لقد شعرت بالتفاؤل بتولي الدكتور كمال الجنزوري رئاسة الوزراء في هذه الفترة الهامة من تاريخ مصر، وفي هذه الفترة التي تنتقل فيها مصر إلي عصر الديمقراطية التي يحكم الشعب نفسه بنفسه، بعد أن طال علي مصر الأمد وهي تعيش في ظل حكم الفرد، تضاءل خلالها دور مصر في محيطها العربي والعالمي، وانكمش فيه اسمها لأنها لم تلعب الدور الذي يجب أن تلعبه في المحيط العربي والعالمي كما كانت دوما علي مر العصور والرجل عمل محافظا ووزيرا ورئيسا للوزراء، أي أنه اكتسب خبرة طويلة في أمور الحكم، كما أن اسمه لم يقترن بالضعف ولا الفساد، وكان صاحب رؤية ورسالة.. وتوليه حكومة إنقاذ وطني في هذه الفترة التي فيها مصر علي مفترق الطرق، واجتماعه بكل أطياف الشعب من شباب وشيوخ.. من قاموا بالثورة ومن تاقت نفوسهم إلي التغيير، والتحول نحو واقع جديد تظلله الحرية والعدالة والمساواة، ونحو مجتمع يسابق ظله ليلحق بركب التقدم العالمي، فكل ذلك يعطي مؤشرا بأن الرجل يريد أن يخرج بمصر إلي شاطئ الأمن والأمان، وهو الذي صرح بأن أمله هو إعادة الأمن والأمان والانضباط إلي الشارع المصري، وتكوين اقتصاد وطني قوي هو من أولويات سياسته. وعلينا أن نعطي الرجل الفرصة لتحقيق أحلام الوطن، والخروج بمصر إلي ما يبتغيه الثوار من تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، وإيجاد مخرج من المشكلات التي تحاصر الوطن، منطلقا من القاعدة التي بناها ثوار 52 يناير. وليس من المعقول ولا المنطقي أن يكون كل ما يؤخذ علي الدكتور كمال الجنزوري أنه كبير في السن، فهو علي حد تعبيره لن يدخل في مسابقة لحمل الأثقال بل إنه سوف يتخذ من خبراته وتجاربه ورؤيته لواقع مصر الجديد، والاستنارة بأصحاب الرؤي المختلفة »البوصلة« التي تشير إلي المستقبل، والتي تتجه بسفينة الوطن نحو المرافئ الدافئة، مودعة فترة الفساد والتخلف وكبت الآراء، ممهدا الطريق لواقع جديد تنعم فيه مصر بالحرية والديمقراطية والأمان، ويكون لها دورها الفاعل في عالم يسابق ظله نحو التقدم والرخاء والازدهار. و.. مصر مؤهلة لهذا الدور في غدها القريب بمشيئة الله.