ماسبيرو زمان.. عبقرية الزمان.. تحلق بك إلي عالم الأبيض والأسود.. عبق التاريخ يفوح منها عندما تأخذنا للماضي الجميل برونقه وبساطته، والمتابع ل»ماسبيرو زمان» سيجد نفسه أمام وجبة دسمة من أفضل المسلسلات القديمة والبرامج الحوارية.. هل هناك هناك خريطة لهذه القناة أم مجرد عرض عشوائي لتراث ماسبيرو؟.. كان ذلك محور حوار »آخر ساعة» مع مني الهانسي رئيس قناة ماسبيرو زمان.. فإلي نص الحوار هل تتابعون عدد المشاهدات لقناة ماسبيرو زمان؟ - هذه مشكلة ماسبيرو زمان، ونحن طلبنا من الأمانة العامة باتحاد الإذاعة والتليفزيون من رمضان الماضي أن يكون هناك حصر لنسب المشاهدة ولكن لم يردوا علينا حتي الآن. إذاً كيف تتابعون ردود الأفعال تجاه القناة أو حول ما يعرض؟ - من خلال السوشيال ميديا وموقع اليوتيوب، نستطيع تقيم مايقدم علي قناة ماسبيرو زمان. البعض يشعر أنه لا يوجد خريطة لبرامج القناة وكل ما يعرض دون دراسة لمواعيد العرض ويتم بأسلوب عشوائي، فما تعليقك؟ - أنا زعلت جدا من هذا الاتهام، هناك خريطة لعرض البرامج والفقرات والمسلسلات، فمثلا حلقات الشيخ محمد متولي الشعروي قبل الإفطار، وبعد ذك مدفع رمضان، وبعد الأذان نعرض ابتهالات النقشبندي، بعدها نعرض بوجي وطمطم،بعدها برنامج حوار صريح لمني الحسيني، وكل مسلسل له ميعاد، ونحن نحاول إرضاء كل الأذواق. قلت إنك تعملين علي إرضاء كل الأذواق، كيف؟ - خريطة القناة ترضي كل الأذواق خصوصا عندنا جيل الستينيات وجيل السبعينيات وجيل الثمانينيات، فمثلا جيل الستينيات نعرض له مسلسل »الضحية» وهذا المسلسل علامة في تاريخ الدراما المصرية لعبد المنعم الصاوي وتأليف فيصل ندي ويمثل فيه سميحة أيوب وصلاح السعدني في بدايته، وأيضا نعرض لجيل السبعينيات ثلاثي أضواء المسرح، أما جيل الثمانينيات فنعرض لها مسلسل »كان ساكن قصادي»، لكن ماسبيرو زمان لاتعدي جيل الألفين، يعني 2001 لاتعرض الجديد الذي يعرض الآن. تعنين من كلامك أن خريطة القناة تتغير شهريا؟ - فعلا هي بتتغير شهريا، رغم أننا لسنا في رفاهية لاختيارات كثيرة، يعني عندما أدخل مكتبة التليفزيون وكل حاجة مرصوصة بعدد الحلقات، طبعا لازم أغير لأنه ليس هناك برامج تكفي لمدة ثلاثة أشهر، اللي هي الدورة المعتادة لأي قناة. هذا يعني أنه لا يوجد برامج كاملة في أرشيف مكتبة التليفزيون؟ - ليس كل البرامج، فمثلا هناك برنامج شو تايم كانت تقدمه فريال صالح لم أجد منه غير خمس حلقات، أنا دورتي بعملها كل شهر لأسباب كثيرة ومنها سبب عدم وجود حلقات كاملة للبرامج، وايضا لا بد من التنويع، لكنني ألتزم بعرض المسلسل حتي النهاية. ماذا يعني إذاعة 3 حلقات من مسلسل متصلة؟ - هذا لم يحدث إطلاقا، يعني مسلسل الضحية من الساعة التاسعة إلي التاسعة والنصف يخلص يدخل وراءه برنامج جديد. نحن نعرض في اليوم الواحد مسلسل أبيض وأسود وهو الضحية، ونعرض مسلسل الأحلام ومسلسل ساكن قصادي، والمسلسل الديني محمد رسول الله، وبعد رمضان هيكونوا ثلاث مسلسلات فقط. أين ذهب أرشيف التليفزيون؟ - لن أستطيع القول إن تراث ماسبيرو منهوب الناس هتزعل، هو حصل حاجات، والناس العاملون بالمكتبة لا بد أن نشكرهم، هم بينقلوا حاجات كتير، وثائقنا توثق تاريخ فني وسياسي وتاريخ رياضي وهذه أشياء لاتباع، قيمة تراثنا لاتقدر بمال. لماذا لا يقع علي عاتق قناة ماسبيرو زمان الحفاظ علي تراث التليفزيون؟ بنحاول نعمل كدة، ونتواصل مع القائمين، فمثلا نتصل بمخرج عالم الحيوان، نقول له أرقام الشرئط، وهناك ناس بيتصلوا بنا لإعطاء كافة البيانات عن الحلقات وأرقامها،لان البيانات ليست كاملة في مكتبة التليفزيون، يعني هناك شرائط في مكتبة التليفزيون ليس لها عناوين، مثلا نجد شريطا مكتوبا عليه لقاء غير معروف، ونكتشف أن هذا اللقاء لشخص مهم جدا، الموضوع مهم جدا ومحتاج إلي جهد جبار، ويحتاج الإمكانيات الفنية والهندسية. منذ بدء بث قناة ماسبيرو زمان هل طلبتم برامج أو مسلسلات ولم تجدوها أو تعثروا عليها؟ - طبعا، هناك مسلسلات كثيرة خصوصا الأبيض والأسود، فمثلا مسلسل الضحية ليس كاملا، قلت لهم ياجماعة ابحثوا عن حلقات المسلسل، خصوصا أن هذا المسلسل ثلاثية وحتي الآن لم نكمل الثلاثية، أيضا برنامج نجمك المفضل أنا لما قرأت عنه عرفت أنهم عملوا لقاءات كثيرة جدا حوالي 100 حلقة أنا عندي فقط 9 حلقات. ماذا عن فوازير رمضان.. هل كاملة الحلقات؟ - فوزاير ثلاثي أضواء المسرح ليست كاملة وعندي موسم ثلاث أو خمس حلقات، لكن الحاجات الحديثة ممكن تكون موجودة، أيضا فوازير نيللي في البدايات ليست كاملة، أيضا صورة و30 فزورة ليست كاملة، ونيللي بدأت في أواخر السبعينيات، وهذه الفترة فيها مشكلة، نحن لم نشتك لأنهم بيعملوا مجهودا في البحث عن التراث المختفي. كيف يُدار ماسبيرو زمان؟ - نحن فريق عمل محب للتراث، كل همه الحفاظ عليه لأننا نقدر تاريخنا، أنا أقول هذا الكلام لأن اسم المعد أو المخرج الذي يقوم بهذا العمل غير موجود علي شاشة ماسبيرو زمان، ماديا هو ليس مميزا في راتبه،المعدون مهمتهم البحث في مكتبة التليفزيون وعلي النت عن برامج قديمة ومعلومات، ويبدأون يشاهدون الحلقات الموجودة، هذا عملهم ويكتبون تقارير عن الحلقة، يبدأ بعد ذلك عمل المخرج. كم عدد العاملين في القناة؟ - 25 شخصا يعملون في القناة، ونحن نكتفي بهذا العدد، وكل ما العدد أصبح قليلا الشغل يكون رائعا، إلا لو الموضوع توسع أكثر والمكتبة توسعت في نقل الشرائط،ممكن نطالب المزيد. لماذا لا توجد مذيعة ربط تشرح المسلسل لجيل لا يعرف عنه شيئا؟ - في الانفو بار» أقصد الشريط أسفل الشاشة» بنكتب ونوضح ذلك، نحن في طريقنا إلي ذلك لكن نفكر إزاي يطلع بشكل ملائم، ومازال الموضوع تحت الدراسة. العلامة المائية المصاحبة للأعمال القديمة تشوه الصورة هل يمكن الاستغناء عنها؟ - صعب جدا، فهي تحافظ علي التراث وهذه مادتك، العلامة المائية حاجة أمنية تحافظ علي التراث حتي لاتسرقه جهة أخري، نحن قمنا بتصغير العلامة المائية. لماذا لا يتم إعادة إعلانات زمان؟ - تقدمنا بهذه الفكرة إلي القطاع الاقتصادي ويتم دراستها خصوصا إننا نملك هذه الإعلانات ووعدوا بدارسة هذا الموضوع، وهذا الكلام يحدث منذ عام. إذا تابعت »ماسبيرو زمان» ستحصل علي وجبة دسمة من أفضل المسلسلات القديمة والبرامج الحوارية، وستكتشف الفارق ما بين الماضي والحاضر، فمثًلا المذيعون كانوا يمتازون بمستوي رائع في الحوار والتمكن من اللغة ومخارج الألفاظ والدقة في انتقاء الكلمات، بالإضافة طبعًا إلي الثقافة العامة التي كانت تظهر بوضوح أثناء الحوارات مع أعظم الأدباء والفنانين، وذلك علي الرغم من عدم توافر وسائل الاتصال الموجودة الآن والتي تسهل الوصول إلي أي معلومات دون أي جهد، وهذا عكس المعد والمذيع قديمًا لأنهم كانوا يبذلون قصاري جهدهم في الوصول إلي أدق التفاصيل في حياة الضيف حتي يخرج لنا برنامج حواري وثقافي هادف نستفيد منه. هذا ينطبق أيضا علي برامج الأطفال التي كانت تتمتع بالثقافة والفكر لإنشاء جيل واع ومتحضر، علي عكس نوعية البرامج الحالية التي تخلق أجيالًا متعصبة وعنيفة ولا تتمتع بأي وعي ثقافي. فضائية ماسبيرو زمان تنجح في أن تكون الورقة الرابحة في ظل حالة الركود التي تعانيها الذي حققته قناة جديدة لكنها تبث مواد إعلامية قديمة، وتعيدك القناة للزمن الجميل بأخباره وطرائفه عبر بثها علي شريط الأخبار أسفل الشاشة أخبار عمالقة الفن المصري والعربي، كأن تقرأ خبرا عن توجه الفنانة تحية كاريوكا لإحياء حفل خيري، أو بدء تصوير فيلم، أو إحياء العندليب لحفل في حديقة الأندلس أو جولات أم كلثوم الغنائية، ما يثير النوستالجيا تجاه روعة ذاك الزمن الجميل. تحت عنوان »من فات ماسبيرو تاه» بدأت القناة الوليدة بث ما يحويه أرشيف التلفزيون منذ عام 2016، أن أغلب تلك المواد التي تعرض الآن متهالك فنيا (في الأصل) ولم يرمم، وربما هي آخر ما تبقي لديهم بعد أن ضاع ما تبقي، في أقبية المبني المهترئ، الذي لا يعرف النظم الحديثة للحفظ والأرشفة.