قد شهد ردود أفعال واسعة عقب إعلان فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية، من مختلف التيارات الدينية والسياسية، لتهنئة الدكتور محمد مرسي كأول رئيس منتخب بعد ثورة يناير. ومن جانب آخر بعث الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، والمرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية، ببرقية تهنئة إلي الدكتور محمد مرسي الفائز بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية. وقال الفريق شفيق، في البرقية »السيد الدكتور محمد مرسي، رئيس جمهورية مصر العربية، يطيب لي أن أقدم لكم خالص التهنئة لفوزكم بانتخابات رئاسة الجمهورية، متمنيا لكم التوفيق في المهمة الصعبة التي كلفكم بها شعب مصر العظيم.. الفريق أحمد شفيق«.. أكد المستشار ماهر البحيري عضو اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، والنائب الأول للمحكمة الدستورية العليا، أن اللجنة أخطرت الدكتور محمد مرسي المرشح الفائز بنتيجة انتخابات الرئاسة، فور إعلان النتيجة كرئيس للجمهورية. وتوجه مندوب من اللجنة، فور إعلان نتائج الطعون ونتيجة اللجان العامة والفرعية في المؤتمر الصحفي الذي عقده المستشار فاروق سلطان في الهيئة العامة للاستعلامات بمدينة نصر، إلي الدكتور محمد مرسي في محل الإقامة المدون في أوراق التقدم بالترشح، وأخطره رسميا بالنتيجة. بينما قام المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة بتهنئة د. مرسي بفوزه برئاسة الجمهورية. وأرسل »د. الجنزوري« برقية تهنئة، هنأ فيها الدكتور محمد مرسي بفوزه برئاسة الجمهورية، متمنيا استقرار الأوضاع في مصر. من جانبه، أكد المستشار محمد عطية، وزير التنمية المحلية، أن الرئيس الجديد محمد مرسي من حقه بمفرده اختيار رئيس حكومة جديد دون أدني تدخل من المجلس العسكري، ويجوز أن يكون هناك تشاور بين مرسي والعسكري في اختيار رئيس الحكومة الجديد، ولكن ليس من حق العسكري إجباره علي مرشح بعينه. فيما تقدم الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية للدكتور محمد مرسي بخالص التهنئة بمناسبة فوزه بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية، متمنياً له التوفيق في تحقيق المصلحة الوطنية، ولم شمل كل المصريين بكافة اتجاهاتهم وأطيافهم، داعياً المولي عز وجل أن يعينه الله فيما أقامه. فيما هنأ الدكتور عبد القوي خليفة محافظ القاهرة وجميع العاملين بالمحافظة، الدكتور محمد مرسي، بفوزه بمنصب أول رئيس منتخب بعد ثورة يناير المجيدة. من جانبه هنأ الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، بفوزه برئاسة البلاد، وطالبه بضرورة البدء فورا في المصالحة الوطنية ولم شمل المصريين، وطي صفحة الماضي، كما طالب الشعب المصري باحترام النتيجة حتي لو كان الفرق صوتاً واحداً فقط، فلابد أن يعي الجميع أن هذه هي الديمقراطية، حيث أصبحت مصر الآن في مصاف الدول الديمقراطية وحجزت لها مقعدا وسطهم. وأكد الدكتور ماجد خلوصي، نقيب المهندسين، أن فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية يعد خطوة أساسية علي طريق الإصلاح السياسي والاقتصادي، مشيراً إلي أن الإرادة السياسية للبلاد ظلت مكبلة طيلة العقود الماضية، مشيراً إلي أن النقابة بدأت منذ لحظة إعلان فوزه رئيساً للبلاد في تشكيل وفد من أعضاء المجلس تمهيداً لتهنئته بمقر رئاسة الجمهورية. وأعرب المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية عن أمله في أن تبدأ مصر مرحلة البناء والتعمير وتوحيد الصفوف خلف الرئيس المنتخب، وتمني أن يقوم الفريق أحمد شفيق بالظهور مع الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي لتهنئته بالرئاسة أسوة بما حدث في فرنسا، مؤكدا أن التجربة الديمقراطية قد أتت ثمارها، وأجبرت العالم كله علي احترامنا كشعب مارس حقه في اختيار رئيسه. كما أكد الدكتور سامي طه نقيب البيطريين علي ضرورة أن يكون الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية رئيساً لكل المصريين، وليس لجماعة الإخوان المسلمين أو لأعضاء حزب الحرية والعدالة، مشيراً إلي أهمية إعادة بناء مصر المؤسسات. من جانبه، هنأ السيد محمود الشريف نقيب الأشراف الدكتور محمد مرسي، داعيا الله أن يوفقه في تحمل عبء مسئولية البلاد في تلك الظروف، طالب بضرورة البدء في المصالحة الوطنية، حيث إنه لا يمكن للرئيس أن ينهض بالبلاد بمفرده، فيجب أن يشارك كافة طوائف المجتمع في بناء الجمهورية الثانية.. وأرسل الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك برقية تهنئة إلي الرئيس الجديد المنتخب الدكتور محمد مرسي لفوزه برئاسة الجمهورية بعد إعلان النتائج النهائية في المؤتمر، وجاء في البرقية "نهنئ الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية، ونتمني له كل التوفيق، وأننا ندرك أن فوزه تحقيق للديمقراطية التي ننشدها، لأن فيها حل مشاكل كل المواطنين، وتحقيق أملهم، وأن في فوزه سيادة القانون والمؤسسات الدستورية التي تنشدها ثورة يناير المجيدة، مع تمنياتنا بالتوفيق لسيادتك من أجل بناء مصر".