رغم حالة التفاؤل التي عاشتها مصر مع بداية انتخابات مجلس الشعب إلا أن هذه الحالة تغيرت تماما إلي التشاؤم والحزن واليأس بعد أحداث شارع مجلس الوزراء .. كنا قاب قوسين أو أدني من تحقيق الاستقرار والسير علي خطي تونس في تشكيل لجنة تأسيسية لإعداد الدستور وانتخاب رئيس للبلاد .. كانت هذه أحلام عشناها طمعا في حياة حرة كريمة كما أرادت ثورة يناير.. كنا نحلم كل يوم .. نحلم بعهد جديد من العزة والكرامة .. كنا نحلم بحل مشاكلنا التي قهرت فينا الأمل .. الأمل في حياة جديدة .. حياة بدون بطالة أو فقر أو مرض .. حياة تتحقق فيها ارفع راسك فوق إنت مصري .. حياة خالية من الظلم والعنف والاضطهاد تساوي في الحقوق بين كل المصريين .. كنا نحلم ونحلم بالرفاهية وحياة بلا مشاكل . ولكننا اصطدمنا وأفقنا علي واقع مرير لأننا تصورنا أننا علي طريق التغيير وأن زمن مبارك انتهي إلي غير رجعة وأن الفاسدين وراء القضبان وأخذنا نضحك ونتحاور بالكوميديا حول هؤلاء الفاسدين المحتجزين في "طرة لاند" ننتظر علي أحر من الجمر انتهاء محاكمتهم جزاء ما اقترفوه في حق هذا الشعب . ذهبنا نحمل أحلامنا إلي صناديق الانتخاب ورغم الخلافات التي ظهرت بين التيارات السياسية إلا أننا اعتبرناها ظاهرة صحية نتيجة التجربة الديمقراطية ولم نتخل عن الأمل والحلم.. ولكننا أفقنا من حلمنا بأننا مكتوب علينا ألا نحلم فالحلم رفاهية والتفاؤل ليس من حقنا ما دمنا لم نتخلص من رموز النظام السابق .. ما دمنا لم نصل إلي حقيقة من الذي يصنع تلك الأحداث التي تعصف بمصير الأمة .. مادمنا لم نعرف من يكون وراء أحداث ماسبيرو.. مادمنا لم نعرف من وراء استخدام العنف مع المتظاهرين في أحداث شارع محمد محمود .. ما دمنا لم نعرف سبب انفجار الموقف بين المتظاهرين وقوات الشرطة والجيش في شارع مجلس الوزراء .. مادمنا لم نعرف من أطلق الرصاص علي المتظاهرين لتفقد مصر أجمل شبابها .. مادمنا لم نعرف الي أين انتهت التحقيقات في أحداث ماسبيرو والسفارة الاسرائيلية وغيرها من كوارث متكررة ولم يقدم للمحاكمة متهم واحد أو مسئول عن هذه الكوارث التي تهدد مستقبل مصر .. إذا أردنا أن نخطو خطوة نحو الأمان والاستقرار وبناء مصر الحديثة لابد أن نتخلص من عصابة اللهو الخفي التي تقف وراء كل هذه الأحداث. م . ع