هدية زواجك أو عيد ميلادك، عروسة باختيارك، عروسة ماريونيت تحمل نفس ملامحك وطباعك، أو عروسة في هيئة شخصية مجنونة وخيالية أو معروفة وحقيقية. هذه هي الفكرة التي ابتكرتها فنانة العرائس المتحركة سارة البطراوي، خريجة كلية التربية الفنية التي عشقت واحترفت صناعة الماريونيت ووجدت فيه الملاذ لتفجير طاقاتها الفنية والإبداعية. سارة بدأت علاقتها بالماريونيت من خلال مسرح عرائس ساقية الصاوي، ثم قررت أن تصنع هي العرائس بطريقتها وأسلوبها الخاص. الفكرة بدأت ملامحها تتشكل مع سارة في مهرجان الكوربة بمصر الجديدة، وفي العام الماضي صنعت لنفسها عروسة عملاقة وذهبت بها للمهرجان الشهير ولفتت كثيرا من الأنظار هناك، ثم اتجهت بعد ذلك لتصنيع عرائس بأشكال أصدقائها وأصحابها. تعلمت سارة فن العرائس من خلال عملها في الساقية التي عن طريقها تعلمت تصنيع وتحريك العرائس وكانت تشارك في الحفلات الغنائية الشهيرة للعندليب وكوكب الشرق أم كلثوم التي كانت تعرض من خلال عرائس ماريونيت لعملاقي الغناء العربي والفرق الموسيقية التي كانت تصاحبهما. سارة كانت ترغب دائماً في احتراف تصنيع العرائس بأشكال وأنواع مختلفة لكنها لم تكن تجد الوقت الكافي. ومع ذلك وجدته مع اندلاع ثورة 25 يناير وتوقف معظم الأنشطة الثقافية والفنية في ذلك الوقت "وقتها كنت جالسة في المنزل، لم أكن أهتم بالسياسة وكنت أصدق مايقال علي شاشة التلفزيون، أغلقت علي نفسي الباب وقررت الإنفصال عما يدور حولي وبدأت العمل في مشروعي وأسميته Batro Puppets إول ماصنعت كانت عروسة لأحد زملائي في الساقية وقدمتها له في عيد ميلاده وكان مبهوراً تماماً بالهدية، وكل الناس الحاضرة أبدوا إعجابهم بالتجربة، وبدأوا يطلبون مني عرائس مشابهة وبالتدريج بدأ الطلب علي العرائس يتزايد كل يوم في البداية بين الأصدقاء والأقارب وبعد ذلك مع كل الناس من خلال صفحة أنشأتها علي موقع فيس بوك. الماريونيت فن ليس له أسلوب وطريقة عمل واحدة ولكنه متنوع في أشكاله وأنواعه وخاماته، وتقول سارة :"في الساقية تعلمت أسلوبا واحداً فقط لتصنيع العرائس بمادة الفوم وبأسلوب تحريكي هو الأسلوب الألماني المعروف بالعصيان والخيوط والميكانيزم الخاص للحركة. وأنا أردت أن أتعلم أساليب مختلفة وجديدة، فبدأت أبحث علي الإنترنت علي دروس وفيديوهات لأشكال العرائس المختلفة. بدأت أتواصل عن طريق فيس بوك مع شباب في مختلف أنحاء العالم مهتمين بتصنيع العرائس وتبادلت معهم الخبرات والأفكار وصرت أستطيع أن أصنع عرائس بأدوات وأشكال متنوعة.. أكثر العرائس التي يطلبها الناس من سارة هي عرائس الشبه "هي العرائس التي يكون عليها الطلب الأكبر، لكن المشكلة أن الناس تتوقع أنني يمكنني تصنيع العروسة لهم فوراً. بعضهم يأتي ليلة عيد ميلاد صديقه مثلاً ويطلب عروسه علي شكله. كما أن هناك من يريد أن يقدم العروسة كمفاجأة لكن المشكلة أنني أحتاج منهم صورة من كافة الاتجاهات للشخص المراد عمل العروسة له" وعن الخامات التي تستخدمها سارة تقول "جربت الفوم وعجائن الورق والخشب لكنني أفضل الفوم والورق لأنهما طيعان أكثر في النحت عكس الخشب الذي يحتاج مجهوداً كبيرا" هناك أنواع مختلفة من عرائس الماريونيت "عرائس الإصبع (finger puppet) عرائس القفاز، العرائس الصغيرة، والعرائس التي نرتديها والعرائس العملاقة، والأخيرة هي التي ذهبت بها لمهرجان الكوربة العام الماضي. كنت أنوي في البداية أن أصنع عروسة علي عصا المقشة، ثم قلت في نفسي لماذا لاتكون أكبر، وبدأت أشكلها بعجين الورق، وفي النهاية كونت عروسة في شكل كائن فضائي غريب، كانت العروسة ثقيلة جداً، وساعدني أصدقائي في حملها وكنا خمسة نقوم بتحريك أجزاء العروسة ولاقت هناك في المهرجان نجاحا وترحيبا كبيرا.." العرائس العملاقة عادة ماتستخدم في الخارج في المظاهرات والمسيرات الضخمة، فهل ترغب سارة في النزول بعرائسها في تظاهرات ميدان التحرير؟ "أتمني أن أصنع عروسة كبيرة في ميدان التحرير، لكن يجب أن تكون عروسة تحمل رسالة معينة أقتنع بها وأوجهها للناس. أتمني أيضاً أن أشارك في مهرجان الكوربة القادم بعروسة أكبر من السابقة، أتمني أن يكون هناك أكثر من عروسة، وأن يتحول المهرجان لكرنفال ضخم للفنون المختلفة ومن ضمنها فن الماريونيت" سارة فتاة موهوبة وطموحة، ومن الصعب جداً أن تتوقف أحلامها الفنية عند هذا الحد :"أحلم بأكثر من فكرة، أحلم أن أقدم عرض عرائس بأسلوب الفنان الأوحد "One man show" أن أمسك عروسة وأقدم بها شخصية مميزة تجذب الناس. أحلم أيضاً بعمل مسرح عرائس متحرك أدور به في المدن والقري المصرية، وقد أذهب به بعيداً خارج الحدود المصرية، أتمني تحقيق هذا الحلم لكنه يحتاج لعمل ومجهود، وأيضاً لتمويل كبير.."