محمية وادي الريان التي تعرف بشلالاتها الرائعة وطبيعتها الصحراوية الخلابة، ذهبت إلي هناك ولكن ليس من أجل كل هذا ولكن لمعرفة حقيقة أزمة دير الأنبا مكاريوس أو الدير المنحوت كما يطلق عليه أهل المنطقة -لانك إذا رأيته تشعر وكأنه منحوت في الجبل حيث استغل الدير حالة الانفلات الأمني والانشغال بانتخابات الرئاسة، وقام بالاستيلاء علي "محمية وادي الريان" الطبيعية وبناء سور حولها بهدف ضمها، مانعاً موظفي المحمية من دخولها، بالرغم من أنها مسجلة رسميا في وثائق الدولة واليونسكو ضمن المحميات الطبيعية. عند بوابة محمية وادي الريان استوقفني أحد موظفي المحمية وسألني عن وجهتي فقلت له دير الأنبا مكاريوس فظهرت علي وجهه علامات الاستغراب، واستدعي علي الفور مدير المحمية فجاء الي مسرعا وعرفني بنفسه عرفة السيد أمين مدير المحمية وبادر بسؤالي كيف عرفت قصة هذا الدير؟ فهناك تعتيم إعلامي علي كل مايحدث بخصوص هذا الدير خوفا من الفتنة الطائفية . فمشكلة هذا الدير بدأت منذ عام 1998 حيث بدأ الدير في الاستيلاء علي أراضي المحمية الممنوع البناء عليها وفقا للقانون وضمها للدير. أكثر من هذا أنهم في أعقاب الثورة توسعوا بشكل رهيب في الاستيلاء علي الأراضي التي تقدر ب35 كم مربع كما قاموا ببناء سور حولها يبلغ طوله 4 كيلو مترات وارتفاعه متر ونصف. وعندما حاولنا أن نمنعهم تعدوا علي موظفي المحمية بالضرب ، فجاءت قوات من الجيش وهدمت عددا من المباني التي قاموا ببنائها ولكنهم مازالوا حتي الآن مستمرون في عملية التوسع علي الأرض واستكمل بناء السور مع العلم أن هذه المنطقة هي أكبر تجمع للحيوانات في المحمية وبها عدد من عيون المياه الجوفية.. بعد انتهائي من الكلام معه طلبت منه أن يدلني علي مكان الدير فقال إنه في منطقة العيون علي بعد أربعين كيلو من هنا . تطوع عم محمد الذي يعمل في المحمية ليدلني علي مكان الدير وفي أثناء سيرنا قال لي البناء مستمر هناك منذ أكثر من أسبوع ليلاً ونهاراً للانتهاء من إدخال المحمية الطبيعية إلي ممتلكات الدير في ظل الانشغال الإعلامي بالانتخابات الرئاسية وذكر أن موظفي البيئة يتم منعهم يوميا من الاقتراب من أماكن عملهم، ومنع الوفود السياحية من التواجد في هذه المنطقة . وأشار عم محمد إلي احتمال تورط أصابع إسرائيلية، خاصة أن أكثر السياحات الأجنبية لهذه المنطقة هي عبارة عن وفود من جماعات صهيونية، بدأت علنًا بالبحث عما تزعم أنه " قبر النبي يعقوب" في المنطقة، إضافة إلي احتمال تورط يوسف والي وزير الزراعة الأسبق والمعروف، حسب أهل المحافظة، بجذوره اليهودية. وفي الطريق إلي هناك وجدت مركز يوسف الصديق دخلت إلي هناك لأقابل محمود عبدالصمد نائب رئيس المركز قال تقدمنا ببلاغات كثيرة ضد ما يقوم به دير الأنبا مكاريوس المعروف باسم الدير المنحوت لما قاموا به من التعدي علي المحمية الطبيعية بوادي الريان بإقامة المنشآت وإتلاف النباتات النادرة داخل المحمية الطبيعية وإقامة إنشاءات عشوائية بالمخالفة لقوانين البيئة والمحميات الطبيعية فقد قاموا بجلب كميات كبيرة من البلوك الأبيض من محافظتي المنيا وسوهاج عن طريق سيارات نقل كبيرة اجتازت الدروب الصحراوية بالمخالفة لقراري محافظ الفيوم رقمي 664/ 1962لسنة 2009 والخاصة بحظر نقل البلوك الابيض واستخدامه في البناء بدون ترخيص. وأضاف عندما انتقلت أجهزة البيئة والوحدة المحلية وجدت كميات كبيرة تزيد علي 30 ألف وحدة من البلوك الأبيض تستخدم في البناء بدون ترخيص ، وأثناء محاولة نقل تلك التشوينات فوجئوا بتعدي الرهبان عليهم ونشبت مشادات بين الرهبان ومسئولي الوحدة المحلية وتبادلوا السب والضرب والقذف بالطوب والحجارة كما تم ضبط 4 سيارات محملة بما يزيد علي 17 ألف وحدة من البلوك الابيض كانت في طريقها للدير. أوضح أنه بعد كل هذا اتصلنا بكبير الرهبان الأب ليشع المكاري ونائبه الأب البخاموس لوقف هذه التعديات ولكنهما لم يستجيبا لنا والبناء مازال مستمرا. تركته وذهبت للدير في محاولة لكشف الحقيقة بنفسي ليظهر سور كبير يشرع العمال في بنائه وعمل الأساسات الخاصة به حول دير في وسط الجبل وعندما طلبت مقابلة أحد الرهبان رفضوا وتعللوا بأن كبير الرهبان غير موجود . تركت الدير وتوجهت لجهاز شئون البيئة في الفيوم لأقابل عويس سعيد مدير الجهاز الذي قال إن أي بناء داخل المحميات الطبيعية يعد مخالفة صارخة لقوانين البيئة والمحميات الطبيعية وتجب إزالته فورا . وأضاف لقد تعدي الدير علي مساحة تبلغ 500 فدان من الأراضي الصحراوية التي تقع في نهاية محمية وادي الريان بالقرب من حدود محافظة الفيوم مع محافظة بني سويف. وأضاف أن التعديات بدأت منذ أكثر من عشر سنوات من قبل المسئولين عن دير الأنبا مكاريوس الذي يتمتع بأهمية خاصة لدي المسيحيين. وقد قاموا باستصلاح مساحات كبيرة من الأراضي المتعدي عليها منذ أكثر من 5 سنوات وتضم المساحات الباقية مناطق جيولوجية وأثرية مهمة تطبق فيها قوانين المحميات الطبيعية ورغم هذا فإن التعديات مازالت قائمة نظرا لبعد المنطقة عن مدينة الفيوم بنحو 300 كم ووقوع الدير وسط منطقة صحراوية الدخول إليها بطريق غير مرصوف وفشلت أجهزة الأمن خلال السنوات الماضية في إزالة هذه التعديات. وأشار إلي أنه في أعقاب الثورة زادت هذه التوسعات ولم تستطع أجهزة المحميات الطبيعية وهيئة الآثار إزالة هذه التعديات ولكن قوات من الجيش تمكنت من الوصول الي المنطقة ولأهميتها الأثرية والجيولوجية قامت بالفعل بهدم عدد من المباني، ولكن البناء مازال مستمرا حتي الآن.