انتشرت مؤخرا ظاهرة هروب اللاعبين المصريين من أنديتهم الكبري إلي أندية أوربية أو عربية دون التقيد بالعقود أو اللوائح مستغلين ثغرات قانونية في اللوائح وأقصي عقاب ينالونه هو الغرامات المالية والغريب أن معظمهم يعود لناديه رافعا راية القوة وبالطبع ينال العفو والسماح والنسيان نعمة.. آخر هولاء الهاربين كان حازم إمام لاعب الزمالك الشاب وآخر الراغبين في العودة من الهروب هو ياسر المحمدي. حازم إمام الصغير ذلك اللاعب الذي توقع له الجميع أن يصبح مصنع إنتاج المهارات في مصر ولكن كثرة مشاغباته وإيقافه وتجميده مع أحمد رفعت وحسام حسن وحسن شحاتة عطلت موهبته.. ورغم ذلك كان يعود نادما باكيا.. ويتم العفو عنه ولكن هذه المرة ظل يطالب بمستحقاته المالية ثم انقطع عن التدريب وفاجأ الجميع بإلقاء فانلة الزمالك أرضا أثناء مباراة ودية.. ثم هرب ووقع لنادي الفيصلي السعودي مقابل 1.2مليون دولار ونسي الزمالك وجماهيره. أما حسين ياسر المحمدي الذي ظل مجمدا في الأهلي لمدة موسم ونصف لم يلمس الكرة إلا مرات نادرة وجاء للزمالك مقابل 300 ألف دولار دفعها للأهلي وتألق مع الزمالك واستعاد بريقه وهتفت له الجماهير.. ولكن فجأة وجدناه هاربا ليلعب لنادي ليرس البلجيكي الذي يملكه ماجد سامي رئيس نادي وادي دجلة المصري أيضا.. ومؤخرا طلب العفو والعودة للزمالك مرة أخري ولأن مسئولي الزمالك قلبهم كبير فالعفو عند المقدرة وأهلا بالهاربين. ولكن الظاهرة المؤسفة حقا هي هروب الناشئين والشباب من الأندية الكبري وكان آخرهم أحمد حسن »كوتا« لاعب الأهلي الذي يلعب لنادي درجة ثانية في بلجيكا وكان ثلاثي الزمالك الشباب منهم أحمد ماهر وسداسي الإسماعيلي وآخرهم محمود وحيد قد هربوا إلي الدوريات الأوربية مستغلين أنهم في سن الهواية.. وللأسف فإن أكبر عقاب يناله اللاعب هو اللعب ببطاقة دولية مؤقتة ثم توقع عليه غرامة مالية يدفعها له ناديه الجديد وتنتهي القصة بإسدال ستائر النسيان. المفهوم الخاطئ للاحتراف.. وضحالة ثقافة الاحتراف لدي اللاعب المصري.. والبحث عن المال فقط.. والنظرة من خلال مصلحته الشخصية وحقوقه دون النظر لمصلحة النادي وواجباته هي أهم أسباب انتشار ظاهرة هروب اللاعبين من أنديتهم بمصر إلي أندية أوربية أو عربية بحثا عن الدولارات والدينارات والدراهم.. بغض النظر عن كون اللاعب مرتبطا بعقد رسمي أو هاويا أو حتي بكلمة شرف.. ولعل فاروق جعفر المدير الفني لطلائع الجيش حاليا كان أول من ابتدع قصة الهروب من فريقه الزمالك حين حصل علي جواز سفره من الإدارة وسافر إلي أمريكا التي كانت في بداية معرفة كرة القدم بملاعبها ولعب هناك في الدوري الأمريكي لمدة عام وعاد بخفي حنين وكالعادة استقبله مسئولو الزمالك استقبال الفاتحين ونسي جمهور الزمالك ما فعله نجمه ومايسترو خط الوسط.. ولكن الأشهر في تاريخ مصر الحديث والقديم في أزمة الهروب هو الحارس عصام الحضري الذي أدمن الهروب وأصبح محترفا في الهرب من ناد لآخر وافتعال الأزمات مع كل الأندية التي لعب لها.. وأصبح زبونا دائما في الفيفا والمحكمة الرياضية الدولية ولجنة التظلمات في الاتحاد الدولي فقد بدأها الحضري مع النادي الأهلي حيث فاجأ الجميع بهروبه إلي سويسرا واللعب لنادي سيون دون الحصول علي استغناء أو موافقة الأهلي.. وخسر جمهور وإدارة الأهلي وإعلام الأهلي.. وتحول إلي مطارد من الجميع.. وبعدها ترك سيون ولعب للإسماعيلي لمدة موسم واحد وكالعادة هرب بعد مشاكل للزمالك وكعادته استمرت مشاكله مع فريقه الجديد حتي انتقل للعب للهلال السوداني ولم يكمل نصف الموسم وهرب وعاد ثم هرب مؤخرا دون تسوية أموره مع ناديه والأمر معلق حتي الآن دون فائدة رغم أن عمره أصبح 37سنة إلا أنه لم يتعلم الدروس السابقة. أما شيكابالا فقد بدأها مبكرا حين لمع مع منتخب الشباب ولعب للفريق الأول بالزمالك وعمره 17عاما ثم هرب إلي اليونان ولعب لنادي باوك وتألق معه وقدم موسما أكثر من رائع.. ولكن بحجة الانتماء وحب الوطن ونداء ناديه هرب من باوك للزمالك بعد أن كاد يلعب للأهلي ومع ذلك أصبح الفتي المدلل للزمالك وجماهيره رغم موهبته ومهاراته إلا أنه لم يقدم لناديه حتي الآن بطولة واحدة.. وربما تسمع أن شيكابالا هرب للخارج في أي وقت وأي موسم. أحمد حسام ميدو الذي لعب للفريق الأول بالزمالك وعمره 17عاما فجأة حمل حقائبه وسافر إلي بلجيكا هاربا مستغلا أنه في سن الهواية ولعب لنادي جنت البلجيكي ومنها انطلق ليلعب في أكبر الدوريات الأوربية منها مارسيليا الفرنسي وإياكس الهولندي وسلفاتيجو الإسباني وتوتنهام وويجان الإنجليزيين.. ومع ذلك عاد للزمالك وكأن الزمالك قدره أن يصنع نجوما ويهربون لجمع المال ثم العودة مرة أخري له.