الشيخ جمال قطب - د. حامد أبوطالب - مجيد مجيدى علي الرغم من مرور فترة وجيزة علي تعرض إيران للانتقادات اللاذعة التي وجهت إليها بسبب مسلسلي "يوسف الصديق"، و"مريم العذراء"، ومن بعدهما " الحسن والحسين " إلا أنها قامت مرة أخري بتحديد ميزانية ضخمة لإنتاج ومن ثم عرض فيلم "محمد رسول الله" ، الفيلم الذي يجسد لأول مرة شخص الرسول - عليه الصلاة والسلام - علي الشاشة غير مبالية في طريقها بالفتاوي الدينية أو الانتقادات التي توجه إليها من مسلمي العالم. يأتي الفيلم السينمائي (محمد رسول الله) في ثلاثة أجزاء، وقد انتهي مخرج الفيلم مجيد مجيدي من تصوير الجزء الأول منذ أسابيع قليلة، ويتناول الجزء الأول منه الذي تم إنتاجه وتصويره طفولة الرسول منذ ولادته حتي بلوغه الثانية عشرة من عمره، كما يتناول الفيلم نشأة الرسول، وسفره مع عمه أبي طالب إلي الشام، ووصولهما إلي صومعة الراهب المسيحي "بحيرا"، الذي بشر أبا طالب بظهور خاتم الأنبياء محمد -عليه الصلاة والسلام- بعد المسيح عيسي - عليه السلام. وأعلن المخرج متحديا عن تجسيد شخصية الرسول الكريم- محمد صلي الله عليه وسلم- معللا ذلك بأنه يحاول من خلال الفيلم الرد علي الرسوم المسيئة للرسول ([) من خلال عرض سيرته ،ومنهجه وحياته الذاتية ،وما حدث عند هجوم إبرهة الحبشي علي الكعبة، وأجزاء من المدينةالمنورة، وحركة القوافل بين مكةوالمدينة قبل البعثة. "محمد رسول الله " فيلم يأتي ضمن سلسلة من أعمال درامية جسدت من خلالها شخصيات الأنبياء والصحابة وسبق أن حرم الأزهر تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية، بفتوي لمجمع البحوث الإسلامية الذي يضم كبار علماء أهل السنة والجماعة، نصت علي أنه لا يجوز شرعا تجسيد الأنبياء والرسل والعشرة المبشرين بالجنة في الأعمال الفنية، سواء أفلاما سينمائية أو مسلسلات تعرض علي التليفزيون أو ما شابه، مؤكداً أن الإسلام لا يرفض الأعمال الفنية الجادة والهادفة، كما أنه يحرم ظهور كل الأنبياء والرسل لما لهم من قدسية خاصة، وما قد يثيره تجسيد الأنبياء والصحابة من جدل، وعلي الرغم من ذلك لم يستمع أحد لصوت الأزهر . فلقد حاولت الدراما الإيرانية أن تلجأ أكثر من مرة الي مثل هذا النوع من الدراما لاستقطاب الناس باعتبار أن الفن من أكثر الوسائل التي تجذب الناس دون الحاجة إلي كتابة الكتب والمقالات ، وجذب المزيد منهم الي الفكر الشيعي المترسخ لديهم ، والتعبير عن عقيدتهم وفكرهم الديني ، لذلك لا مانع لديهم في إطلاق الفتاوي التي تبيح تجسيد الأنبياء علي الشاشة . يقول د. حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية إنه لابد من منع عرض هذا الفيلم وما شابهه علي المسلمين في كافة أنحاء العالم، كما يجب علي علماء الدين في إيران الوقوف بكل حزم ضد هذا وأضاف أن الأزهر سبق أن حرم تجسيد الصحابة في الأعمال الفنية عن طريق مجمع البحوث الإسلامية الذي يضم كبار علماء أهل السنة والجماعة، حيث أفتي أنه لا يجوز شرعا تجسيد الأنبياء والرسل والمبشرين بالجنة وآل البيت في الأعمال الفنية. كما لابد علي وزارة الإعلام منع عرض هذه الأعمال الدرامية التي تجسد الأنبياء وعدم الإطاحة بقرارات الأزهر عرض الحائط وترك الفرصة للأعمال التي تناقش يقدم من خلالها تجسيد الأنبياء وآل البيت مثل مسلسل يوسف الصديق ومن بعدها الحسن والحسين وغيرها ، حتي وصل بنا الحال الي تجسيد سيد الخلق »محمد رسول الله[« لا يوجد أحد من البشر يمكن أن يجسد سيرة أشرف الخلق فهو نبي خلق الكون من أجله فكيف لشخص يجسد الدور وبعدها يجسد أدوارا أخري، فلماذا لا تراعي الوزارة قرارات وفتاوي الأزهر، تلك القنوات الفضائية التي تسعي لجمع الأرباح والإعلانات فتخلق فتنة بين الشعب وبعضه فعلي الأقل تكون قرارات الأزهر ملزمة فمنذ أن رفع الأزهر دعوي قضائية ضد عرض مسلسل يوسف الصديق لم يتم حسم القضية ، لذلك فنحن هنا لا نملك أن نحاسب إيران علي إهانة المقدسات والديانات لأننا أتحنا لها فرصة أن تقدم ما تريد فأي دين يقبل أن يقدم مغالطات في الديانات وأن نري محمدا أشرف المرسلين يجسد سيرته ممثل علي الشاشات. يضيف الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقا أن الأنبياء وأمهاتهم وزوجاتهم لهم قدسيتهم الخاصة ،وتجسيدهم يحرم بتاتا ، والمشكلة تكمن في عدم وضع القوانين التي تضع حدا ، لذلك يفعل الجميع ما يريدون دون عمل حساب للشرع والفتاوي الدينية ، لذلك يجب وضع قانون يمنع هذا الجرم ، ومن فعل ذلك وقام بتجسيد الأنبياء يكون قد ارتكب جرما كبيرا ، لأن ذلك يمثل اعتداء عليهم وحرماتهم وهو ما يخالف تعظيمهم وتوقيرهم ، فأين هذه الشخصيات من النبي – عليه الصلاة والسلام – لا يجوز فهو بمثابة الإساءة لهم ، فالمجامع الفقهية جميعها تحرم تجسيد الأنبياء والصحابة والأئمة الأربعة وهي بها العظيم من العلماء ولا اختلاف في ذلك ، وحتي فرضا إن وجد اختلاف هذا ليس دليلا علي جواز ذلك ، فهناك الأعلم والأتقي . وأكد أن الإقدام علي هذا الأمر يعتبر استهانة بالنبي -صلي الله عليه وسلم- وبأصحابه رضي الله عنهم وتعريض سيرته وأعماله وسيرة أصحابه وأعمالهم للتلاعب والاستهتار من قبل الممثلين وتجار السينما يتصرفون فيها كيف شاءوا ويبرزونها علي الصفة التي تلائمهم بغية التكسب والاتجار من وراء ذلك؛ ولما في هذا العمل الخطير من تعريض النبي -صلي الله عليه وسلم- وأصحابه رضي الله عنهم للاستهانة والسخرية وجرح مشاعر المسلمين فإني أكرر استنكاري بشدة لهذا العمل، وأطالب جميع المسلمين في كافة أنحاء العالم استنكارهم لذلك كما أرجو من جميع الحكومات والمسئولين بذل جهودهم لوقف إكماله وعرضه، وفي إبراز سيرته -صلي الله عليه وسلم. يتفق معه في الرأي عبدالفتاح الشيخ رئيس قسم أصول الفقه بالأزهر سابقا أن تمثيل الأنبياء والرسل ينافي تعظيمهم وتوقيرهم وإجلالهم قال تعالي "لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا " وتمثيل الأنبياء ظهر في عصرنا علي أيدي من يحرفون الفتاوي، فلقد أساءوا إلي أنبياء الله ورسله بإساءات كثيرة، وحصل مؤخراً أن تلقف تمثيل الأنبياء والرسل من المنتسبين إلي الإسلام فحاولوا القيام بذلك.