كل عام وأنتم بخير .. ومصر وشعبها بألف خير وسلامة .. أرجو الله أن تكون هذه السنة سعيدة علي كل المصريين .. وأن تنعم مصر بالاستقرار والأمان وأن تستعيد قوة اقتصادها وتتزايد استثماراتها لتوفير حياة كريمة مزدهرة لكل المصريين .. ولا شك أن توفير الأمان الذي نشهد بوادره الآن سوف يسهم في استعادة معدلات السياحة التي انخفضت الي أرقام غير مسبوقة علي مدي الشهور الماضية . لاشك أن الدعوة التي وجهها منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري إلي جميع القوي السياسية والأحزاب والتيارات المختلفة للاجتماع لوضع رؤية لمصر الحاضر والمستقبل وتحقيق التكاتف بين الجميع مهما كانت انتماءاتهم .. هي في صالح استقرار مصر واستعادة الهدوء والأمان ويكفي أننا في ظل الظروف التي واجهتها مصر خلال الفترة الماضية انخفضت معدلات الإنتاج إلي أدني مستوي لدرجة أننا نسعي للحصول علي قروض من بنك النقد الدولي الذي كنا نطلق عليه بنك النكد الدولي بسبب شروطه المجحفة التي تمس كل بيت "ويجعل الحياة ناشفة " . الشيخ محمد جبريل كعادته أدي الصلاة ليلة رأس السنة بمسجد عمرو بن العاص وسط جموع حاشدة من المصلين الذين تفاوتت أعمارهم ما بين شيوخ وشباب وأسر كاملة .. أدوا جميعا ركعات ابتهال وتقرب الي الله عملا بقول الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم : "الصلاة في وقت الهرج كالهجرة الي " بمعني أن المهاجر قد فرَّ بدينه إلي دار الإيمان وأهله، والمتعبد في الهرج قد اعتصم بعبادة ربه من الفتن، وتمسَّك بدينه، واتبع ما يحبه الله ويرضاه . أتمني لمصر في العام الجديد كل الخير والازدهار بعيدا عن الفتن الداخلية والخارجية.. وأتمني أن تتوحد الصفوف وأن نبتعد عن أي خلافات أو مآرب شخصية قد تهدد أمن الوطن .. وأتمني في العام الجديد أن يهدأ الثوار لأننا جميعا ثائرون ضد الظلم وكلنا ثائرون من أجل حياة أفضل يسودها العدل والحرية والديمقراطية .. ولكن لابد أن نهدأ حتي نعطي لأولي الأمر الفرصة لاستعادة وجه مصر الحضاري .. مصر موسي وعيسي ومحمد .. مصر السلام والأمان .. لذا أري أن احتفالية مرور عام علي الثورة هي فرصة للمصالحة والتكاتف من أجل الوطن بعيدا عن أي مظاهر للعنف .. يا أبناء مصر اتقوا الله في مصر .. والخروج من النفق المظلم ليس ببعيد وغدا تشرق الشمس .