لا يختلف اثنان علي أن ماحدث في بورسعيد كان كابوسا لم نشاهده من قبل في ملاعبنا فقد أضاء هذا الكابوس الضوء الأحمر معلنا وصول الفتنة للمجتمع الرياضي.. وأصبحت الملاعب ساحات له.. فمقتل 73 مشجعا أشعل النار في قلوبنا.. ولن تخمد حتي يعاقب مرتكبو هذه المذبحة.. فقد انتفضت الأندية المصرية معلنة رفضها التام لهذه المؤامرة.. وكان الزمالك في طليعة الأندية التي تقف بجانب شقيقها الأهلي في مصابه الأليم. وقد أفصح العديد من الزملكاوية عما يجيش في نفوسهم.. يقول المستشار جلال إبراهيم رئيس النادي السابق: قلوبنا تعتصر ألما علي ضحايا بورسعيد وتزيد سكرته كلما نظرنا إلي أمهات وأولياء أمور الضحايا.. ومع هذه الآلام لابد أن نتذكر جيدا أن هناك مؤامرة تحاك ضد الوطن.. وقد طالت جميع جوانب الحياة في مصر. لقد اجتمع المتآمرون علي إضعاف الشرطة والجيش والقضاء وهي الأركان الأساسية لإقامة أي دولة.. ونجحوا في إيقاف الأنشطة الرياضية في مصر.. وهي خطوة هامة في تدمير المجتمع المصري.. فهناك آلاف الأسر وملايين من البشر ترتزق من العمل في الحقل الرياضي.. كما أن الأندية لديها التزامات مالية ستعجز عن الوفاء بها مما يزيد الطين بلة.. وبدلا من السعي إلي إعادة هيبة الدولة يتخذون قرارا بإيقاف الأنشطة الرياضية وبدلا من المطالبة بتتبع المجرمين يطالبون بإقالة النائب العام.. كيف والرجل لم يتخاذل أو يتوان لحظة في مطاردة المجرمين. أما رؤوف جاسر نائب رئيس مجلس الإدارة فيقول : استغل المتآمرون التعصب الرياضي والاحتقان في ملاعبنا ليضربوا ضربتهم، ويتحمل مسئولو الأندية والاتحادات والإعلاميون الذين يعشقون الشحن المعنوي ويقرون الظلم الذي يخدم مصالحهم المسئولية بجانب الإفراط في التهاون الأمني.. فهناك محترفون يقومون بتنفيذ هذه المؤامرة.. فإنه لأول مرة تري جماهير تقذف من أعلي المدرجات لقتلهم. والغريب أن يحدث هذا أمام أعين رجال الأمن.. مما يؤكد أن هناك عناصر أمنية مازالوا تابعين للنظام السابق.. ويأخذون الأوامر من نزلاء سجن طرة.. وإذا أحسنا النوايا فنقول إن معظم رجال الأمن خائفون من استخدام العنف حتي لايحاكموا شعبيا.. ولذلك لابد من كشف الحقائق وبسرعة وهي مسئولية النائب العام الذي أقر بأنه غير مؤهل لإدارة هذه الأزمة.. كما لاننسي أن الرئيس المخلوع هو من قام بتعيينه! أما عبدالله جورج المسئول عن صفقات الزمالك فيقول: ماحدث كارثة ومهزلة.. وكان مخططا له بدليل أن الجماهير اندفعت لمهاجمة لاعبي الأهلي عقب صفارة النهاية مباشرة ورغم فوز فريقهم.. وقد توالت الأحداث لترسم أمامي لغزا كبيرا.. حقيقة أن هناك من يلقي بالتهمة، علي الشرطة لتهاونها في التصدي للمهاجمين.. ولكن لابد أن نقول الحقيقة.. فإذا قامت الشرطة بالتصدي ستخرج منظمات حقوق الإنسان وتمتليء الدنيا صراخا بأن الشرطة تفرط في تعاملها مع الجماهير.. بل سيحملونهم أي حوادث قتل ستحدث في المجتمع المصري. ويقول يكن حسين: إنه يوم أسود شهدته الأندية المصرية.. وشهداء هذه المذبحة هم أبناء لكل هذه الأندية.. ولابد من تقديم المتهمين وبأسرع وقت للمحاكمة بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد لم أر في حياتي مثل هذه المأساة التي هزت الأندية العالمية كلها.. حتي أن بعضها أعلن الحداد.