بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير كثفت وزارة الخارجية من جهودها واتصالاتها مع كافة دول العالم من أجل دعم علاقات التعاون في جميع المجالات ولاسيما المجالات الاقتصادية والتي تحظي بأولوية في الاهتمام بالمرحلة الحالية لما لها من آثار إيجابية مباشرة علي تحقيق طفرة تنموية بالداخل تتناسب مع الواقع الجديد في حياة كل مواطن مصري يتطلع لبدء الجمهورية الثانية في مصر والتي تضع نصب أعينها تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية وهي أهداف الثورة المعلنة والتي نسعي جميعا لانجازها. ومن الجدير بالذكر فإن العلاقات المصرية الآسيوية تحظي بأولوية هامة في سلم أولويات وزارة الخارجية وخلال الفترة الماضية كثفت وزارة الخارجية من اتصالاتها مع السفراء الآسيويين المعتمدين في القاهرة لإيضاح وشرح رؤية مصر للأوضاع في المنطقة بصفة عامة ولبحث وتعزيز العلاقات المصرية الآسيوية. ومن هذا المنطلق عقد السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية اجتماعا مع سفراء الدول الآسيوية بالقاهرة وشارك في هذا الاجتماع السفير علي الحفني مساعد وزير الخارجية للشئون البرلمانية والوزير المفوض محمد البدري نائب مساعد وزير الخارجية للشئون العربية. وحرص السفير محمد حجازي خلال اللقاء الذي انعقد عشية الجولة الآسيوية الهامة لوزير الخارجية والتي تتضمن زيارته لكل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية علي أن يستعرض مع سفراء الدول الآسيوية محاور السياسة الخارجية المصرية تجاه آسيا خلال المرحلة المقبلة مؤكدا حرص مصر علي تعزيز علاقاتها مع الدول الآسيوية والاستفادة بخبراتها في تحقيق الطفرة الاقتصادية وذلك لخدمة أهداف التنمية في مصر وتنمية الكوادر المصرية ونقل التكنولوجيا المتقدمة وأشار السفير محمد حجازي بشكل خاص إلي الفرص الاقتصادية التي يحملها المستقبل لمصر بعد انتخاب رئيس جمهورية وبدء مرحلة جديدة في البلاد. وأوضح حجازي أن نتائج اللجان المشتركة التي استضافتها مصر مؤخرا عكست اهتمام مصر بتحقيق هذه الأهداف حيث انتهت اجتماعات اللجنة الوزارية المصرية الهندية المشتركة التي عقدت بالقاهرة يوم 4 من مارس الجاري برئاسة وزيري خارجية البلدين وجولة المشاورات المصرية الأسترالية التي عقدت بالقاهرة يوم 15 من مارس إلي الاتفاق علي العديد من برامج التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتعليمية. جولة هامة ومن ناحية أخري حرص السفير محمد حجازي علي تناول تطورات العلاقات المصرية الآسيوية مع سفراء الدول الآسيوية المعتمدين بالقاهرة وذلك في الجولة الآسيوية الهامة التي يقوم بها حاليا وزير الخارجية محمد عمرو لكل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية. وذلك في الفترة من 19 مارس وحتي أواخر الشهر الحالي بالإضافة إلي مشاركة مصر في المؤتمر الإقليمي للتعاون الاقتصادي مع أفغانستان والذي يعقد في طاجيكستان أواخر مارس الجاري. وأوضح مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية بأنه في إطار الإعداد لزيارة وزير الخارجية للصين فقد تم عقد الآلية الوطنية لتنسيق العلاقات المصرية الصينية بمقر وزارة الخارجية بمشاركة ممثلين عن جميع الأجهزة المصرية المعنية بالتعاون مع الصين. وقد تحدث السفير محمد حجازي في هذا الاجتماع عن أهمية التنسيق بين مختلف قطاعات الدولة لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من التعاون مع الصين علي ضوء تنوع وتشعب أوجه التعاون مع الصين وبصفة خاصة فيما يتعلق بأولويات التنمية في مصر مؤكدا أهمية صياغة رؤية قوية للتعاون مع الصين خاصة في ظل علاقة التعاون الاستراتيجي التي تربط البلدين. ويجدر الإشارة إلي أن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين قد ارتفع عام 2011 ليبلغ 9 مليارات دولارات بزيادة قدرها 26٪ عن عام 2010 وارتفع حجم الصادرات المصرية بنسبة 60٪ عن نفس الفترة وحجم الاستثمارات الصينية في مصر بلغ نحو 400 مليون دولار. معالجة العقبات ومن الجدير بالذكر وطبقا لتصريحات مساعد وزير الخارجية فإن القطاع الآسيوي في وزارة الخارجية سيعمل علي تنظيم ندوة لبحث ومعالجة العقبات التي تواجه الاستثمارات الأجنبية وحمايتها وممثلي الشركات الآسيوية والمكاتب التجارية العاملة في مصر بما يضمن إيجاد معالجة جذرية لهذه المشكلات وتوجيه رسالة طمأنة لكافة الأطراف تؤكد التزام مصر بتشجيع وحماية الاستثمارات الأجنبية وتوفير مناخ جاذب لها.. وقد نوه السفير محمد حجازي خلال لقائه بالسفراء الآسيويين المعتمدين بالقاهرة إلي جمعية رجال الأعمال في مصر ودول الآسيان والتي سيتم تدشينها يوم 21 من مارس الجاري والتي تهدف إلي تعزيز العلاقات والاتصالات بين رجال الأعمال المصريين ونظرائهم في عشر دول في جنوب شرق آسيا أعضاء تجمع الآسيان. وخلال اللقاء عرض السفير علي الحفني مساعد وزير الخارجية للشئون البرلمانية لنتائج انتخابات مجلس الشعب والشوري والإعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية ونقل السلطة والخطوات المتخذة لتشكيل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور الجديد مؤكدا سلامة المسار الديمقراطي في مصر والتزام مصر بتعهداتها الدولية ومن جانبه عرض الوزير المفوض محمد البدري رؤية مصر لتطورات الأوضاع في سوريا وفلسطين والمنطقة العربية. ومما لاشك فيه أن دعم علاقات التعاون بين مصر والدول الآسيوية الهامة والذي يأتي ضمن أولويات سياسة مصر الخارجية لابد أن يكون له ثماره الإيجابية علي خدمة أهداف التنمية في مصر وجولة وزير الخارجية محمد كامل عمرو الآسيوية الحالية تؤكد علي هذا التوجه الهام وتعد بمثابة خطوة أساسية في دعم مكانة مصر الإقليمية والدولية.