علي مدار الأسابيع الثلاثة الماضية تصدر موظفو الشهر العقاري العناوين الرئيسية للصحف وبرامج التوك شو بعد فتح الباب أمام المواطنين لعمل توكيلات لمرشحي الرئاسة الذين يستعدون لخوض ماراثون الانتخابات الرئاسية في 32 مايو القادم. لدي مرورك أمام أحد مكاتب الشهر العقاري تري شباب حملات مرشحي الرئاسة يستقبلونك بالدعايا لمرشحيهم وداخل المكتب تري مجموعة من الموظفين يقومون بملء استمارات التوكيلات وشهدت الأيام الماضية ازدحاما شديدا في أغلب مكاتب الشهر العقاري في المدن والمحافظات ولذلك قررنا أن نحاور موظفي الشهر العقاري. في البداية ذهبنا إلي أحد مكاتب الشهر العقاري بالهرم وقابلنا أحمد عشري أحد الموظفين وفاجأنا بأن هناك أحد الشيوخ بالقرب من الشهر العقاري قام بذبح العجول وتوزيع لحومها علي المواطنين الذين جاءوا لعمل توكيلات لأحد المرشحين وقام بتوزيع النقود عليهم كما أنه كان مسئولا عن حشد العشرات بالأتوبيسات وتوصيلهم لمقر الشهر العقاري لعمل توكيل للمرشح حازم صلاح أبو إسماعيل، كان مشهدا لافتا وكان معه مجموعة من المؤيدين يرددون جملة "فلوس ربنا كتيرة" . وقال إن أغلب التوكيلات جاءت لصالح الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وجاء بعده في المرتبة الثانية الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ثم عمرو موسي وأحمد شفيق. وأشار إلي أن هناك ضغوطات كبيرة علي الموظفين الذين يملأون يوميا أكثر من 003 استمارة وهناك بعض المواطنين يقومون بكتابة بيانات خاطئة ويضطرون إلي عمل استمارة أخري . وأوضح أن حملة عمرو موسي بالشهر العقاري تسببت في أزمة داخل المقر بعد اكتشاف ممثلين عن حملات أخري قاموا بجمع بطاقات الرقم القومي من عدد من المواطنين ويقومون بتسجيل التوكيلات نيابة عنهم دون حضورهم بالمخالفة للقانون. وأكد أنه رصد حصول مواطنين علي أموال من بعض المرشحين مقابل تسجيل توكيلات لصالحهم بالإضافة إلي حشدهم في أتوبيسات. محمد أحمد علي أحد موظفي الشهر العقاري بمدينة السادس من أكتوبر تعرض للضرب من قبل مجهولين وأكد أن الشرطة رفضت التدخل لحمايتهم رغم استنجادنا بها ، مما أدي إلي إضراب موظفي الشهر العقاري عن العمل منذ يوم الخميس الماضي بعد هذا الاعتداء. وأضاف محمد الذي أصيب بجروج سطحية بالكتف والوجه أنه طالب القوات المسلحة بحماية موظفي الشهر العقاري من الاعتداءات المتكررة التي يتعرضون لها وغيرها، أثناء أداء عملهم الوظيفي ودورهم الوطني في تحرير توكيلات مؤيدي مرشحي الانتخابات الرئاسية. وطالب اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابات ووزارتي الداخلية والعدل بسرعة التدخل، ومحاسبة المسئولين، ومنع كل معوقات تحرير توكيلات المواطنين لمرشحي الرئاسة واعتبرة شرطا لعودة العمل مرة أخري . وشهد مكتب الشهر العقاري تجمهرا من أعضاء حملات أبو الفتوح وحمدين صباحي وعمرو موسي وشفيق وأبو إسماعيل وطالبوا بفتح المكتب وهو ماتسبب في وقوع بعض المشادات بين أعضاء الحملات وموظفي الشهر العقاري والمواطنين. وفي مدينة نصر وثق علي يوسف أكثر من عشرة توكيلات لترشيح الرئيس المخلوع حسني مبارك وقال إنه فوجئ ببعض الشباب والفتيات يطالبونه بتوكيل استمارات باسم الرئيس المخلوع، الغريبة أنهم جاءوا برقم بطاقة الرقم القومي الخاصة بالمخلوع مشيرا إلي أنه يعتقد أن هناك أخطاء في الرقم الذي تم ملء الاستمارة به. وأضاف أنه قام أيضا بتوثيق توكيلات لكل من عمر سليمان وخيرت الشاطر ونبيل العربي علي الرغم من عدم إعلانهم رسميا الترشح إلي الرئاسة إلي الآن. وعن المشكلات التي يتعرضون لها أكد أن اللجنة العليا للانتخابات تتدخل بشكل كبير في عملنا حيث وردت لنا إشارات تطالبنا بتصوير دفاتر التوكيلات، وهو يعتبر تدخلا صارخًا في خصوصيات عملنا لأن ذلك ممنوع قانونًا ولا يسمح بالتصوير إلا لصاحب الشأن المقر أو المقر إليه. وقال إن الموظفين في حيرة من أمرهم ما بين اللجنة العليا للانتخابات والقانون فاللجنة تطلب منهم تصوير الدفاتر والقانون لا يسمح بذلك وقمنا بالاتصال بعدد من القانونيين الذين طالبونا بعدم مخالفة القانون. وفي ضواحي محافظة الجيزة مازال الارتباك مسيطراً علي مكاتب الشهر العقاري، بسبب تزايد الإقبال لعمل توكيلات لمرشحي الرئاسة، في الوقت الذي مازالت فيه مكاتب الشهر العقاري تفتقر للعدد الكافي من الموظفين، حيث شهدت مكاتب الشهر العقاري بالمنيب زحاماً شديداً في الأيام الماضية، لاستخراج توكيلات لمرشحي الرئاسة، ولم يخل الأمر من وقوع مشادات بين حملات المرشحين بعضهم البعض ومع موظفي الشهر العقاري. وشهد مكتب الشهر العقاري بالحوامدية واقعة مؤسفة أخري حيث قام مندوب أحد المرشحين بالاعتداء علي يحيي حسين موظف الشهري العقاري ما أدي لإصابة موظف الشهر العقاري بجرح قطعي في جبهته، حيث تم نقله لمستشفي أجا المركزي، وقام الأطباء بإسعافه وتم تحرير محضر بالواقعة وتبذل المباحث جهودها لضبط المندوب الذي هرب عقب الحادث.. وقال محمود سامي أحد موظفي الشهر العقاري بالحوامدية إن الأيام الأولي لم تشهد أي تواجد من قبل المواطنين أو من من مندوبي الحملات ولكن بدأ أنصار حملات عمرو موسي وأحمد شفيق ومنصور حسن ينشطون بصورة ملحوظة وقاموا بالدفع بسكان القري والفلاحين لتحرير التوكيلات، كما قدم أحد المندوبين اقتراحا بتخصيص بعض موظفي الشهر العقاري في أماكن التجمعات وفي النوادي والمقاهي. وفي خطوة قد تعيق إجراء الانتخابات في موعدها دخل موظفو مكاتب الشهر العقاري في عدد كبير من المحافظات مثل جنوبسيناء والأقصر وأسيوط والمنوفية في إضراب عن العمل. ففي جنوبسيناء أضرب الموظفون عن العمل بداية من الأسبوع الحالي للمطالبة بصرف حافز جذب العمالة المخصص لموظفي سيناء والذي يصرف لجميع الموظفين بجنوبسيناء بنسبة 051٪ والإعفاء من معدل الأداء والذي سبق الإعفاء منه عام 9991 لقلة عدد السكان بجنوبسيناء وسد العجز في موظفي المكاتب. وكان سبب الإضراب عن العمل في باقي المحافظات ما وصفه الموظفون بارتباك اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وتجاهلها مطالب الأعضاء القانونيون في الشهر العقاري. وقال جاد عيد أحد موظفي الشهر العقاري بالجيزة إنه تم التنسيق مع كل مكاتب الجمهورية لبدء إضراب عن العمل يوم السبت الماضي بسبب "تعنت" اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، والتي كان آخرها وصول إشارة في الرابعة عصر الخميس تطالبهم بإرسال صورة ضوئية من دفاتر توثيق التوكيلات، وهو ما يستحيل القيام به لعدم وجود اعتماد مادي، فضلا عن أن العضو القانوني غير مطالب بالقيام بوظائف إدارية- حسب قوله. وقال: "بدلا من أن تحل اللجنة المشكلات التي تواجهنا، تصدر لنا أزمات جديدة، وهو ما يستوجب منا وقفة حقيقية ضدها".